عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2012, 02:16 PM   #11
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: احكام القران للامام الشافعى رضى الله عنه


وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ‏}‏ وَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ إذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إلَى ذِكْرِ اللَّهِ ‏}‏ ‏,‏ فَذَكَرَ اللَّهُ الْأَذَانَ لِلصَّلَاةِ وَذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ‏.‏ فَكَانَ بَيِّنًا ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ أَنَّهُ أَرَادَ الْمَكْتُوبَةَ بِالْآيَتَيْنِ مَعًا وَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ الْأَذَانَ لِلْمَكْتُوبَاتِ ‏[‏ وَلَمْ يَحْفَظْ عَنْهُ أَحَدٌ عَلِمْتُهُ أَنَّهُ أَمَرَ بِالْأَذَانِ لِغَيْرِ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ ‏]‏ ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏,‏ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ‏,‏ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ ‏:‏ ‏{‏ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك ‏}‏ قَالَ ‏:‏ لَا أُذْكَرُ إلَّا ذُكِرْتَ مَعِي ‏:‏ أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ‏.‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ يَعْنِي وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ ‏:‏ ذِكْرُهُ عِنْدَ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَالْأَذَانِ ‏,‏ وَيُحْتَمَلُ ‏:‏ ذِكْرُهُ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَعِنْدَ الْعَمَلِ بِالطَّاعَةِ وَالْوُقُوفِ عَنْ الْمَعْصِيَةِ ‏.‏
وَاحْتَجَّ فِي فَضْلِ التَّعْجِيلِ بِالصَّلَوَاتِ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ‏}‏ وَدُلُوكُهَا مَيْلُهَا ‏.‏ وَبِقَوْلِهِ ‏:‏ ‏{‏ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ‏}‏ وَبِقَوْلِهِ ‏:‏ ‏{‏ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ‏}‏ ‏,‏ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى الشَّيْءِ ‏:‏ تَعْجِيلُهُ ‏.‏ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ ‏:‏ وَمَنْ قَدَّمَ الصَّلَاةَ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا ‏,‏ كَانَ أَوْلَى بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا مِمَّنْ أَخَّرَهَا عَنْ أَوَّلِ وَقْتِهَا ‏.‏ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ ‏{‏ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ‏}‏ فَذَهَبْنَا إلَى أَنَّهَا الصُّبْحُ ‏[‏ وَكَانَ أَقَلُّ مَا فِي الصُّبْحِ ‏]‏ إنْ لَمْ تَكُنْ هِيَ أَنْ تَكُونَ مِمَّا أُمِرْنَا بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ ‏.‏ وَذَكَرَ فِي رِوَايَةِ الْمُزَنِيّ وَحَرْمَلَةَ حَدِيثَ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ ‏{‏ رضي الله عنها أَنَّهَا أَمْلَتْ عَلَيْهِ ‏:‏ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ قَالَتْ ‏:‏ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏}‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ فَحَدِيثُ عَائِشَةَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّلَاةَ الْوُسْطَى لَيْسَتْ صَلَاةَ الْعَصْرِ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَاخْتَلَفَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ ‏,‏ فَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ ‏,‏ وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا الصُّبْحُ ‏,‏ وَإِلَى هَذَا نَذْهَبُ وَرُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ‏:‏ الظُّهْرُ وَعَنْ غَيْرِهِ ‏:‏ الْعَصْرُ وَرُوِيَ فِيهِ حَدِيثًا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ‏.‏ قَالَ الشَّيْخُ ‏:‏ الَّذِي رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ فِيمَا رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّإِ عَنْهُمَا فِيمَا بَلَغَهُ ‏;‏ وَرَوَيْنَاهُ مَوْصُولًا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَهُوَ قَوْلُ عَطَاءٍ ‏,‏ وَطَاوُوسٍ ‏,‏ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَرَوَيْنَا عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ‏,‏ عَنْ ‏{‏ عَلِيٍّ رضي الله عنه ‏,‏ قَالَ ‏:‏ كُنَّا نَرَى أَنَّهَا صَلَاةُ الْفَجْرِ حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْأَحْزَابِ يَقُولُ ‏:‏ شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى ‏,‏ صَلَاةِ الْعَصْرِ ‏;‏ حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ ‏,‏ مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا ‏}‏ وَرِوَايَتُهُ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَحِيحَةٌ عَنْ عُبَيْدَة السَّلْمَانِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْهُ وَعَنْ مُرَّةَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ‏.‏ وَبِهِ قَالَ أُبَيّ بْنُ كَعْبٍ وَأَبُو أَيُّوبَ ‏,‏ وَأَبُو هُرَيْرَةَ ‏,‏ وَعَبْدُ اللَّهُ بْنُ عَمْرٍو ‏,‏ وَ ‏[‏ هُوَ ‏]‏ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏,‏ وَعَائِشَةَ رضي الله عنهم ‏.‏ وَقَرَأْتُ ‏[‏ فِي ‏]‏ كِتَاب حَرْمَلَةَ عَنْ الشَّافِعِيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ إنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ‏}‏ ‏,‏ فَلَمْ يَذْكُرْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَشْهُودًا غَيْرُهُ وَالصَّلَوَاتُ مَشْهُودَاتٌ ‏,‏ فَأَشْبَهَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ مَشْهُودًا بِأَكْثَرَ مِمَّا تُشْهَدُ بِهِ الصَّلَوَاتُ ‏,‏ أَوْ أَفْضَلُ ‏,‏ أَوْ مَشْهُودًا بِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ ‏,‏ يُرِيدُ صَلَاةَ الصُّبْحِ ‏.‏
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ ‏,‏ قَالَ ‏:‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله ‏:‏ فَرَضَ اللَّهُ ‏(‏ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏)‏ الصَّلَوَاتِ وَأَبَانَ رَسُول اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ عَدَدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ وَوَقْتَهَا وَمَا يُعْمَلُ فِيهِنَّ وَفِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ ‏.‏ وَأَبَانَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ أَنَّ مِنْهُنَّ نَافِلَةً وَفَرْضًا ‏,‏ فَقَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏ وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ‏}‏ الْآيَةُ ‏,‏ ثُمَّ أَبَانَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ ‏,‏ فَكَانَ بَيِّنًا ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ إذَا كَانَ مِنْ الصَّلَاةِ نَافِلَةٌ وَفَرْضٌ وَكَانَ الْفَرْضُ مِنْهَا مُؤَقَّتًا أَنْ لَا تَجْزِي عَنْهُ صَلَاةٌ ‏,‏ إلَّا بِأَنْ يَنْوِيَهَا مُصَلِّيًا ‏.‏
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ فَإِذَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ‏,‏ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ‏}‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ ‏:‏ وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ حِينَ يَفْتَتِحُ ‏[‏ قَبْلَ أُمِّ ‏]‏ الْقُرْآنِ ‏:‏ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَأَيُّ كَلَامٍ اسْتَعَاذَ بِهِ ‏,‏ أَجْزَأَهُ ‏.‏ وَقَالَ فِي الْإِمْلَاءِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ ‏:‏ ثُمَّ يَبْتَدِئُ ‏,‏ فَيَتَعَوَّذُ ‏,‏ وَيَقُولُ أَعُوذُ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيمِ أَوْ يَقُولُ أَعُوذ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ ‏(‏ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ‏)‏ أَوْ أَعُوذُ بِاَللَّهِ أَنْ يَحْضُرُونِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏{‏ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ‏}‏
قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ الْبُوَيْطِيِّ ‏:‏ قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏:‏ ‏{‏ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ‏}‏ وَهِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ أَوَّلُهَا ‏:‏ ‏(‏ بسم الله الرحمن الرحيم ‏)‏ ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ فِي آخَرِينَ قَالُوا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ‏,‏ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ ‏,‏ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي ‏[‏ عَنْ ‏]‏ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ‏[‏ فِي قَوْلِهِ ‏]‏ ‏:‏ ‏{‏ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ‏}‏ ‏,‏ ‏[‏ قَالَ ‏]‏ ‏:‏ هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ ‏.‏ قَالَ أَبِي ‏:‏ وَقَرَأَهَا عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ حَتَّى خَتَمَهَا ‏,‏ ثُمَّ قَالَ ‏:‏ ‏(‏ بسم الله الرحمن الرحيم ‏)‏ الْآيَةُ السَّابِعَةُ ‏.‏ قَالَ سَعِيدٌ ‏:‏ وَقَرَأَهَا عَلَى ابْنِ الْعَبَّاسِ ‏,‏ كَمَا قَرَأْتُهَا عَلَيْكَ ‏,‏ ثُمَّ قَالَ ‏(‏ بسم الله الرحمن الرحيم ‏)‏ الْآيَةُ السَّابِعَةُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ‏:‏ فَذَخَرَهَا اللَّهُ لَكُمْ ‏,‏ فَمَا أَخْرَجَهَا لِأَحَدٍ قَبْلَكُمْ
قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ عَنْهُ ‏:‏ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَفْعَلُهُ ‏(‏ يَعْنِي يَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِ بسم الله الرحمن الرحيم ‏)‏ وَيَقُولُ ‏:‏ انْتَزَعَ الشَّيْطَانُ مِنْهُمْ خَيْرَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ وَكَانَ يَقُولُ ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ لَا يَعْرِفُ خَتْمَ السُّورَةِ حَتَّى تَنْزِلَ ‏:‏ ‏(‏ بسم الله الرحمن الرحيم ‏)‏ ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ ‏,‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏[‏ قَالَ ‏]‏ قَالَ اللَّهُ ‏(‏ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏)‏ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ‏}‏ ‏,‏ فَأَقَلُّ التَّرْتِيلِ ‏:‏ تَرْكُ الْعَجَلَةِ فِي الْقُرْآنِ عَنْ الْإِبَانَةِ ‏,‏ وَكُلَّمَا زَادَ عَلَى أَقَلِّ الْإِبَانَةِ ‏.‏
فِي الْقُرْآنِ كَانَ أَحَبَّ إلَيَّ مَا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ تَكُونَ الزِّيَادَةُ فِيهِ تَمْطِيطًا قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ الْكَبِيرِ فِيمَا رَوَاهُ أَبُو إبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيّ عَنْ الشَّافِعِيِّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ أَنَّهُ قَالَ ‏,‏ ‏{‏ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم ‏,‏ فَرْضَ الْقِبْلَةِ بِمَكَّةَ ‏,‏ فَكَانَ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةٍ يَسْتَقْبِلُ مِنْهَا الْبَيْتَ الْحَرَامَ ‏,‏ وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ ‏,‏ فَلَمَّا هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ ‏,‏ اسْتَقْبَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ‏,‏ مُوَلِّيًا عَنْ الْبَيْتِ الْحَرَامِ ‏;‏ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا وَهُوَ يُحِبُّ ‏:‏ لَوْ قَضَى اللَّهُ إلَيْهِ بِاسْتِقْبَالِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ ‏;‏ لِأَنَّ فِيهِ مَقَامُ أَبِيهِ إبْرَاهِيمَ ‏,‏ وَإِسْمَاعِيلَ وَهُوَ ‏:‏ الْمَثَابَةُ لِلنَّاسِ وَالْأَمْنُ ‏,‏ وَإِلَيْهِ الْحَجُّ ‏,‏ وَهُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ أَنْ يُطَهَّرَ لِلطَّائِفِينَ ‏,‏ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ مَعَ كَرَاهِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا ‏,‏ وَافَقَ الْيَهُودَ ‏,‏ فَقَالَ لِجِبْرِيلَ عليه السلام ‏:‏ لَوَدِدْتُ أَنَّ رَبِّي صَرَفَنِي عَنْ قِبْلَةِ الْيَهُودِ إلَى غَيْرِهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ‏}‏ يَعْنِي وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏.‏ فَثَمَّ الْوَجْهُ الَّذِي وَجَّهَكُمْ اللَّهُ إلَيْهِ فَقَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَا مُحَمَّدُ أَنَا عَبْدٌ مَأْمُورٌ مِثْلُكَ ‏,‏ لَا أَمْلِكُ شَيْئًا ‏,‏ فَسَلْ اللَّهَ فَسَأَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ أَنْ يُوَجِّهَهُ إلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَصَعِدَ جِبْرِيلُ عليه السلام إلَى السَّمَاءِ ‏;‏ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُدِيمُ طَرَفَهُ إلَى السَّمَاءِ ‏:‏ رَجَاءَ أَنْ يَأْتِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام بِمَا سَأَلَ ‏,‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِك فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏}‏ إلَى قَوْلِهِ ‏:‏ ‏{‏ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي ‏}‏ ‏}‏ ‏.‏ فِي قَوْلِهِ ‏:‏ ‏{‏ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ‏}‏ يُقَالُ يَجِدُونَ فِيمَا نَزَلَ عَلَيْهِمْ أَنَّ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ عليهم السلام يَخْرُجُ مِنْ الْحَرَمِ ‏,‏ وَتَعُودُ قِبْلَتُهُ وَصَلَاتُهُ مَخْرَجَهُ ‏.‏ يَعْنِي ‏:‏ الْحَرَمَ ‏.‏ وَفِي قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ‏}‏ قِيلَ فِي ذَلِكَ ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ ‏:‏ لَا تَسْتَقْبِلُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مِنْ الْمَدِينَةِ ‏,‏ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْتَدْبِرُونَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَإِنْ جِئْتُمْ مِنْ جِهَةِ نَجْدٍ الْيَمَنِ فَكُنْتُمْ تَسْتَقْبِلُونَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ‏,‏ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ اسْتَقْبَلْتُمْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ لَا أَنَّ إرَادَتَكُمْ ‏:‏ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ‏,‏ وَإِنْ اسْتَقْبَلْتُمُوهُ بِاسْتِقْبَالِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏[‏ وَ ‏]‏ لَأَنْتُمْ كَذَلِكَ ‏:‏ تَسْتَقْبِلُونَ مَا دُونَهُ ‏[‏ وَ ‏]‏ وَرَاءَهُ لَا إرَادَة أَنْ يَكُونَ قِبْلَةً ‏,‏ وَلَكِنَّهُ جِهَةَ قِبْلَةٍ ‏.‏ وَقِيلَ ‏:‏ ‏{‏ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ‏}‏ فِي اسْتِقْبَالِ قِبْلَةِ غَيْرِكُمْ ‏.‏ وَقِيلَ ‏:‏ فِي تَحْوِيلِكُمْ عَنْ قِبْلَتِكُمْ الَّتِي كُنْتُمْ عَلَيْهَا إلَى غَيْرِهَا ‏.‏ وَهَذَا أَشْبَهُ مَا قِيلَ فِيهَا ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ‏}‏ إلَى قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏ مُسْتَقِيمٍ ‏}‏ ‏.‏ فَأَعْلَمَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ أَنْ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِمْ فِي التَّحْوِيلِ يَعْنِي ‏:‏ لَا يَتَكَلَّمُ فِي ذَلِكَ أَحَدٌ بِشَيْءٍ ‏,‏ يُرِيدُ الْحُجَّةَ إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ‏.‏ لَا أَنَّ لَهُمْ حُجَّةً ‏;‏ لِأَنَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَنْصَرِفُوا عَنْ قِبْلَتِهِمْ إلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي أُمِرُوا بِهَا وَفِي قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ ‏}‏ ‏;‏ لِقَوْلِهِ إلَّا لِنَعْلَمَ أَنْ قَدْ عَلِمَهُمْ مَنْ يَتَّبِعْ الرَّسُولَ وَعِلْمُ اللَّهِ كَانَ قَبْلَ اتِّبَاعِهِمْ وَبَعْدَهُ سَوَاءً ‏.‏ وَقَدْ قَالَ الْمُسْلِمُونَ فَكَيْفَ بِمَا مَضَى مِنْ صَلَاتِنَا وَمَنْ مَضَى مِنَّا ‏؟‏ ‏,‏ فَأَعْلَمَهُمْ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ أَنَّ صَلَاتَهُمْ إيمَانٌ ‏,‏ فَقَالَ ‏:‏ ‏{‏ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إيمَانَكُمْ ‏}‏ الْآيَةُ ‏.‏ وَيُقَالُ إنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ ‏:‏ الْبِرُّ فِي اسْتِقْبَالِ الْمَغْرِبِ وَقَالَتْ النَّصَارَى ‏:‏ الْبِرُّ فِي اسْتِقْبَالِ الْمَشْرِقِ بِكُلِّ حَالٍ ‏,‏ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ‏(‏ عَزَّ وَجَلَّ ‏)‏ فِيهِمْ ‏:‏ ‏{‏ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ‏}‏ يَعْنِي ‏(‏ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ‏)‏ ‏:‏ وَأَنْتُمْ مُشْرِكُونَ ‏;‏ لِأَنَّ الْبِرَّ لَا يُكْتَبُ لِمُشْرِكٍ ‏.‏ فَلَمَّا حَوَّلَ اللَّهُ رَسُولَهُ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ إلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏:‏ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ‏(‏ صلى الله عليه وسلم ‏)‏ أَكْثَرَ صَلَاتِهِ ‏,‏ مِمَّا يَلِي الْبَابَ مِنْ وَجْهِ الْكَعْبَةِ وَقَدْ صَلَّى مِنْ وَرَائِهَا وَالنَّاسُ مَعَهُ مُطِيفِينَ بِالْكَعْبَةِ ‏,‏ مُسْتَقْبِلِيهَا كُلَّهَا ‏,‏ مُسْتَدْبِرِينَ مَا وَرَاءَهَا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏.‏ قَالَ ‏:‏ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ ‏{‏ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏}‏ ‏,‏ فَشَطْرُهُ وَتِلْقَاؤُهُ وَجِهَتُهُ وَاحِدٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَاسْتَدَلَّ عَلَيْهِ بِبَعْضِ مَا فِي كِتَابِ الرِّسَالَةِ ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ نا أَبُو الْعَبَّاسِ ‏,‏ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ ‏(‏ رحمه الله ‏)‏ ‏,‏ قَالَ ‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ‏:‏ ‏{‏ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ‏}‏ فَفَرَضَ عَلَيْهِمْ حَيْثُ مَا كَانُوا أَنْ يُوَلُّوا وُجُوهَهُمْ شَطْرَهُ ‏.‏ وَشَطْرُهُ ‏:‏ جِهَتُهُ ‏;‏ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ‏.‏ إذَا قُلْتَ ‏:‏ أَقْصِدُ شَطْرَ كَذَا مَعْرُوفٌ أَنَّكَ تَقُولُ ‏:‏ أَقْصِدُ قَصْدَ عَيْنِ كَذَا يَعْنِي ‏:‏ قَصْدَ نَفْسِ كَذَا وَكَذَلِكَ ‏:‏ تِلْقَاءَهُ وَجِهَتَهُ أَيْ أَسْتَقْبِلُ تِلْقَاءَهُ وَجِهَتَهُ ‏.‏ وَكُلُّهَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ ‏:‏ وَإِنْ كَانَتْ بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ قَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرًا رَسُولًا وَمَا تُغْنِي الرِّسَالَةُ شَطْرَ عَمْرِو وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤْبَةَ ‏:‏ أَقُولُ لِأُمِّ زِنْبَاعٍ أَقِيمِي صُدُورَ الْعِيسِ شَطْرَ بَنِي تَمِيمِ وَقَالَ لَقِيطٌ الْإِيَادِيُّ ‏:‏ وَقَدْ أَظَلَّكُمْ مِنْ شَطْرِ ثَغْرِكُمْ هَوْلٌ لَهُ ظُلَمٌ تَغْشَاكُمْ قِطَعًا وَقَالَ الشَّاعِر ‏:‏ إنَّ الْعَسِيبَ بِهَا دَاءٌ مُخَامِرُهَا فَشَطْرَهَا بَصَرُ الْعَيْنَيْنِ مَسْحُورُ

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس