عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2012, 02:38 PM   #33
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: احكام القران للامام الشافعى رضى الله عنه


قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ‏,‏ بَيَانٌ ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ ‏:‏ أَنَّ اللَّهَ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ جَعَلَ لِنَبِيِّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ الْخِيَارَ ‏:‏ فِي أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ‏,‏ أَوْ يُعْرِضَ عَنْهُمْ وَجَعَلَ عَلَيْهِ إنْ حَكَمَ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ‏.‏ وَالْقِسْطُ ‏:‏ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ ‏:‏ الْمَحْضُ الصَّادِقُ ‏,‏ أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ عَهْدًا بِاَللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَأَنْ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ‏}‏ الْآيَةَ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ ‏,‏ مَا فِي الَّتِي قَبْلَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ لَهُ ‏,‏ بِالْحُكْمِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَيْهِ قَالَ ‏:‏ وَسَمِعْتُ مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ‏.‏ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَأَنْ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ‏}‏ إنْ حَكَمْت لَا عَزْمًا أَنْ تَحْكُمَ ‏.‏ ثُمَّ سَاقَ الْكَلَامَ ‏,‏ إلَى أَنْ قَالَ ‏:‏ أَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ‏,‏ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ ‏:‏ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ ‏:‏ وَكِتَابُكُمْ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ أَحْدَثُ الْأَخْبَارِ ‏,‏ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ ‏؟‏ ‏,‏ أَلَمْ يُخْبِرْكُمْ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُمْ حَرَّفُوا كِتَابَ اللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ وَبَدَّلُوا ‏,‏ وَكَتَبُوا كِتَابًا بِأَيْدِيهِمْ ‏,‏ فَقَالُوا ‏:‏ ‏{‏ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ‏}‏ ‏؟‏ ‏,‏ أَلَا يَنْهَاكُمْ الْعِلْمُ الَّذِي جَاءَكُمْ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ ‏؟‏ ‏,‏ وَاَللَّهِ مَا رَأَيْنَا رَجُلًا مِنْهُمْ قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَيْكُمْ ‏.‏ هَذَا ‏:‏ قَوْلُهُ فِي كِتَابِ الْحُدُودِ ‏,‏ وَبِمَعْنَاهُ أَجَابَ فِي كِتَابِ الْقَضَاءِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ ‏,‏ وَقَالَ فِيهِ ‏:‏ فَسَمِعْتُ مَنْ أَرْضَى عِلْمَهُ ‏,‏ يَقُولُ ‏:‏ ‏{‏ وَأَنْ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ ‏}‏ إنْ حَكَمْتَ عَلَى مَعْنَى قَوْلِهِ ‏:‏ ‏{‏ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ‏}‏ فَتِلْكَ مُفَسِّرَةٌ ‏,‏ وَهَذِهِ ‏:‏ جُمْلَةٌ ‏.‏ وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ فَإِنْ تَوَلَّوْا ‏}‏ ‏;‏ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُمْ إنْ تَوَلَّوْا ‏:‏ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ الْحُكْمُ بَيْنَهُمْ ‏.‏ وَلَوْ كَانَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَأَنْ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ‏}‏ ‏;‏ إلْزَامًا مِنْهُ لِلْحُكْمِ بَيْنَهُمْ ‏:‏ أَلْزَمَهُمْ الْحُكْمَ مُتَوَلِّينَ لِأَنَّهُمْ إنَّمَا يَتَوَلَّوْنَ بَعْدَ الْإِتْيَانِ ‏;‏ فَأَمَّا مَا لَمْ يَأْتُوا ‏;‏ فَلَا يُقَالُ لَهُمْ ‏:‏ تَوَلَّوْا ‏.‏ وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ فِي كِتَابِ الْجِزْيَةِ ‏:‏ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏,‏ قَالَ ‏:‏ لَمْ أَعْلَمْ مُخَالِفًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالسِّيَرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ لَمَّا نَزَلَ الْمَدِينَةَ ‏:‏ وَادَعَ يَهُودَ كَافَّةً عَلَى غَيْرِ جِزْيَةٍ ‏;‏ ‏[‏ وَ ‏]‏ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ ‏:‏ ‏{‏ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ‏}‏ ‏;‏ إنَّمَا نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ الْمُوَادَعِينَ ‏:‏ الَّذِينَ لَمْ يُعْطُوا جِزْيَةً ‏,‏ وَلَمْ يُقِرُّوا بِأَنْ تَجْرِيَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ ‏:‏ نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِيَّيْنِ اللَّذَيْنِ زَنَيَا ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَاَلَّذِي قَالُوا ‏,‏ يُشْبِهُ مَا قَالُوا ‏;‏ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ‏}‏ وَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَأَنْ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَإِنْ تَوَلَّوْا ‏}‏ يَعْنِي ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ ‏:‏ فَإِنْ تَوَلَّوْا عَنْ حُكْمِكَ ‏[‏ بِغَيْرِ رِضَاهُمْ ‏]‏ فَهَذَا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ أَتَاكَ ‏:‏ غَيْرَ مَقْهُورٍ عَلَى الْحُكْمِ ‏.‏ وَاَلَّذِينَ حَاكَمُوا إلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ فِي امْرَأَةٍ مِنْهُمْ وَرَجُلٍ ‏:‏ زَنَيَا مُوَادَعُونَ ‏;‏ فَكَانَ فِي التَّوْرَاةِ ‏:‏ الرَّجْمُ ‏,‏ وَرَجَوْا أَنْ لَا يَكُونَ مِنْ حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ فَجَاءُوا بِهِمَا ‏:‏ فَرَجْمَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ فَإِذَا وَادَعَ الْإِمَامُ قَوْمًا ‏:‏ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ وَلَمْ يَشْتَرِطْ ‏:‏ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْهِمْ الْحُكْمُ ‏;‏ ثُمَّ جَاءُوهُ مُتَحَاكِمِينَ فَهُوَ بِالْخِيَارِ ‏:‏ بَيْنَ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ‏,‏ أَوْ يَدَعَ الْحُكْمَ فَإِنْ اخْتَارَ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ‏:‏ حَكَمَ بَيْنَهُمْ حُكْمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ‏.‏ فَإِنْ امْتَنَعُوا بَعْدَ رِضَاهُمْ بِحُكْمِهِ ‏:‏ حَارَبَهُمْ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَلَيْسَ لِلْإِمَامِ الْخِيَارُ فِي أَحَدٍ ‏:‏ ‏[‏ مِنْ ‏]‏ الْمُعَاهَدِينَ ‏:‏ الَّذِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ الْحُكْمُ ‏.‏ إذَا جَاءُوهُ فِي حَدٍّ لِلَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ وَعَلَيْهِ أَنْ يُقِيمَهُ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَإِذَا أَبَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ‏,‏ مَا فِيهِ ‏[‏ لَهُ ‏]‏ حَقٌّ عَلَيْهِ ‏;‏ فَأَتَى طَالِبُ الْحَقِّ إلَى الْإِمَامِ ‏,‏ يَطْلُبُ حَقَّهُ فَحَقٌّ لَازِمٌ لِلْإِمَامِ ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ أَنْ يَحْكُمَ ‏[‏ لَهُ ‏]‏ عَلَى مَنْ كَانَ عَلَيْهِ حَقٌّ ‏:‏ مِنْهُمْ وَإِنْ لَمْ يَأْتِهِ الْمَطْلُوبُ ‏:‏ رَاضِيًا بِحُكْمِهِ ‏,‏ وَكَذَلِكَ إنْ أَظْهَرَ السَّخَطَ لِحُكْمِهِ ‏.‏ لِمَا وَصَفْتُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَهُمْ صَاغِرُونَ ‏}‏ ‏.‏ فَكَانَ الصَّغَارُ ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْهِمْ حُكْمُ الْإِسْلَامِ ‏.‏ وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي التَّفْرِيعِ وَكَأَنَّهُ وَقَفَ حِينَ صَنَّفَ كِتَابَ الْجِزْيَةِ أَنَّ آيَةَ الْخِيَارِ وَرَدَتْ فِي الْمُوَادِعِينَ ‏;‏ فَرَجَعَ عَمَّا قَالَ فِي كِتَابِ الْحُدُودِ فِي الْمُعَاهَدِينَ فَأَوْجَبَ الْحُكْمَ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ إذَا تَرَافَعُوا إلَيْنَا ‏.‏
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ ‏:‏ ‏(‏ السُّنَنِ ‏)‏ رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ الشَّافِعِيِّ ‏:‏ قَالَ ‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنْ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمْ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ‏}‏ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ فَكَانَ مَعْقُولًا عَنْ اللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ ‏:‏ إذَا أَذِنَ فِي أَكْلِ مَا أَمْسَكَ الْجَوَارِحُ أَنَّهُمْ إنَّمَا اتَّخَذُوا الْجَوَارِحَ ‏,‏ لِمَا لَمْ يَنَالُوهُ إلَّا بِالْجَوَارِحِ ‏:‏ وَإِنْ لَمْ يَنْزِلْ ذَلِكَ نَصًّا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ لَيَبْلُوَنَّكُمْ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ ‏}‏ ‏,‏
وَقَالَ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ‏}‏ ‏,‏
وَقَالَ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ‏}‏ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ أَمْرَهُ بِالذَّبْحِ ‏,‏ وَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ إلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ‏}‏ ‏:‏ كَانَ مَعْقُولًا عَنْ اللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ أَنَّهُ إنَّمَا أَمَرَ بِهِ فِيمَا فِيهِ الذَّبْحُ وَالذَّكَاةُ ‏;‏ وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْهُ فَلَمَّا كَانَ مَعْقُولًا فِي حُكْمِ اللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ ‏,‏ مَا وَصَفْتُ ‏:‏ انْبَغَى لِأَهْلِ الْعِلْمِ عِنْدِي ‏,‏ أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّ مَا حَلَّ مِنْ الْحَيَوَانِ فَذَكَاةُ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ ‏[‏ مِنْهُ ‏]‏ مِثْلُ الذَّبْحِ ‏,‏ أَوْ النَّحْرِ ‏;‏ وَذَكَاةُ غَيْرِ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ مِنْهُ مَا يُقْتَلُ بِهِ ‏:‏ جَارِحٌ ‏,‏ أَوْ سِلَاحٌ ‏.‏
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏,‏ قَالَ ‏:‏ الْكَلْبُ الْمُعَلَّمُ ‏:‏ الَّذِي إذَا أُشْلِيَ ‏:‏ اسْتَشْلَى ‏,‏ وَإِذَا أَخَذَ ‏:‏ حَبَسَ ‏,‏ وَلَمْ يَأْكُلْ فَإِذَا فَعَلَ هَذَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ‏:‏ كَانَ مُعَلَّمًا ‏,‏ يَأْكُلُ صَاحِبُهُ مِمَّا حَبَسَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَتَلَ مَا لَمْ يَأْكُلْ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ وَقَدْ تُسَمَّى جَوَارِحَ ‏:‏ لِأَنَّهَا تَجْرَحُ ‏;‏ فَيَكُونُ اسْمًا لَازِمًا وَأُحِلَّ مَا أَمْسَكْنَ مُطْلَقًا ‏.‏
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏,‏ قَالَ ‏:‏ الْكَلْبُ الْمُعَلَّمُ ‏:‏ الَّذِي إذَا أُشْلِيَ ‏:‏ اسْتَشْلَى ‏,‏ وَإِذَا أَخَذَ ‏:‏ حَبَسَ ‏,‏ وَلَمْ يَأْكُلْ فَإِذَا فَعَلَ هَذَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ‏:‏ كَانَ مُعَلَّمًا ‏,‏ يَأْكُلُ صَاحِبُهُ مِمَّا حَبَسَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَتَلَ مَا لَمْ يَأْكُلْ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ وَقَدْ تُسَمَّى جَوَارِحَ ‏:‏ لِأَنَّهَا تَجْرَحُ ‏;‏ فَيَكُونُ اسْمًا لَازِمًا وَأُحِلَّ مَا أَمْسَكْنَ مُطْلَقًا ‏.‏
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ أَحَلَّ اللَّهُ ‏(‏ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏)‏ ‏:‏ طَعَامَ أَهْلِ الْكِتَابِ ‏,‏ وَكَانَ طَعَامُهُمْ عِنْدَ بَعْضِ مَنْ حَفِظْتُ عَنْهُ ‏:‏ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ ذَبَائِحَهُمْ وَكَانَتْ الْآثَارُ تَدُلُّ عَلَى إحْلَالِ ذَبَائِحِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ ذَبَائِحُهُمْ يُسَمُّونَهَا لِلَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ ‏;‏ فَهِيَ ‏:‏ حَلَالٌ ‏.‏ وَإِنْ كَانَ لَهُمْ ذَبْحٌ آخَرُ يُسَمُّونَ عَلَيْهِ غَيْرَ اسْمِ اللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ ‏;‏ مِثْلَ ‏:‏ اسْمِ الْمَسِيحِ أَوْ يَذْبَحُونَهُ بِاسْمٍ دُونَ اللَّهِ لَمْ يَحِلَّ هَذَا مِنْ ذَبَائِحِهِمْ ‏[‏ وَلَا أُثْبِتُ أَنَّ ذَبَائِحَهُمْ هَكَذَا ‏.‏ ‏]‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ قَدْ يُبَاحُ الشَّيْءُ مُطْلَقًا ‏:‏ وَإِنَّمَا يُرَادُ بَعْضُهُ ‏,‏ دُونَ بَعْضٍ فَإِذَا زَعَمَ أَنَّ الْمُسْلِمَ ‏:‏ إنْ نَسِيَ اسْمَ اللَّهِ ‏:‏ أُكِلَتْ ذَبِيحَتُهُ ‏,‏ وَإِنْ تَرَكَهُ اسْتِخْفَافًا لَمْ تُؤْكَلْ ذَبِيحَتُهُ ‏:‏ وَهُوَ لَا يَدَعُهُ لِشِرْكٍ كَانَ مَنْ يَدَعُهُ عَلَى الشِّرْكِ ‏;‏ أَوْلَى أَنْ يُتْرَكَ ذَبِيحَتُهُ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ وَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ ‏(‏ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏)‏ لُحُومَ الْبُدْنِ مُطْلَقَةً ‏;‏ فَقَالَ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ فَإِذَا وَجَبَتْ جَنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا ‏}‏ ‏,‏ وَوَجَدْنَا بَعْضَ الْمُسْلِمِينَ ‏,‏ يَذْهَبُ إلَى أَنْ لَا يُؤْكَلَ مِنْ الْبَدَنَةِ الَّتِي هِيَ نَذْرٌ ‏,‏ وَلَا جَزَاءُ صَيْدٍ وَلَا فِدْيَةٌ ‏.‏ فَلَمَّا احْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ذَهَبْنَا إلَيْهِ ‏,‏ وَتَرَكْنَا الْجُمْلَةَ لَا أَنَّهَا بِخِلَافِ الْقُرْآن وَلَكِنَّهَا مُحْتَمِلَةٌ وَمَعْقُولٌ أَنَّ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي مَالِهِ ‏;‏ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا فَهَكَذَا ‏:‏ ذَبَائِحُ أَهْلِ الْكِتَابِ بِالدَّلَالَةِ مُشْبِهَةٌ لِمَا قُلْنَا ‏.‏
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ نا أَبُو الْعَبَّاسِ ‏,‏ أَنَا الرَّبِيعُ ‏,‏ قَالَ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ وَاجِبُ مَنْ أَهْدَى نَافِلَةً أَنْ يُطْعِمَ الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ‏;‏ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ‏}‏ ‏,‏ وَلِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ‏}‏ ‏.‏ وَالْقَانِعُ هُوَ ‏:‏ السَّائِلُ ‏;‏ وَالْمُعْتَرُّ هُوَ ‏:‏ الزَّائِرُ ‏,‏ وَالْمَارُّ بِلَا وَقْتٍ فَإِذَا أَطْعَمَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَاحِدًا ‏:‏ كَانَ مِنْ الْمُطْعِمِينَ وَأَحَبُّ إلَيَّ مَا أَكْثَرَ أَنْ يُطْعِمَ ثُلُثًا ‏,‏ وَأَنْ يُهْدِيَ ثُلُثًا ‏,‏ وَيَدَّخِرَ ثُلُثًا ‏:‏ يَهْبِطُ بِهِ حَيْثُ شَاءَ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَالضَّحَايَا فِي هَذِهِ السَّبِيلِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏,‏ وَقَالَ فِي كِتَابِ الْبُوَيْطِيِّ ‏:‏ وَالْقَانِعُ ‏:‏ الْفَقِيرُ ‏;‏ وَالْمُعْتَرُّ ‏:‏ الزَّائِرُ وَقَدْ قِيلَ ‏:‏ الَّذِي يَتَعَرَّضُ لِلْعَطِيَّةِ مِنْهُمَا ‏.‏
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏,‏ قَالَ ‏:‏ وَأَهْلُ التَّفْسِيرِ ‏,‏ أَوْ مَنْ سَمِعْتُ ‏[‏ مِنْهُ ‏]‏ مِنْهُمْ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إلَيَّ مُحَرَّمًا ‏}‏ يَعْنِي مِمَّا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ ‏.‏ فَإِنَّ الْعَرَبَ ‏:‏ قَدْ كَانَتْ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ عَلَى أَنَّهَا مِنْ الْخَبَائِثِ ‏,‏ وَتُحِلُّ أَشْيَاءَ عَلَى أَنَّهَا مِنْ الطَّيِّبَاتِ فَأُحِلَّتْ لَهُمْ الطَّيِّبَاتُ عِنْدَهُمْ إلَّا مَا اُسْتُثْنِيَ مِنْهَا ‏.‏ وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثُ عِنْدَهُمْ ‏.‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ ‏}‏ ‏,‏ وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ ‏.‏
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏,‏ قَالَ ‏:‏ وَأَهْلُ التَّفْسِيرِ ‏,‏ أَوْ مَنْ سَمِعْتُ ‏[‏ مِنْهُ ‏]‏ مِنْهُمْ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إلَيَّ مُحَرَّمًا ‏}‏ يَعْنِي مِمَّا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ ‏.‏ فَإِنَّ الْعَرَبَ ‏:‏ قَدْ كَانَتْ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ عَلَى أَنَّهَا مِنْ الْخَبَائِثِ ‏,‏ وَتُحِلُّ أَشْيَاءَ عَلَى أَنَّهَا مِنْ الطَّيِّبَاتِ فَأُحِلَّتْ لَهُمْ الطَّيِّبَاتُ عِنْدَهُمْ إلَّا مَا اُسْتُثْنِيَ مِنْهَا ‏.‏ وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثُ عِنْدَهُمْ ‏.‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ ‏}‏ ‏,‏ وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ ‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس