عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2012, 09:11 PM   #36
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب اتعاظ الحنفاء باخبار الائمة الفاطميين الخلفاء للامام احمد الحسينى


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة
فيها عظم الوباء بديار مصر فهلك فيه عالم لا يحصى عدده كثرة‏.‏
وفيها بعث الحافظ الأمير النجيب رسولاً إلى رجار ملك صقلية لمحاربته أهل صقلية وكان رجار فيه فضيلة وأمر فصنفت له تصانيف وكان عنده محبة للأدب ومدحه ابن قلاقس الشاعر وغيره‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة
فيها خرج محمد بن رافع اللواتي بنواحي البحيرة فاجتمع له عدد كثير من الناس فخرج إليه طلائع بن رزيك وهو يومئذ والي البحيرة فكانت بينهما حروب قتل فيها‏.‏
وفيها غلت الأسعار بمصر‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة
فيها سير الحافظ الرشيد أبا الحسين أحمد بن الزبير رسولاً إلى اليمن بسجل يقرؤه عليهم فخرج في ربيع الأول‏.‏
وفيها خرج أبو الحسين ابن المستنصر إلى الأمير خمارتاش الحافظي صاحب الباب وقال له‏:‏ اجعلني خليفة وأنا أوليك الوزارة فطالع الحافظ بذلك فأمر القبض عليه فقبض واعتقل‏.‏
وفيها قدم في جمادى الآخرة من دمشق الأمير مؤيد الدولة أسامة بن منقذ وإخوته وأهله ومعهم نظام الدين أبو الكرام محسن وزير صاحب دمشق معاضدين له فأكرم مثواهم وأنزلوا سنة أربعين وخمسمائة فيها أعيد نظر الدواوين والأتراك والخزائن إلى القاضي الموفق أبي الكرم محمد بن معصوم التنيسي في جمادى الأولى‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة
فيها خرج على الحافظ أمير من المماليك يعرف ببختار يطلب الوزارة بأرض الصعيد فندب إليه عسكراً عليه سلمان مؤنس اللواتي فمضى إليه وحاربه فانهزم وهو من ورائه حتى أدركه وأخذه أسيراً وقتله‏.‏
وفيها قدم صافي الخادم أحد خدام المتقي من بغداد فاراً في ثالث عشري جمادى الأولى خوفاً فأكرمه الحافظ‏.‏
وفيها منع من التعرض لصرف شيء من المال الحاضر من الأعمال في جرائد المستخدمين وأن يكون ما نسب منها على البواقي والفاضل في هذه السنة‏.‏
وفيها ملك نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي بن آقسنقر حلب بعد أبيه‏.‏
وفيها ملك رجار بن رجار ملك صقلية مدينة طرابلس الغرب وولى عليها رجلا من بني سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة فيها صرف أبو الكرم التنيسي في ربيع الآخر وأعيد نظر الدواوين للقاضي المرتضى المحنك‏.‏
وفيها سير الحفاظ لظهير الدين صاحب دمشق هدايا وخلعاً وتحفاً‏.‏
وفيها خرج رضوان من ثقب نقبه بالقصر‏.‏
وذلك أن الحافظ لما اعتقله بالقصر أرسل يسأله في أشياء من جملتها زيارة نجم الدين بن مصال له في الوقت بعد الوقت فأجابه إلى ذلك لثقته بابن مصال‏.‏
فحضر في يوم من الأيام ابن مصال لخدمة الخليفة وبدأ بزيارة رضوان فدخل إليه ومعه مشدة فيها رقاع بجوائج الناس ليعرضها على الحافظ وكانت عادته ذلك فاحتاج إلى الخلاء فترك مشدته عند رشوان ودخل الخلاء‏.‏
فأخذ رضوان الرقاع ووقع بخطه عليها كلها بما يسوغ التوقيع به وأتر بها وطواها في المشدة‏.‏
وخرج ابن مصال فأخذها ودخل على الحافظ وقد علم أنه كان عند رضوان فقال له‏:‏ كيف ضيفنا فقال‏:‏ على غاية من الشكر لنعمة مولانا وجواره‏.‏
وأخرج رقةً من تلك الرقاع ليعرضها على الخليفة فوجد عليها التوقيع بخط رضوان فأمسكها وأخرج غيرها فإذا هي موقع عليها أيضاً‏.‏
وكان الحافظ يراه فقال‏:‏ ما هذا فاستحيا ابن مصال عندما تداول الخليفة الرقاع وعليها توقيع رضوان‏.‏
فقال له الحافظ‏:‏ يا نجم الدين ما زلت مباركاً علينا والله يشكر لك ذلك لقد فرجت عنا غمة‏.‏
فقال‏:‏ كيف يا مولانا قال‏:‏ رأيت البارحة رؤياً مقتضاها أنه ربما يشركنا في كثير من أمرنا فالحمد لله إذ كان هذا‏.‏
وكتب على الرقاع أمضاها بخطه وخلع على ابن مصال‏.‏
فلما طال اعتقال رضوان أخذ ينقب بحيث لا يعلم به إلى أن انتهى النقب من موضعه الذي هو فيه إلى تجاه فندق أبي الهيجاء وخرج النقب عن سور القصر‏.‏
وكان قياس ما نقبه خمسةً وثلاثين ذراعاً فظهر منه بكرة يوم الثلاثاء ثالث عشري ذي القعدة في الجيزة فالتف عليه جماعة من لواتة وعدة من الأجناد وسمع به الطماعون وكان للناس فيه أهوية‏.‏
فندم الحافظ على تركه بغير حارس وأخذ في العمل‏.‏
فلما كان ثالث يوم عدي رضوان من اللوق وسار إلى القاهرة فخرج إليه عسكر الحافظ وتحاربوا معه عند جامع ابن طولون فهزمهم وسار في إثرهم إلى القاهرة فدخلها في الرابعة من نهار الجمعة سادس عشريه ونزل بالجامع الأقمر‏.‏
فغلق الحافظ أبواب القصر وامتنع به‏.‏
فأحضر رضوان أرباب الدولة والدواوين وأمر ديوان الجيش بعرض الأجناد وأخذ أموالا كانت خارجة من القصر وأنفق في طوائف العسكر‏.‏
وأرسل إلى الحافظ يطلب منه مالا فسير إليه صندوقاً فيه مال وقال له‏:‏ هذا الحد الذي أراده الله فاسترض على نفسك‏.‏
وأتت هتافات الناس إلى رضوان فاستدعى الحافظ أحد مقدمي السودان سراً وقال له‏:‏ إني بكم واثق‏.‏
فقال‏:‏ ما ادخرنا هذا إلا لمولانا‏.‏
فقال‏:‏ كم أصحابك قال‏:‏ عشرة‏.‏
قال‏:‏ لكم عشرة آلاف دينار واقتلوا هذا الخارجي علينا وعليكم فأنتم تعلمون إحساننا إليه وإساءته إلينا‏.‏
فقالوا‏:‏ يا مولانا السمع والطاعة‏.‏
ورتبوا أنهم يصيحون حول الجامع الأقمر‏:‏ الحافظ يا منصور‏.‏
فلما فعلوا ذلك قلق وقال لمن حلوه‏:‏ ما كل مرة يصح لهؤلاء الكلاب مرادهم‏.‏
فحسنوا له الركوب ظناً منهم أنه إذا ركب إلى بين القصرين لم يجسر أحد عليه‏.‏
فعندما ركب ضربه واحد من السودان في فخذه ضربة شديدة وتداركه آخر بضربة وتوالت عليه الضربات فقتل في الساعة الحادية عشرة من نهار الجمعة المذكور وقطعت رأسه وحملت إلى الخليفة الحافظ‏.‏
فسكنت الفتنة وهدأت الغوغاء‏.‏
ثم إن الحافظ بعث بالرأس إلى امرأة رضوان فلما وضعت في حجرها قالت‏:‏ هكذا يكون الرجال‏.‏
وكان رضوان سنياً حسن الاعتقاد شجاعاً مقداماً قوي الغلب شديد البأس‏.‏
ولد ليلة عيد الغدير من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة وترقى في الخدم إلى أن ولي قوص وإخميم في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة‏.‏
إلا أنه كان مع حسن عبارته وغزارة أدبه طائش العقل قليل الثبات لا يحسن التدبير ولا يتأتى له سياسة الأمور لعجلته وجرأته وكان أخوه الأوحد أثبت عقلا منه‏.‏
ومن جملة ما كتب له في تقليد الوزارة بعد بهرام من إنشاء أبي القاسم ابن الصيرفي‏:‏
لأنك أذهبت عن الدولة عارها وأمطت من طرق الهداية أوعارها واستعدت ملابس سيادة كان قد دنسها من استعارها‏.‏
ولم يستوزر الحافظ بعد رضوان أحداً وأعاد النصراني المعروف بالأخرم إلى ضمان الدولة على ما تقدم ثم نقم عليه لكثرة المرافعين واعتقله وطلب منه المال فلم يسمح بشيء‏.‏
فركب الحافظ يوماً ووقف على باب السجن الذي هو فيه من القصر وأمر به فأحضر إليه‏.‏
وقال له‏:‏ كم تتجالد أريد منك مالي على لسان صاحب الستر‏.‏
فبينا الخليفة يخاطبه إذ أخذ كفاً من تراب وجعله في فيه فقال له الحافظ‏:‏ ما هذا مالا ينبغي نقله إلى مولانا صلوات الله عليه‏.‏
فغضب عليه وأمر بإحضار أبيه وأخيه وكانا معتقلين فأخرجا وقتل الأخرم وأخاه وأبوهما ينظر قتلهما ثم قتل الأب‏.‏
وأحاط بأموالهم فحصل منهم ما يزيد على عشرين ألف دينار عينا‏.‏
فيها مات الشيخ تاج الرياسة أبو القاسم على بن منجب بن سليمان المعروف بابن الصيرفي الكاتب في يوم الأحد لعشر بقين من صفر ومولده في يوم السبت الثاني والعشرين من شعبان سنة ثلاث وستين وأربعمائة‏.‏
وكان أبوه صيرفياً وجده كاتباً وأخذ صناعة الترسل عن ثقة الملك أبي العلاء صاعد بن مفرج وتنقل حتى صار صاحب ديوان الجيش‏.‏
ثم انتقل معه إلى ديوان الإنشاء‏.‏
ومات الشريف سناء الملك أبو محمد الزيدي الحسيني ثم تفرد بالديوان فصار فيه بمفرده‏.‏
وله الإنشاء البديع والشعر الرائع والتصانيف المفيدة في التاريخ والأدب‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة
فيها توجه العسكر في ثالث صفر لقتال لواتة وقد تجمعوا وعقدوا الأمر لرجل قدم من المغرب وادعى أنه ولد نزار بن المستنصر‏.‏
فسار إليهم العسكر وواقعهم على الحمامات وانهزم منهم العسكر فجهز الحافظ عسكراً آخر ودس إلى مقدمي لواتة مالا جزيلا ووعدهم بالإقطاعات فغدروا بابن نزار وقتلوه وبعثوا برأسه إلى الحافظ‏.‏
ورجعت العساكر في ربيع الأول‏.‏
وفيها صرف القاضي المكين الموفق في الدين أبو الطاهر إسماعيل بن سلامة الأنصاري عن القضاء لسبع خلون من المحرم واستقر على الدعوة الموفق الأمير كمال الدين واستخدم في وظيفة القضاء وكان كريم الأخلاق حليما عليه سكينة ووقار مليح الشيبة ظريف الهيئة‏.‏
وفيها توفى أبو الفضائل يونس بن محمد بن الحسن المقدسي القرشي المعروف بجوامرد خطيب القدس‏.‏
وفيها بلغ النيل تسعة عشر ذراعاً وأربعة أصابع ففاض الماء حتى بلغ إلى الباب الجديد أول الشارع خارج باب زويلة فكان الناس يتوجهون من مصر إلى القاهرة على ناحية المقابر لامتلاء الطريق بالمياه‏.‏
فلما بلغ الحافظ ذلك أظهر له الحزن والانقطاع فسأله بعض خواصه عن ذلك فأخرج له كتاباً وقال‏:‏ انظر هذا السطر فإذا فيه‏:‏ إذا وصل الماء الباب الجديد انتقل الإمام عبد المجيد‏.‏
ثم قال‏:‏ هذا الكتاب الذي نعلم منه أحوالنا وأحوال دولتنا وما يأتي بعدها‏.‏
فاتفق أنه لم تنسلخ هذه السنة حتى مرض الحافظ مرضة الموت‏.‏
وفيها انقرضت دولة بني باديس‏.‏
وذلك أن الغلاء اشتد بإفريقية من سنة سبع وثلاثين وخمسمائة إلى سنة اثنتين وأربعين حتى أكل الناس بعضهم بعضاً وخلت القرى ولحق كثير من الناس بجزيرة صقلية‏.‏
فاغتنم رجار متملكها الفرصة وبعث جرج مقدم أسطوله على نحو مائتين وخمسين شينيا فنزل على المهدية ثامن صفر سنة اثنتين وأربعين وبها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس ففر بأخف حمله وتبعه الناس‏.‏
فدخل جرج المهدية بغير مانع واستولى على قصر الأمير حسن وأخذ منه ذخائر نفيسة وحظايا بديعات‏.‏
وعزم حسن على المجيء إلى مصر فقبض عليه يحيى بن العزيز صاحب بجاية ووكل به وبأولاده وأنزله في بعض الجزائر فبقى حتى ملك عبد المؤمن بن علي بجاية في سنة سبع وأربعين فأحسن إلى الأمير حسن وأقره في خدمته‏.‏
فلما ملك المهدية تقدم إلى نائبه بها أن يقتدي برأي حسن ويرجع إلى قوله‏.‏
فكانت عدة من ملك من بني باديس بن زيرى بن مناد تسعة ومدتهم من سنة إحدى وستين وثلثمائة إلى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة مائة واثنتان وثمانون سنة‏.‏
وفيها بعث رجار بن رجار ملك جزيرة صقلية إلى المهدية أسطوله مائتين وخمسين من الشواني مع جرجي بن ميخائيل فجد في حصارها حتى أخذها في صفر منها وملك سوسة وصفاقس وملك رجار بونة‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سنة أربع وأربعين وخمسمائة
فيها وقع الاختلاف بين الطائفة الجيوشية والطائفة الريحانية فكانت بينهما حروب شديدة قتل فيها عدة من الفريقين وامتنع الناس من المضي إلى القاهرة ومن الذهاب إلى مصر‏.‏
وابتدأت الحرب بينهم في يوم الخميس ثامن عشر جمادى الأولى وتوالت في يوم السبت رابع جمادى وهم العسكر بخلع الحافظ من الخلافة فمات بقصر اللؤلؤة وقد نقل إليه وهو مريض بكرة يوم الأحد وقيل ليلة الاثنين لخمس خلون من جمادى الآخرة واشتغل الناس بموته‏.‏
وكان له من العمر يوم مات ست وسبعون سنة وثلاثة أشهر وأيام منها مدة خلافته من يوم بويع بعد أحمد بن الأفضل ثماني عشرة سنة وأربعة أشهر وتسعة عشر يوما‏.‏
وأصابته في ولايته شدائد واعتقل ثم لما أعيد تحكم عليه الوزراء حتى قبض على رضوان‏.‏
فلم يستوزر بعده أحداً وإنما أقام كتاباً على سنة الوزراء أرباب العمائم ولم يسم أحداً منه وزيراً وهم‏:‏ أبو عبد الله محمد بن الأنصاري وخلع عليه بالحنك والدواة فتصرف تصرف وزراء الأقلام وصعد المنبر مع الخليفة في الأعياد والجمع والقاضي الموفق محمد بن معصوم التنيسي وصنيعة الخلافة أبو الكرم الأخرم النصراني‏.‏
وكان الحافظ حازم الرأي جماعاً للأموال كثير المداراة سيوساً عارفاً‏.‏
ولم يكن أحد ممن ولي قبله أبوه غيره خليفة سواه‏.‏
وكان يميل إلى علم النجوم وكان له من المنجمين سبعة منهم المحقوف وابن الملاح وأبو محمد بن القلعي وابن موسى النصراني‏.‏
وفي أيامه عملت الطبلة التي كانت إذا ضرب بها من به قولنج خرج عنه الريح وما زالت بالقصر إلى أن كسرت في أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب‏.‏
وترك من الأولاد أبا الأمانة جبريل ويوسف وأبا المنصور إسماعيل‏.‏
وكان مطعوناً عليه فإنه ولي بغير عهد وإنما أقيم كفيلا عن منتظر في بطن أمه فلم يظهر للحمل خبر‏.‏
ومن محاسن ما يحكى عنه أنه كان يخرج في كل ستة أشهر عسكر من القاهرة إلى عسقلان لأجل الفرنج تقويةً لمن بها من المركزية الكنانية وغيرهم‏.‏
ويقدم على العسكر عدة فيجعل على كل مائة فارس أمير ويقدم على الجميع أمير تسلم إليه الخريطة فيكون أمير المقدمين وتشتمل الخريطة على أوراق العرض من الديون بالحضرة ليتفق مع والي عسقلان على عرض العسكر بمقتضاها‏.‏
ويصدر التعريف من كاتب الجيش هناك إلى الديوان بالحضرة بذلك ويسلم إليه مبلغ من المال لنفقته معونةً لمن فاتته النفقة من العسكر فإن النقباء الذين للطوائف يجردون من كان من الطوائف حاضراً ومن كان مسافراً في إقطاعه فيأخذ صاحب الخريطة أوراقاً بمن سافر وهو في إقطاعه ليوصل إليه نفقته‏.‏
وكانت نفقة الأمراء مائة دينار لكل أمير وللأجناد ثلاثون ديناراً لكل جندي‏.‏
واتفق مرة خروج العسكر إلى عسقلان وفيهم خمس أمراء من جملتهم جلب راغب الذي اتفق منه في حسن بن الحافظ بعد موته ما تقدم ذكره فلما سير إليه مائة دينار نفقته تجهز للسفر في جملة الناس وسلمت الخريطة لأميرهم‏.‏
فلما دخلوا على الحافظ ليودعوه ويدعو لهم بالنصر والسلامة على العادة قضوا حق الخلافة وانصرفوا إلا جلب راغب فإنه وقف فقال الحافظ‏:‏ قولوا للأمير ما وقوفك دون أصحابك ألك حاجة فقال‏:‏ يأمرني مولانا بالكلام‏.‏
قال‏:‏ قل‏.‏
فقال يا مولانا ليس على وجه الأرض خليفة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرك وقد كان السلطان استزلني فسفهت نفسي وأذنبت ذنباً عظيماً عفوا مولانا أوسع منه وأعظم‏.‏
فقال له الحافظ‏:‏ قل ما تريد غير هذا فإنا غير مؤاخذيك به‏.‏
فقال‏:‏ يا مولانا قد توهمت أنك تحققت أني ماض في حالة السخط وقد آليت على نفسي أن أبذلها في الجهاد فلعلي أموت شهيداً قد صنع ذلك سخط مولانا علي‏.‏
فقال له الحافظ‏:‏ انته عن هذا الكلام وقد قلنا لك إنا ما واخذناك فأي شيء تقصد فقال‏:‏ لا يسيرني مولانا تبعاً لغيري فقد صرت مراراً كثيرةً مقدماً وأخشى أن يظن أن هذا التأخير للذنب الذي أنا متعرف‏.‏
قال‏:‏ لا بل مقدماً وصاحب الخريطة‏.‏
وأمر بنقل الحال عن المقدم الذي تقرر للتقدم والخريطة إلى جلب راغب وأعطى مائتي دينار وقال‏:‏ له استعن بهذه‏.‏
فعد هذا من الحلم الذي ما سمع بمثله‏.‏
وكان الغالب على أخلاقه الحلم‏.‏
وكان مقدم المطالبين يجيء إلى الخليفة الحافظ ويخبره بغرائب ما يظهر فجاء يوماً وأخبر أنه وجد حوضاً لطيفاً قريباً من معلف الجمال فلم يتعرض له‏.‏
فندب الخليفة معه شاهدين حتى أتوا به فإذا حوض مطبق بغطاء كشف عنه فإذا فيه صنم من رخام أبيض على هيئة الإنسان وهو واضع أصبعاً في فيه وأصبعاً أخرى في دبره فأمر الحافظ أحد الشاهدين أن يناوله ذلك فلما أخذ الصنم ضرط ضرطة عظيمة فألقاه من يده وقد اشتد خجله‏.‏
فقام موفق أحد الأستاذين المحنكين ليناوله إياه فضرط أيضاً‏.‏
فأمر الحافظ بتركه وعلم أنه طلسم القولنج‏.‏
ووجد في مقطع الرخام سرب تحت الأرض فيه حبوة ممدودة أحضرت إلى الأستاذ مفضل المعروف بصدر الباز فإذا فيها حنش من ذهب زنته ستة مثاقيل ونصف مثقال وعيناه من ياقوت أحمر وفي فمه جرس من ذهب‏.‏
فأعلم به الحافظ فلم يزل يبحث عن خبره حتى أحضرت له عدة أحناش كبار وأخرج ذلك الحنش المذكور فجعلت الأحناش الكبار تخرج رءوسها ثم تحركها مرةً أو مرتين وتسقط ميتة‏.‏
وكان الحافظ حريصا على علم السيميا‏.‏
فظهر في أيامه الشيخ أبو عبد الله الأندلسي شيخ بني الأنصاري أوحد زمانه في علم السيمياء فسأله الحافظ أن يريه شيئاً من ذلك فأراه ساحة القصر قد صارت لجة ماء فيها سفينة متعلقة وشواني حرببات قد خرجت على تلك السفينة وقاتلت أهلها والحافظ يرى لمعان السيوف ومرور السهام وخفقان البنود ورءوس الرجال وهي تسقط عن كواهلها والدماء تسيل حتى سلم أصحاب السفينة لأصحاب الشواني فساروا بها والأبواق تزعق والطبول تضرب إلى أن غابت عن الأبصار في لجج البحار‏.‏
ثم كشف عن الحافظ فإذا هو قصره‏.‏
ثم أمره أن يريه شيئاً آخر‏:‏ فقال‏:‏ لنخرج من في مجلس أمير المؤمنين إلى منزله فأمرهم فخرجوا حتى صاروا إلى حيث خيولهم واقفة بباب القصر فلما قدمت إليهم ليركبوا فما منهم إلا ن رأى فرسه كأنه ثور وقرناه كأعظم ما يكون من القرون فعادوا إلى الحافظ وأعلموه بما رأوا فضحك وقال‏:‏ افدوا دوابكم منه‏.‏
فقطع كل واحد منهم على نفسه شيئاً فأمر له به‏.‏
وما زال مقيماً بمصر حتى مات‏.‏
وكان في أيام الحافظ أيضاً ابن محفوظ سأله أن يريه شيئاً من أعماله فأمر بأربعة أطباق فضة أن تحضر فلما وضعت بين يديه امتلأت ياسميناً في غير أوانه وصار يعلو على كل طبق وهو مرصوص متماسك بعضه فوق بعض إلى أن صار كأربعة أعمدة من رخام متقابلة‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس