بسم الله الرحمن الرحيم
فالمتتبع لكتب السيرة المحمدية يجد أنه صلى الله عليه وسلم قد أقر المديح وأصغى سمعه إليه بل أعطى عليه جزيل العطاء ودعا لمادحيه بخير الدعاء . فقصة كعب بن زهير مشهورة لا يخفيها إلا حسود ولا يجهلها إلا عدو للسيرة . فقد ألقى صلى الله عليه وسلم بردته الشريفة على كعب بن زهير بعد فراغ كعب من القاء قصيدته التى مطلعها (بانت سعاد) .
وأيضا نجده صلى الله عليه وسلم دعا لسيدنا عبدالله بن رواحة بالتثبيت عندما سمعه يقول :-
إنى تفرست فيك الخير أعرفه
والله يعلم أن ما خاننى البصر
أنت النبى ومن يحرم شفاعته
يوم الحساب فقد أزرى به القدر
فثبت الله ماأتاك من حسن
تثبيت موسى ونصرا كالذى نصروا
فقال له النبى صلى الله عليه وسلم وأنت فثبتك الله يا بن رواحة فثبته الله فى غزوة مؤتة حتى اسشهد .
ونقل عن الشعبى أيضا أنه قال أنشد نابغة بني جعده النبى صلى الله عليه وسلم هذا البيت :
بلغنا السماء مجدا وجودا وسؤددا
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال النبى صلى الله عليه وسلم (إلى أين يا أبا ليلى ؟ فقال إلى الجنة بك يا رسول الله :قال نعم إن شاءالله .
فلما أنشده :-
فلا خير فى حلم إذا لم تكن له
بوادر تحمى صفوه أن يكدرا
و لا خير فى جهل إذا لم يكن له
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال له النبى صلى الله عليه وسلم (لا فض الله فاك) .
فبنو جعدة يزعمون أنه كان إذا سقطت له سن نبتت مكانها أخرى وغيرهم يزعمون أنه عاش ثلاثمائة عام لم تسقط له سن حتى مات وغير ذلك كثير فى إكرامه للمادحين والمنشدين القصائد بحضرته صلى الله عليه وسلم .
بل أمتد عطاؤه وإكرامه حتى بعد إنتقاله إلى الرفيق الأعلى ومازال مستمرا مبسوطا لكل من صفت سريرته وسلم قلبه وأخلص فى مدحه صلى الله عليه وسلم .
فقصة العتبى أكبر دليل على عطائه وإكرامه بعد انتقاله ، قال الإمام الحافظ الشيخ عماد الدين إبن كثير ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ فى كتابه (الشامل ) الحكاية المشهورة عن العتبى ، قال :-
كنت جالسا عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابى فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول ( ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) صدق الله العظيم ، وقد جئتك مستغفرا لذنبى مستشفعا بك إلى ربى ثم أنشد يقول :
ياخير من دفنت بالقاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابى فغلبتنى عينى فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى النوم فقال إلحق الأعرابى وبشره أن الله قد غفر له
اللهم اغفر لنا ,,,, اللهم اغفر لنا ,,,,, اللهم اغفر لنا بجاه حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم