عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2012, 02:42 PM   #37
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: احكام القران للامام الشافعى رضى الله عنه


أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ‏(‏ إجَازَةً ‏)‏ أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ حَدَّثَهُمْ أَنَا الرَّبِيعُ ‏,‏ قَالَ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ ‏:‏ قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏:‏ ‏{‏ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ‏}‏ ‏,‏
وَقَالَ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ إلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ‏}‏ ‏,‏ وَحُكِيَ أَنَّ إخْوَةَ يُوسُفَ ‏(‏ عليهم السلام ‏)‏ وَصَفُوا أَنَّ شَهَادَتَهُمْ كَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ ‏;‏ فَحُكِيَ أَنَّ كَبِيرَهُمْ قَالَ ‏:‏ ‏{‏ ارْجِعُوا إلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إنَّ ابْنَك سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ‏}‏ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ وَلَا يَسَعُ شَاهِدًا ‏,‏ أَنْ يَشْهَدَ إلَّا بِمَا عَلِمَ ‏.‏ وَالْعِلْمُ مِنْ ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ ‏:‏ ‏(‏ مِنْهَا ‏)‏ مَا عَايَنَهَا الشَّاهِدُ فَيَشْهَدُ بِالْمُعَايَنَةِ ‏(‏ وَمِنْهَا ‏)‏ مَا سَمِعَهُ ‏;‏ فَيَشْهَدُ أَثْبَتَ سَمْعًا مِنْ الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ ‏.‏ ‏(‏ وَمِنْهَا ‏)‏ مَا تَظَاهَرَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ ‏:‏ مِمَّا لَا يُمْكِنُ فِي أَكْثَرِ الْعِيَانِ ‏.‏ وَثَبَتَتْ مَعْرِفَتُهُ فِي الْقُلُوبِ فَيَشْهَدُ عَلَيْهِ بِهَذَا الْوَجْهِ ‏.‏ وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي شَرْحِهِ ‏.‏ وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ ‏:‏ فِيمَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ ‏:‏ مِنْ الْقِيَامِ بِشَهَادَتِهِ ‏;‏ إذَا شَهِدَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ‏}‏ الْآيَة ‏.‏ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ‏}‏ الْآيَةَ وَقَالَ ‏{‏ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ‏}‏ ‏,‏
وَقَالَ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ وَاَلَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ‏}‏ ‏,‏ وَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ‏}‏ الْآيَةَ ‏,‏ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ‏}‏ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ الَّذِي أَحْفَظُ عَنْ كُلِّ مَنْ سَمِعْتُ مِنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ‏;‏ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ أَنَّهُ فِي الشَّاهِدِ ‏:‏ قَدْ لَزِمَتْهُ الشَّهَادَةُ ‏,‏ وَأَنَّ فَرْضًا عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِهَا عَلَى وَالِدَيْهِ وَوَلَدِهِ ‏,‏ وَالْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ ‏,‏ وَلِلْبَغِيضِ ‏:‏ ‏[‏ الْبَعِيدِ ‏]‏ وَالْقَرِيبِ ‏,‏ وَلَا يَكْتُمَ عَنْ أَحَدٍ ‏,‏ وَلَا يُحَابِيَ بِهَا ‏,‏ وَلَا يَمْنَعَهَا أَحَدًا ‏.‏
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو نَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَنَا الرَّبِيعُ ‏,‏ قَالَ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ ‏;‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏{‏ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ‏}‏ ‏:‏ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ حَتْمًا عَلَى مَنْ دُعِيَ لِكِتَابٍ ‏;‏ فَإِنْ تَرَكَهُ تَارِكٌ ‏:‏ كَانَ عَاصِيًا ‏.‏ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ‏[‏ عَلَى ‏]‏ مَنْ حَضَرَ مِنْ الْكُتَّابِ أَنْ لَا يُعَطِّلُوا كِتَابَ حَقٍّ بَيْنَ رَجُلَيْنِ ‏;‏ فَإِذَا قَامَ بِهِ وَاحِدٌ أَجْزَأَ عَنْهُمْ ‏.‏ كَمَا حُقَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يُصَلُّوا عَلَى الْجَنَائِزِ وَيَدْفِنُوهَا ‏;‏ فَإِذَا قَامَ بِهَا مَنْ يَكْفِيهَا أَخْرَجَ ذَلِكَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا مِنْ الْمَأْثَمِ ‏.‏ وَهَذَا أَشْبَهُ مَعَانِيهِ بِهِ ‏,‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إذَا مَا دُعُوا ‏}‏ يَحْتَمِلُ مَا وَصَفْتُ مِنْ أَنْ لَا يَأْبَى كُلُّ شَاهِدٍ ‏:‏ اُبْتُدِئَ ‏,‏ فَيُدْعَى ‏:‏ لِيَشْهَدَ ‏.‏ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ فَرْضًا عَلَى مَنْ حَضَرَ أَنْ يَشْهَدَ مِنْهُمْ مَنْ فِيهِ الْكِفَايَةُ لِلشَّهَادَةِ ‏;‏ فَإِذَا شَهِدُوا أَخْرَجُوا غَيْرَهُمْ مِنْ الْمَأْثَمِ ‏,‏ وَإِنْ تَرَكَ مَنْ حَضَرَ الشَّهَادَةَ ‏:‏ خِفْتُ حَرَجَهُمْ ‏;‏ بَلْ لَا شَكَّ فِيهِ ‏,‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏.‏ وَهَذَا أَشْبَهُ مَعَانِيهِ ‏[‏ بِهِ ‏]‏ ‏,‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏.‏ قَالَ فَأَمَّا مَنْ سَبَقَتْ شَهَادَتُهُ ‏:‏ بِأَنْ شَهِدَ ‏;‏ أَوْ عَلِمَ حَقًّا ‏:‏ لِمُسْلِمٍ ‏,‏ أَوْ مُعَاهِدٍ فَلَا يَسَعْهُ التَّخَلُّفُ عَنْ تَأْدِيَةِ الشَّهَادَةِ مَتَى طُلِبَ مِنْهُ فِي مَوْضِعِ مَقْطَعِ الْحَقِّ ‏.‏
‏(‏ أَنْبَأَنِي ‏)‏ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ‏(‏ إجَازَةً ‏)‏ أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ حَدَّثَهُمْ أَنَا الرَّبِيعُ ‏,‏ قَالَ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله تَعَالَى ‏)‏ ‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ‏}‏ ‏,‏ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ ‏}‏ ‏.‏ فَكَانَ الَّذِي يَعْرِفُ مَنْ خُوطِبَ بِهَذَا ‏,‏ أَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ ‏:‏ الْأَحْرَارُ ‏,‏ الْمَرْضِيُّونَ ‏,‏ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قِبَلِ ‏:‏ أَنَّ رِجَالَنَا وَمَنْ نَرْضَى مِنْ أَهْلِ دِينِنَا لَا ‏:‏ الْمُشْرِكُونَ ‏;‏ لِقَطْعِ اللَّهِ الْوِلَايَةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِالدِّينِ وَرِجَالُنَا أَحْرَارُنَا لَا ‏:‏ مَمَالِيكُنَا الَّذِينَ يَغْلِبُهُمْ مَنْ تَمَلَّكَهُمْ ‏,‏ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أُمُورِهِمْ ‏:‏ وَأَنَّا لَا نَرْضَى أَهْلَ الْفِسْقِ مِنَّا ‏,‏ وَأَنَّ الرِّضَا إنَّمَا يَقَعُ عَلَى الْعُدُولِ مِنَّا ‏,‏ وَلَا يَقَعُ إلَّا عَلَى الْبَالِغِينَ لِأَنَّهُ إنَّمَا خُوطِبَ بِالْفَرَائِضِ ‏:‏ الْبَالِغُونَ ‏;‏ دُونَ ‏:‏ مَنْ لَمْ يَبْلُغْ وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي الدَّلَالَةِ عَلَيْهِ ‏.‏
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ بْنُ أَبِي عَمْرٍو نَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ ‏,‏ قَالَ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ ‏:‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ‏}‏ إلَى ‏:‏ ‏{‏ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ ‏}‏ ‏,‏ وقوله تعالى ‏{‏ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ‏}‏ ‏;‏ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ إنَّمَا عَنَى ‏:‏ الْمُسْلِمِينَ دُونَ غَيْرِهِمْ ‏.‏ ثُمَّ سَاقَ الْكَلَامَ إلَى أَنْ قَالَ ‏:‏ وَمَنْ أَجَازَ شَهَادَةَ أَهْلِ الذِّمَّةِ ‏,‏ فَأَعْدَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ بِاَللَّهِ شِرْكًا ‏:‏ أَسْجَدُهُمْ لِلصَّلِيبِ ‏,‏ وَأَلْزَمُهُمْ لِلْكَنِيسَةِ ‏.‏ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ فَإِنَّ اللَّهَ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ يَقُولُ ‏:‏ ‏{‏ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ‏}‏ أَيْ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ دِينِكُمْ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ ‏[‏ فَقَدْ ‏]‏ سَمِعْت مَنْ يَتَأَوَّلُ هَذِهِ الْآيَةَ ‏,‏ عَلَى مِنْ غَيْرِ قَبِيلَتِكُمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ وَالتَّنْزِيلُ ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ ‏}‏ ‏,‏ وَالصَّلَاةُ الْمُوَقَّتَةُ ‏:‏ لِلْمُسْلِمِينَ ‏.‏ وَلِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ فَيُقْسِمَانِ بِاَللَّهِ إنْ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ‏}‏ وَإِنَّمَا الْقَرَابَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ ‏:‏ مِنْ الْعَرَبِ أَوْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الْأَوْثَانِ ‏.‏ لَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الذِّمَّةِ ‏.‏ وَقَوْلُ ‏[‏ اللَّهِ ‏]‏ ‏:‏ ‏{‏ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إنَّا إذًا لَمِنْ الْآثِمِينَ ‏}‏ ‏;‏ فَإِنَّمَا يَتَأَثَّمُ مِنْ كِتْمَانِ الشَّهَادَةِ ‏[‏ لِلْمُسْلِمِينَ ‏]‏ ‏:‏ الْمُسْلِمُونَ لَا أَهْلُ الذِّمَّةِ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ وَقَدْ سَمِعْت مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ‏}‏ ‏,‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏.‏ ثُمَّ جَرَى فِي سِيَاقِ كَلَامِ الشَّافِعِيِّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ أَنَّهُ قَالَ ‏:‏ قُلْت لَهُ إنَّمَا ذَكَرَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ فِي وَصِيَّةِ مُسْلِمٍ ‏;‏ أَفَتُجِيزُهَا فِي وَصِيَّةِ مُسْلِمٍ فِي السَّفَرِ ‏؟‏ قَالَ ‏:‏ لَا ‏.‏ قُلْتُ أَوْ تُحَلِّفُهُمْ إذَا شَهِدُوا ‏؟‏ قَالَ ‏:‏ لَا ‏.‏ قُلْتُ ‏:‏ وَلِمَ وَقَدْ تَأَوَّلْت أَنَّهَا فِي وَصِيَّةِ مُسْلِمٍ ‏؟‏ ‏,‏ قَالَ ‏:‏ لِأَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ قُلْتُ فَإِنْ نُسِخَتْ فِيمَا أُنْزِلَتْ فِيهِ فَلِمَ تُثْبِتُهَا فِيمَا لَمْ تُنْزَلْ فِيهِ ‏؟‏ ‏,‏ وَأَجَابَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ عَنْ الْآيَةِ بِجَوَابٍ آخَرَ عَلَى مَا نُقِلَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ‏,‏ وَغَيْرِهِ فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ ‏.‏ وَذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ‏,‏ قَالَ نَا أَبُو الْعَبَّاسِ ‏.‏ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ مُعَاذُ بْنُ مُوسَى الْجَعْفَرِيُّ عَنْ بُكَيْر بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ‏(‏ قَالَ بُكَيْر ‏:‏ قَالَ مُقَاتِلٌ أَخَذْتُ هَذَا التَّفْسِيرَ عَنْ مُجَاهِدٍ ‏,‏ وَالْحَسَنِ وَالضَّحَّاكِ ‏)‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ‏}‏ الْآيَةَ ‏.‏ أَنَّ رَجُلَيْنِ نَصْرَانِيَّيْنِ مِنْ أَهْلِ دَارِينَ ‏;‏ أَحَدُهُمَا تَمِيمِيٌّ ‏;‏ وَالْآخَرُ يَمَانِيٌّ ‏;‏ ‏(‏ وَقَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ دَارِينَ أَحَدُهُمَا ‏.‏ تَمِيمٌ ‏,‏ وَالْآخَرُ ‏:‏ عَدِيٌّ ‏)‏ ‏.‏ ‏:‏ صَحِبَهُمَا مَوْلًى لِقُرَيْشٍ فِي تِجَارَةٍ ‏,‏ فَرَكِبُوا الْبَحْرَ ‏:‏ وَمَعَ الْقُرَشِيِّ مَالٌ مَعْلُومٌ ‏,‏ قَدْ عَلِمَهُ أَوْلِيَاؤُهُ مِنْ بَيْنِ آنِيَةٍ وَبَزٍّ وَرِقَةٍ وَغَيْرِهَا فَمَرِضَ الْقُرَشِيُّ فَجَعَلَ وَصِيَّتَهُ إلَى الدَّارِيَيْنِ ‏;‏ فَمَاتَ ‏,‏ وَقَبَضَ الدَّارِيَانِ الْمَالَ وَالْوَصِيَّةَ ‏:‏ فَدَفَعَاهُ إلَى أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ ‏,‏ وَجَاءَا بِبَعْضِ مَالِهِ فَأَنْكَرَ الْقَوْمُ قِلَّةَ الْمَالِ ‏,‏ فَقَالُوا لِلدَّاريِّينَ إنَّ صَاحِبَنَا قَدْ خَرَجَ ‏:‏ وَمَعَهُ مَالٌ أَكْثَرُ مِمَّا أَتَيْتُمُونَا بِهِ ‏;‏ فَهَلْ بَاعَ شَيْئًا ‏,‏ أَوْ اشْتَرَى ‏[‏ شَيْئًا ‏]‏ فَوَضَعَ فِيهِ أَوْ هَلْ طَالَ مَرَضُهُ فَأَنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ ‏؟‏ قَالَا ‏:‏ لَا قَالُوا فَإِنَّكُمَا خُنْتُمُونَا فَقَبَضُوا الْمَالَ وَرَفَعُوا أَمْرَهُمَا إلَى النَّبِيِّ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ ‏}‏ إلَى آخِرِ الْآيَةِ ‏.‏ فَلَمَّا نَزَلَتْ ‏:‏ ‏{‏ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ ‏}‏ أَمَرَ النَّبِيُّ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ الدَّارِيَيْنِ ‏;‏ فَقَامَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَحَلَفَا بِاَللَّهِ رَبِّ السَّمَوَاتِ مَا تَرَكَ مَوْلَاكُمْ مِنْ الْمَالِ ‏,‏ إلَّا مَا أَتَيْنَاكُمْ بِهِ ‏,‏ وَإِنَّا لَا نَشْتَرِي بِأَيْمَانِنَا ثَمَنًا قَلِيلًا مِنْ الدُّنْيَا ‏{‏ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إنَّا إذًا لَمِنْ الْآثِمِينَ ‏}‏ ‏.‏ فَلَمَّا حَلَفَا ‏:‏ خَلَّى سَبِيلَهُمَا ‏.‏ ثُمَّ إنَّهُمْ وَجَدُوا بَعْدَ ذَلِكَ إنَاءً مِنْ آنِيَةِ الْمَيِّتِ ‏;‏ فَأَخَذَ الدَّارِيَانِ ‏,‏ فَقَالَا ‏:‏ اشْتَرَيْنَاهُ مِنْهُ فِي حَيَاتِهِ ‏,‏ وَكَذَبَا ‏;‏ فَكُلِّفَا الْبَيِّنَةَ فَلَمْ يَقْدِرَا عَلَيْهَا ‏.‏ فَرُفِعَ ذَلِكَ إلَى النَّبِيِّ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ ‏:‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ فَإِنْ عُثِرَ ‏}‏ يَقُولُ ‏:‏ فَإِنْ اُطُّلِعَ ‏{‏ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إثْمًا ‏}‏ يَعْنِي ‏:‏ الدَّارِيَيْنِ ‏;‏ ‏[‏ أَيْ ‏]‏ ‏:‏ كَتَمَا حَقًّا ‏;‏ ‏{‏ فَآخَرَانِ ‏}‏ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ ‏;‏ ‏{‏ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنْ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاَللَّهِ ‏}‏ فَيَحْلِفَانِ بِاَللَّهِ إنَّ مَالَ صَاحِبِنَا كَانَ كَذَا وَكَذَا ‏,‏ وَإِنَّ الَّذِي نَطْلُبُ قِبَلَ الدَّارِيَيْنِ لَحَقٌّ ‏;‏ ‏{‏ وَمَا اعْتَدَيْنَا إنَّا إذًا لَمِنْ الظَّالِمِينَ ‏}‏ ‏.‏ فَهَذَا ‏:‏ قَوْلُ الشَّاهِدَيْنِ أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ ‏:‏ ‏{‏ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا ‏}‏ يَعْنِي ‏:‏ الدَّارِيَيْنِ وَالنَّاسَ ‏;‏ ‏[‏ أَنْ يَعُودُوا لِمِثْلِ ذَلِكَ ‏]‏ ‏.‏ ‏[‏ قَالَ الشَّافِعِيُّ يَعْنِي مَنْ كَانَ فِي مِثْلِ حَالِ الدَّارِيَيْنِ ‏]‏ مِنْ النَّاسِ ‏.‏ وَلَا أَعْلَمُ الْآيَةَ تَحْتَمِلُ مَعْنًى ‏:‏ غَيْرَ جُمْلَةِ مَا قَالَ ‏.‏ وَإِنَّمَا مَعْنَى ‏{‏ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ ‏}‏ أَيْمَانُ بَيْنِكُمْ ‏;‏ كَمَا سُمِّيَتْ أَيْمَانُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ شَهَادَةً ‏,‏ وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ ‏.‏ وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ إلَى أَنْ قَالَ ‏:‏ وَلَيْسَ فِي هَذَا رَدُّ الْيَمِينِ ‏,‏ إنَّمَا كَانَتْ يَمِينُ الدَّارِيَيْنِ عَلَى مَا ادَّعَى الْوَرَثَةُ مِنْ الْخِيَانَةِ ‏,‏ وَيَمِينُ وَرَثَةِ الْمَيِّتِ عَلَى مَا ادَّعَى الدَّارِيَانِ أَنَّهُ صَارَ لَهُمَا مِنْ قِبَلِهِ ‏.‏ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ‏}‏ ‏,‏ فَذَلِكَ ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ أَنَّ الْأَيْمَانَ كَانَتْ عَلَيْهِمْ بِدَعْوَى الْوَرَثَةِ أَنَّهُمْ اخْتَانُوا ‏;‏ ثُمَّ صَارَ الْوَرَثَةُ حَالِفِينَ ‏:‏ بِإِقْرَارِهِمْ أَنَّ هَذَا كَانَ لِلْمَيِّتِ ‏,‏ وَادِّعَائِهِمْ شِرَاءَهُ مِنْهُ ‏.‏ فَجَازَ أَنْ يُقَالَ ‏:‏ ‏{‏ أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ‏}‏ ‏[‏ تُثَنَّى عَلَيْهِمْ الْأَيْمَانُ ‏.‏ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ إنْ صَارَتْ لَهُمْ الْأَيْمَانُ ‏;‏ كَمَا يَجِبُ عَلَى مَنْ حَلَفَ لَهُمْ ‏]‏ ‏.‏ وَذَلِكَ قَوْلُهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏:‏ ‏{‏ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا ‏}‏ فَيَحْلِفَانِ كَمَا أُحْلِفَا ‏.‏ وَإِذَا كَانَ هَذَا كَمَا وَصَفْتُ فَلَيْسَتْ هَذِهِ الْآيَةُ نَاسِخَةً ‏,‏ وَلَا مَنْسُوخَةً ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ ‏:‏ وَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ‏,‏ مَا دَلَّ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ ‏}‏ ‏:‏ الشَّهَادَةَ نَفْسَهَا ‏.‏ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِلْمُدَّعِي اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ‏.‏ يَشْهَدَانِ لَهُمْ بِمَا ادَّعُوا عَلَى الدَّارِيَيْنِ مِنْ الْخِيَانَةِ ‏.‏ ثُمَّ قَالَ ‏:‏ ‏{‏ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ‏}‏ يَعْنِي إذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمُدَّعِينَ مِنْكُمْ ‏;‏ بَيِّنَةٌ فَآخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ يَعْنِي ‏:‏ فَالدَّارِيَّانِ اللَّذَانِ اُدُّعِيَ عَلَيْهِمَا يُحْبَسَانِ مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ ‏.‏ ‏{‏ فَيُقْسِمَانِ بِاَللَّهِ ‏}‏ يَعْنِي يَحْلِفَانِ عَلَى إنْكَارِ مَا اُدُّعِيَ عَلَيْهِمَا عَلَى مَا حَكَاهُ مُقَاتِلٌ ‏,‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس