عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2012, 02:34 PM   #29
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: احكام القران للامام الشافعى رضى الله عنه


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةمَا يُؤْثَرُ عَنْهُ فِي السِّيَرِ وَالْجِهَادِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏,‏ ‏[‏ قَالَ ‏]‏ ‏:‏ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَمَا خَلَقْت الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ ‏}‏ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ ‏:‏ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ ‏:‏ لِعِبَادَتِهِ ‏;‏ ثُمَّ أَبَانَ ‏(‏ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏)‏ أَنَّ خِيرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ ‏:‏ أَنْبِيَاءَهُ ‏;‏ فَقَالَ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ‏}‏ ‏;‏ فَجَعَلَ النَّبِيِّينَ ‏(‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ ‏)‏ مِنْ أَصْفِيَائِهِ دُونَ عِبَادِهِ بِالْأَمَانَةِ عَلَى وَحْيِهِ ‏,‏ وَالْقِيَامِ بِحُجَّتِهِ فِيهِمْ ‏.‏ ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ خَاصَّةِ صَفْوَتِهِ ‏,‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ‏}‏ فَخَصَّ آدَمَ وَنُوحًا بِإِعَادَةِ ذِكْرِ اصْطِفَائِهِمَا ‏.‏ وَذَكَرَ إبْرَاهِيمَ ‏(‏ عليه السلام ‏)‏ ‏,‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ‏}‏ ‏.‏ وَذَكَرَ إسْمَاعِيلَ بْنَ إبْرَاهِيمَ ‏,‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إسْمَاعِيلَ إنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ‏}‏ ‏.‏ ثُمَّ أَنْعَمَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ ‏,‏ وَآلِ عِمْرَانَ فِي الْأُمَمِ ‏;‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاَللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ‏}‏ ‏.‏ ثُمَّ اصْطَفَى مُحَمَّدًا ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ مِنْ خَيْرِ آلِ إبْرَاهِيمَ ‏,‏ وَأَنْزَلَ كُتُبَهُ قَبْلَ إنْزَالِ الْقُرْآنِ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِصِفَةِ فَضِيلَتِهِ ‏,‏ وَفَضِيلَةِ مَنْ اتَّبَعَهُ ‏;‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَاَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ ‏}‏ الْآيَةَ ‏:‏ وَقَالَ لِأُمَّتِهِ ‏:‏ ‏{‏ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ‏}‏ الْآيَةَ فَفَضَّلَهُمْ بِكَيْنُونَتِهِمْ مِنْ أُمَّتِهِ ‏,‏ دُونَ أُمَمِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ ‏.‏ ثُمَّ أَخْبَرَ ‏(‏ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏)‏ ‏:‏ ‏[‏ أَنَّهُ ‏]‏ جَعَلَهُ فَاتِحَ رَحْمَتِهِ ‏,‏ عِنْدَ فَتْرَةِ رُسُلِهِ ‏;‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنْ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ‏}‏ ‏,‏
وَقَالَ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ‏}‏ وَكَانَ فِي ذَلِكَ ‏,‏ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ بَعَثَهُ إلَى خَلْقِهِ ‏:‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَأُمِّيِّينَ ‏:‏ وَأَنَّهُ فَتَحَ ‏[‏ بِهِ ‏]‏ رَحْمَتَهُ ‏.‏ وَخَتَمَ ‏[‏ بِهِ ‏]‏ نُبُوَّتَهُ ‏:‏ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ‏}‏ ‏.‏ وَقَضَى ‏:‏ أَنْ أَظْهَرَ دِينَهُ عَلَى الْأَدْيَانِ فَقَالَ ‏{‏ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ‏}‏ ‏.‏ مُبْتَدَأُ التَّنْزِيلِ ‏,‏ وَالْفَرْضِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ‏;‏ ثُمَّ عَلَى النَّاسِ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ‏,‏ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ‏;‏ قَالَا ‏:‏ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ ‏,‏ قَالَ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله ‏:‏ لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم ‏:‏ أَنْزَلَ عَلَيْهِ فَرَائِضَهُ كَمَا شَاءَ ‏:‏ ‏{‏ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ‏}‏ ‏;‏ ثُمَّ أَتْبَعَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا ‏,‏ فَرْضًا بَعْدَ فَرْضٍ ‏:‏ فِي حِينٍ غَيْرِ حِينِ الْفَرْضِ قَبْلَهُ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَيُقَالُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ إنَّ أَوَّلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ ‏:‏ مِنْ كِتَابِهِ ‏:‏ ‏{‏ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ‏}‏ ‏.‏ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ ‏[‏ مَا ‏]‏ لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ ‏:‏ ‏[‏ بِأَنْ ‏]‏ يَدْعُوَ إلَيْهِ الْمُشْرِكِينَ فَمَرَّتْ لِذَلِكَ مُدَّةٌ ‏.‏ ثُمَّ يُقَالُ أَتَاهُ جِبْرِيلُ ‏(‏ عليه السلام ‏)‏ عَنْ اللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ بِأَنْ يُعْلِمَهُمْ نُزُولَ الْوَحْيِ عَلَيْهِ ‏,‏ وَيَدْعُوَهُمْ إلَى الْإِيمَانِ بِهِ ‏.‏ فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ‏;‏ وَخَافَ ‏:‏ التَّكْذِيبَ ‏,‏ وَأَنْ يُتَنَاوَلَ ‏.‏ فَنَزَلَ عَلَيْهِ ‏:‏ ‏{‏ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغَتْ رِسَالَتَهُ وَاَللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ‏}‏ فَقَالَ يَعْصِمُكَ مِنْ قَتْلِهِمْ أَنْ يَقْتُلُوكَ حَتَّى تُبَلِّغَ مَا أُنْزِلَ إلَيْكَ ‏.‏ فَبَلَّغَ مَا أُمِرَ بِهِ فَاسْتَهْزَأَ بِهِ قَوْمٌ ‏;‏ فَنَزَلَ عَلَيْهِ ‏:‏ ‏{‏ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ إنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ‏}‏ قَالَ ‏:‏ وَأَعْلَمَهُ مَنْ عَلِمَ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ بِهِ ‏;‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنْ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ‏}‏ إلَى قَوْلِهِ ‏:‏ ‏{‏ هَلْ كُنْتُ إلَّا بَشَرًا رَسُولًا ‏}‏ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله ‏,‏ وَأَنْزَلَ إلَيْهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ فِيمَا يُثَبِّتُهُ بِهِ إذَا ضَاقَ مِنْ أَذَاهُمْ ‏{‏ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ‏}‏ ‏.‏ فَفَرَضَ عَلَيْهِ إبْلَاغَهُمْ ‏,‏ وَعِبَادَتَهُ ‏.‏ وَلَمْ يَفْرِضْ عَلَيْهِ قِتَالَهُمْ ‏,‏ وَأَبَانَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِهِ ‏,‏ وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِعُزْلَتِهِمْ ‏,‏ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ ‏:‏ ‏{‏ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ‏}‏ ‏,‏ وَقَوْلَهُ ‏:‏ ‏{‏ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ‏}‏ ‏,‏ وَقَوْلَهُ ‏:‏ ‏{‏ مَا عَلَى الرَّسُولِ إلَّا الْبَلَاغُ ‏}‏ مَعَ أَشْيَاءَ ذُكِرَتْ فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فِي ‏[‏ مِثْلِ ‏]‏ هَذَا الْمَعْنَى ‏.‏ وَأَمَرَهُمْ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ بِأَنْ لَا يَسُبُّوا أَنْدَادَهُمْ ‏;‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ‏}‏ الْآيَةَ مَعَ مَا يُشْبِهُهَا ‏.‏ ثُمَّ أَنْزَلَ ‏(‏ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏)‏ بَعْدَ هَذَا فِي الْحَالِ الَّذِي فَرَضَ فِيهَا عُزْلَةَ الْمُشْرِكِينَ ‏;‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ‏}‏ ‏.‏ وَأَبَانَ لِمَنْ تَبِعَهُ ‏,‏ مَا فَرَضَ عَلَيْهِمْ مِمَّا ‏[‏ فَرَضَ عَلَيْهِ ‏]‏ ‏;‏ قَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ ‏}‏ الْآيَةَ ‏.‏
الْإِذْنُ بِالْهِجْرَةِ
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ ‏,‏ قَالَ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله ‏:‏ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ مُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ ‏,‏ زَمَانًا لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ فِيهِ بِالْهِجْرَةِ مِنْهَا ‏;‏ ثُمَّ أَذِنَ اللَّهُ لَهُمْ بِالْهِجْرَةِ ‏,‏ وَجَعَلَ لَهُمْ مَخْرَجًا ‏.‏ فَيُقَالُ ‏:‏ نَزَلَتْ ‏:‏ ‏{‏ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ‏}‏ ‏.‏ فَأَعْلَمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ أَنْ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ ‏[‏ بِالْهِجْرَةِ ‏]‏ مَخْرَجًا ‏;‏ قَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ‏}‏ الْآيَةَ وَأَمَرَهُمْ بِبِلَادِ الْحَبَشَةِ فَهَاجَرَتْ إلَيْهَا ‏[‏ مِنْهُمْ ‏]‏ طَائِفَةٌ ‏.‏ ثُمَّ دَخَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ‏[‏ فِي ‏]‏ الْإِسْلَامِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم طَائِفَةً فَهَاجَرَتْ إلَيْهِمْ ‏:‏ غَيْرَ مُحَرِّمٍ عَلَى مَنْ بَقِيَ ‏,‏ تَرْكُ الْهِجْرَةِ ‏.‏ وَذَكَرَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ أَهْلَ الْهِجْرَةِ ‏,‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ‏}‏ ‏,‏ وَقَالَ ‏{‏ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ‏}‏ ‏,‏ وَقَالَ ‏{‏ وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏}‏ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ ثُمَّ أَذِنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ ‏:‏ بِالْهِجْرَةِ مِنْهَا ‏;‏ فَهَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ إلَى الْمَدِينَةِ ‏.‏ وَلَمْ يُحَرِّمْ فِي هَذَا ‏,‏ عَلَى مَنْ بَقِيَ بِمَكَّةَ ‏,‏ الْمُقَامَ بِهَا ‏:‏ وَهِيَ دَارُ شِرْكٍ ‏.‏ وَإِنْ قَلُّوا بِأَنْ يُفْتَنُوا ‏.‏ ‏[‏ وَ ‏]‏ لَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ بِجِهَادٍ ‏.‏ ثُمَّ أَذِنَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ لَهُمْ بِالْجِهَادِ ‏;‏ ثُمَّ فَرَضَ بَعْدَ هَذَا عَلَيْهِمْ أَنْ يُهَاجِرُوا مِنْ دَارِ الشِّرْكِ ‏,‏ وَهَذَا مَوْضُوعٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضُوعِ ‏.‏
مُبْتَدَأُ الْإِذْنِ بِالْقِتَالِ وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله ‏:‏ فَأُذِنَ لَهُمْ بِأَحَدِ الْجِهَادَيْنِ بِالْهِجْرَةِ ‏;‏ قَبْلَ ‏[‏ أَنْ ‏]‏ يُؤْذَنَ لَهُمْ بِأَنْ يَبْتَدِئُوا مُشْرِكًا بِقِتَالٍ ثُمَّ أُذِنَ لَهُمْ بِأَنْ يَبْتَدِئُوا الْمُشْرِكِينَ بِقِتَالٍ ‏;‏ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ‏}‏ ‏,‏ وَأَبَاحَ لَهُمْ الْقِتَالَ ‏,‏ بِمَعْنًى أَبَانَهُ فِي كِتَابِهِ ‏;‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ‏}‏ إلَى ‏:‏ ‏{‏ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ‏}‏ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ يُقَالُ ‏:‏ نَزَلَ هَذَا فِي أَهْلِ مَكَّةَ ‏:‏ وَهُمْ كَانُوا أَشَدَّ الْعَدُوِّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَفُرِضَ عَلَيْهِمْ فِي قِتَالِهِمْ مَا ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يُقَالُ ‏:‏ نُسِخَ هَذَا كُلُّهُ ‏,‏ وَالنَّهْيُ عَنْ الْقِتَالِ حَتَّى يُقَاتَلُوا ‏,‏ وَالنَّهْيُ عَنْ الْقِتَالِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏{‏ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ‏}‏ وَنُزُولُ هَذِهِ الْآيَةِ بَعْدَ فَرْضِ الْجِهَادِ ‏,‏ وَهِيَ مَوْضُوعَةٌ فِي مَوْضِعِهَا ‏.‏
فَرْضُ الْهِجْرَةِ وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله ‏:‏ وَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ الْجِهَادَ ‏,‏ عَلَى رَسُولِهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ ‏:‏ جِهَادَ الْمُشْرِكِينَ ‏;‏ بَعْدَ إذْ كَانَ أَبَاحَهُ ‏;‏ وَأَثْخَنَ رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ فِي أَهْلِ مَكَّةَ وَرَأَوْا كَثْرَةَ مَنْ دَخَلَ فِي دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ اشْتَدُّوا عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ ‏;‏ فَفَتَنُوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ‏,‏ أَوْ مَنْ فَتَنُوا مِنْهُمْ ‏.‏ فَعَذَرَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْهِجْرَةِ مِنْ الْمَفْتُونِينَ ‏.‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ إلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ‏}‏ ‏,‏ وَبَعَثَ إلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ أَنَّ اللَّهَ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ جَعَلَ لَكُمْ مَخْرَجًا ‏.‏ وَفَرَضَ عَلَى مَنْ قَدِرَ عَلَى الْهِجْرَةِ ‏,‏ الْخُرُوجَ إذَا كَانَ مِمَّنْ يُفْتَتَنُ عَنْ دِينِهِ ‏,‏ وَلَا يُمْنَعُ ‏.‏ فَقَالَ فِي رَجُلٍ مِنْهُمْ تُوُفِّيَ ‏:‏ تَخَلَّفَ عَنْ الْهِجْرَةِ ‏,‏ فَلَمْ يُهَاجِرْ ‏{‏ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ‏}‏ الْآيَةَ ‏.‏ وَأَبَانَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ عُذْرَ الْمُسْتَضْعَفِينَ ‏,‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ إلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ‏}‏ الْآيَةَ قَالَ ‏:‏ وَيُقَالُ ‏:‏ ‏(‏ عَسَى ‏)‏ مِنْ اللَّهِ ‏:‏ وَاجِبَةٌ ‏.‏ وَدَلَّتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ عَلَى أَنَّ فَرْضَ الْهِجْرَةِ عَلَى مَنْ أَطَاقَهَا ‏,‏ إنَّمَا هُوَ عَلَى مَنْ فُتِنَ عَنْ دِينِهِ ‏,‏ بِالْبَلْدَةِ الَّتِي يُسْلِمُ بِهَا ‏.‏ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ أَذِنَ لِقَوْمٍ بِمَكَّةَ أَنْ يُقِيمُوا بِهَا ‏,‏ بَعْدَ إسْلَامِهِمْ مِنْهُمْ ‏:‏ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏,‏ وَغَيْرُهُ إذْ لَمْ يَخَافُوا الْفِتْنَةَ ‏.‏ وَكَانَ يَأْمُرُ جُيُوشَهُ أَنْ يَقُولُوا لِمَنْ أَسْلَمَ إنْ هَاجَرْتُمْ فَلَكُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَإِنْ أَقَمْتُمْ فَأَنْتُمْ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ يُخَيِّرُهُمْ ‏,‏ إلَّا فِيمَا يَحِلُّ لَهُمْ ‏.‏ فَرْضُ الْهِجْرَةِ وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله ‏:‏ وَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ الْجِهَادَ ‏,‏ عَلَى رَسُولِهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ ‏:‏ جِهَادَ الْمُشْرِكِينَ ‏;‏ بَعْدَ إذْ كَانَ أَبَاحَهُ ‏;‏ وَأَثْخَنَ رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ فِي أَهْلِ مَكَّةَ وَرَأَوْا كَثْرَةَ مَنْ دَخَلَ فِي دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ اشْتَدُّوا عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ ‏;‏ فَفَتَنُوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ‏,‏ أَوْ مَنْ فَتَنُوا مِنْهُمْ ‏.‏ فَعَذَرَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْهِجْرَةِ مِنْ الْمَفْتُونِينَ ‏.‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ إلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ‏}‏ ‏,‏ وَبَعَثَ إلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ أَنَّ اللَّهَ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ جَعَلَ لَكُمْ مَخْرَجًا ‏.‏ وَفَرَضَ عَلَى مَنْ قَدِرَ عَلَى الْهِجْرَةِ ‏,‏ الْخُرُوجَ إذَا كَانَ مِمَّنْ يُفْتَتَنُ عَنْ دِينِهِ ‏,‏ وَلَا يُمْنَعُ ‏.‏ فَقَالَ فِي رَجُلٍ مِنْهُمْ تُوُفِّيَ ‏:‏ تَخَلَّفَ عَنْ الْهِجْرَةِ ‏,‏ فَلَمْ يُهَاجِرْ ‏{‏ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ‏}‏ الْآيَةَ ‏.‏ وَأَبَانَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ عُذْرَ الْمُسْتَضْعَفِينَ ‏,‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ إلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ‏}‏ الْآيَةَ قَالَ ‏:‏ وَيُقَالُ ‏:‏ ‏(‏ عَسَى ‏)‏ مِنْ اللَّهِ ‏:‏ وَاجِبَةٌ ‏.‏ وَدَلَّتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ عَلَى أَنَّ فَرْضَ الْهِجْرَةِ عَلَى مَنْ أَطَاقَهَا ‏,‏ إنَّمَا هُوَ عَلَى مَنْ فُتِنَ عَنْ دِينِهِ ‏,‏ بِالْبَلْدَةِ الَّتِي يُسْلِمُ بِهَا ‏.‏ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ أَذِنَ لِقَوْمٍ بِمَكَّةَ أَنْ يُقِيمُوا بِهَا ‏,‏ بَعْدَ إسْلَامِهِمْ مِنْهُمْ ‏:‏ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏,‏ وَغَيْرُهُ إذْ لَمْ يَخَافُوا الْفِتْنَةَ ‏.‏ وَكَانَ يَأْمُرُ جُيُوشَهُ أَنْ يَقُولُوا لِمَنْ أَسْلَمَ إنْ هَاجَرْتُمْ فَلَكُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَإِنْ أَقَمْتُمْ فَأَنْتُمْ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ يُخَيِّرُهُمْ ‏,‏ إلَّا فِيمَا يَحِلُّ لَهُمْ ‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَصْلٌ فِي أَصْلِ فَرْضِ الْجِهَادِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ ‏:‏ وَلَمَّا مَضَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ مُدَّةٌ مِنْ هِجْرَتِهِ ‏;‏ أَنْعَمَ اللَّهُ فِيهَا عَلَى جَمَاعَاتٍ ‏,‏ بِاتِّبَاعِهِ ‏:‏ حَدَثَتْ لَهُمْ بِهَا ‏,‏ مَعَ عَوْنِ اللَّهِ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ ‏,‏ قُوَّةٌ ‏:‏ بِالْعَدَدِ ‏;‏ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهَا ‏.‏ فَفَرَضَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ عَلَيْهِمْ ‏,‏ الْجِهَادَ بَعْدَ إذْ كَانَ إبَاحَةً لَا فَرْضًا ‏.‏ فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ ‏}‏ الْآيَةَ وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏:‏ ‏{‏ إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ ‏}‏ الْآيَةَ ‏,‏ وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ‏}‏ ‏,‏ وَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ‏}‏ ‏,‏
وَقَالَ تَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ فَإِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ ‏}‏ ‏.‏ وَقَالَ تَعَالَى ‏{‏ مَا لَكُمْ إذَا قِيلَ لَكُمْ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلَى الْأَرْضِ ‏}‏ إلَى ‏:‏ ‏{‏ وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ‏}‏ الْآيَةَ ‏,‏ وَقَالَ تَعَالَى ‏{‏ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏}‏ الْآيَةَ ثُمَّ ذَكَرَ قَوْمًا ‏:‏ تَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ مِمَّنْ كَانَ يُظْهِرُ الْإِسْلَامَ ‏.‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ ‏}‏ الْآيَةَ فَأَبَانَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ عَلَيْهِمْ الْجِهَادَ فِيمَا قَرُبَ وَبَعُدَ ‏;‏ مَعَ إبَانَتِهِ ذَلِكَ فِي ‏[‏ غَيْرِ ‏]‏ مَكَان ‏:‏ فِي قَوْلِهِ ‏:‏ ‏{‏ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏}‏ إلَى ‏:‏ ‏{‏ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‏}‏ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ ‏:‏ سَنُبَيِّنُ مِنْ ذَلِكَ ‏,‏ مَا حَضَرَنَا عَلَى وَجْهِهِ ‏;‏ إنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏:‏ ‏{‏ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ ‏}‏ إلَى ‏:‏ ‏{‏ لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ‏}‏ ‏,‏ وَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ‏}‏ ‏,‏ وَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏}‏ ‏.‏ مَعَ مَا ذَكَرَ بِهِ فَرْضَ الْجِهَادِ ‏,‏ وَأَوْجَبَ عَلَى الْمُتَخَلِّفِ عَنْهُ ‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس