عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2012, 04:29 PM   #15
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
Gadid رد: فتح كتاب فتح البارى على شرح البخارى للاحافظ ابن حجر العسقلانى رضى الله عنه


*2*2كِتَاب الْإِيمَانِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ كتاب الإيمان‏)‏ هو خبر مبتدأ محذوف تقديره‏:‏ هذا كتاب الإيمان‏.‏
وكتاب‏:‏ مصدر، يقال‏:‏ كتب يكتب كتابة وكتابا، ومادة كتب دالة على الجمع والضم، ومنها الكتيبة والكتابة، استعملوا ذلك فيما يجمع أشياء من الأبواب والفصول الجامعة للمسائل، والضم فيه بالنسبة إلى المكتوب من الحروف حقيقة وبالنسبة إلى المعاني المرادة منها مجاز، والباب موضوعه المدخل فاستعماله في المعاني مجاز‏.‏
والإيمان لغة‏:‏ التصديق‏.‏
وشرعا‏:‏ تصديق الرسول فيما جاء به عن ربه، وهذا القدر متفق عليه‏.‏
ثم وقع الاختلاف‏:‏ هل يشترط مع ذلك مزيد أمر من جهة إبداء هذا التصديق باللسان المعبر عما في القلب، إذ التصديق من أفعال القلوب‏؟‏ أو من جهة العمل بما صدق به من ذلك، كفعل المأمورات وترك المنتهيات كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى‏.‏
والإيمان فيما قيل مشتق من الأمن، وفيه نظر لتباين مدلولي الأمن والتصديق، إلا أن لوحظ فيه معنى مجازي فيقال‏:‏ أمنه، إذا صدقه أي‏:‏ أمنه التكذيب‏.‏
ولم يستفتح المصنف بدء الوحي بكتاب، لأن المقدمة لا تستفتح بما يستفتح به غيرها، لأنها تنطوي على ما يتعلق بما بعدها، واختلفت الروايات في تقديم البسملة على كتاب أو تأخيرها ولكل وجه، الأول ظاهر، ووجه الثاني وعليه أكثر الروايات أنه جعل الترجمة قائمة مقام تسمية السورة، والأحاديث المذكورة بعد البسملة كالآيات مستفتحة بالبسملة‏.‏
*3*1نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةبَاب قَوْلُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -‏"‏ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ‏"‏
وَهُوَ قَوْلٌ وَفِعْلٌ‏.‏ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ‏.‏
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏(‏لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ -وَزِدْنَاهُمْ هُدًى -وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى -وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ - وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا‏)‏
وَقَوْلُهُ‏:‏ ‏(‏أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا‏)‏‏.‏
وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ‏:‏ ‏(‏فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا‏)‏‏.‏
وَقَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏(‏وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا‏)‏‏.‏
وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنْ الْإِيمَانِ‏.‏
وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ‏:‏ إِنَّ لِلْإِيمَانِ فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ وَحُدُودًا وَسُنَنًا، فَمَنْ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلْ الْإِيمَانَ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ حَتَّى تَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنْ أَمُتْ فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ‏.‏
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ‏:‏ ‏(‏وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي‏)‏‏.‏
وَقَالَ مُعَاذُ‏:‏ اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً‏.‏
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ الْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ‏.‏
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتَّى يَدَعَ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ‏.‏ وَقَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ ‏(‏شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ‏)‏‏:‏ أَوْصَيْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ وَإِيَّاهُ دِينًا وَاحِدًا‏.‏
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ ‏(‏شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا‏)‏ ‏:‏ سَبِيلًا وَسُنَّةً‏.‏
دُعَاؤُكُمْ إِيمَانُكُمْ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏(‏قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ‏)‏ وَمَعْنَى الدُّعَاءِ فِي اللُّغَةِ‏:‏ الْإِيمَانُ‏.‏
الشرح‏:‏
قوله‏:‏ ‏(‏باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم -‏:‏ بني الإسلام على خمس‏)‏ ، سقط لفظ ‏"‏ باب ‏"‏ من رواية الأصيلي، وقد وصل الحديث بعد تاما، واقتصاره على طرفه فيه تسمية الشيء باسم بعضه، والمراد باب هذا الحديث‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏وهو‏)‏ أي‏:‏ الإيمان ‏(‏قول وفعل ويزيد وينقص‏)‏ ، وفي رواية الكشميهني‏:‏ ‏"‏ قول وعمل ‏"‏ وهو اللفظ الوارد عن السلف الذين أطلقوا ذلك، ووهم ابن التين فظن أن قوله وهو إلى آخره مرفوع لما رآه معطوفا، وليس ذلك مراد المصنف، وإن كان ذلك ورد بإسناد ضعيف‏.‏
والكلام هنا في مقامين‏:‏ أحدهما‏:‏ كونه قولا وعملا، والثاني‏:‏ كونه يزيد وينقص‏.‏
فأما القول‏:‏ فالمراد به النطق بالشهادتين، وأما العمل‏:‏ فالمراد به ما هو أعم من عمل القلب والجوارح، ليدخل الاعتقاد والعبادات‏.‏
ومراد من أدخل ذلك في تعريف الإيمان ومن نفاه إنما هو بالنظر إلى ما عند الله تعالى، فالسلف قالوا‏:‏ هو اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان‏.‏
وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله‏.‏
ومن هنا نشأ ثم القول بالزيادة والنقص كما سيأتي‏.‏
والمرجئة قالوا‏:‏ هو اعتقاد ونطق فقط‏.‏
والكرامية قالوا‏:‏ هو نطق فقط‏.‏
والمعتزلة قالوا‏:‏ هو العمل والنطق والاعتقاد‏.‏
والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطا في صحته‏.‏
والسلف جعلوها شرطا في كماله‏.‏
وهذا كله كما قلنا بالنظر إلى ما عند الله تعالى‏.‏
أما بالنظر إلى ما عندنا فالإيمان هو الإقرار فقط، فمن أقر أجريت عليه الأحكام في الدنيا، ولم يحكم عليه بكفر إلا إن اقترن به فعل يدل على كفره كالسجود للصنم، فإن كان الفعل لا يدل على الكفر كالفسق فمن أطلق عليه الإيمان فبالنظر إلى إقراره، ومن نفي عنه الإيمان فبالنظر إلى كماله، ومن أطلق عليه الكفر فبالنظر إلى أنه فعل فعل الكافر، ومن نفاه عنه فبالنظر إلى حقيقته‏.‏
وأثبتت المعتزلة الواسطة فقالوا‏:‏ الفاسق لا مؤمن ولا كافر‏.‏
وأما المقام الثاني فذهب السلف إلى أن الإيمان يزيد وينقص‏.‏
وأنكر ذلك أكثر المتكلمين وقالوا متى قبل ذلك كان شكا‏.‏
قال الشيخ محيي الدين‏:‏ والأظهر المختار أن التصديق يزيد وينقص بكثرة النظر ووضوح الأدلة، ولهذا كان إيمان الصديق أقوى من إيمان غيره بحيث لا يعتريه الشبهة‏.‏
ويؤيده أن كل أحد يعلم أن ما في قلبه يتفاضل، حتى إنه يكون في بعض الأحيان الإيمان أعظم يقينا وإخلاصا وتوكلا منه في بعضها، وكذلك في التصديق والمعرفة بحسب ظهور البراهين وكثرتها‏.‏ ‏(‏1/47‏)‏
وقد نقل محمد بن نصر المروزي في كتابه ‏"‏ تعظيم قدر الصلاة ‏"‏ عن جماعة من الأئمة نحو ذلك، وما نقل عن السلف صرح به عبد الرزاق في مصنفه عن سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وابن جريج ومعمر وغيرهم، وهؤلاء فقهاء الأمصار في عصرهم‏.‏
وكذا نقله أبو القاسم اللالكائي في ‏"‏ كتاب السنة ‏"‏ عن الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم من الأئمة، وروى بسنده الصحيح عن البخاري قال‏:‏ لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحدا منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص‏.‏
وأطنب ابن أبي حاتم واللالكائي في نقل ذلك، بالأسانيد عن جمع كثير من الصحابة والتابعين، وكل من يدور عليه الإجماع من الصحابة والتابعين‏.‏
وحكاه فضيل بن عياض ووكيع عن أهل السنة والجماعة‏.‏
وقال الحاكم في مناقب الشافعي‏:‏ حدثنا أبو العباس الأصم أخبرنا الربيع قال‏:‏ سمعت الشافعي يقول‏:‏ الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص‏.‏
وأخرجه أبو نعيم في ترجمة الشافعي من الحلية من وجه آخر عن الربيع وزاد‏:‏ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية‏.‏
ثم تلا‏:‏ ‏(‏ويزداد الذين آمنوا إيمانا‏)‏ الآية‏.‏
ثم شرع المصنف يستدل لذلك بآيات من القرآن مصرحة بالزيادة، وبثبوتها يثبت المقابل، فإن كل قابل للزيادة قابل للنقصان ضرورة‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏والحب في الله والبغض في الله من الإيمان‏)‏ هو لفظ حديث أخرجه أبو داود من حديث أبي أمامة ومن حديث أبي ذر ولفظه‏:‏ ‏"‏ أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله‏"‏‏.‏
ولفظ أبي أمامة‏:‏ ‏"‏ من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان‏"‏‏.‏
وللترمذي من حديث معاذ بن أنس نحو حديث أبي أمامة وزاد أحمد فيه‏:‏ ‏"‏ ونصح لله ‏"‏ وزاد في أخرى‏:‏ ‏"‏ ويعمل لسانه في ذكر الله ‏"‏ وله عن عمرو بن الجموح بلفظ‏:‏ ‏"‏ لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله ‏"‏ ولفظ البزار رفعه‏:‏ ‏"‏ أوثق عرا الإيمان الحب في الله والبغض في الله‏"‏‏.‏ وسيأتي عند المصنف‏:‏ ‏"‏ آية الإيمان حب الأنصار ‏"‏ واستدل بذلك على أن الإيمان يزيد وينقص، لأن الحب والبغض يتفاوتان‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي‏)‏ أي‏:‏ ابن عميرة الكندي، وهو تابعي من أولاد الصحابة، وكان عامل عمر بن عبد العزيز على الجزيرة فلذلك كتب إليه، والتعليق المذكور وصله أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الإيمان لهما من طريق عيس بن عاصم قال‏:‏ حدثني عدي بن عدي قال‏:‏ كتب إلي عمر بن عبد العزيز ‏"‏ أما بعد فإن للإيمان فرائض وشرائع ‏"‏ الخ‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏إن للإيمان فرائض‏)‏ كذا ثبت في معظم الروايات باللام، وفرائض بالنصب على أنها اسم إن‏.‏
وفي رواية ابن عساكر‏:‏ ‏"‏ فإن الإيمان فرائض ‏"‏ على أن الإيمان اسم إن وفرائض خبرها، وبالأول جاء الموصول الذي أشرنا إليه‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فرائض‏)‏ أي‏:‏ أعمالا مفروضة، ‏(‏وشرائع‏)‏ أي‏:‏ عقائد دينية ‏(‏وحدودا‏)‏ أي‏:‏ منهيات ممنوعة، ‏(‏وسننا‏)‏ أي‏:‏ مندوبات‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فإن أعش فسأبينها‏)‏ أي‏:‏ أبين تفاريعها لا أصولها، لأن أصولها كانت معلومة لهم جملة، على تجويز تأخير البيان عن وقت الخطاب إذ الحاجة هنا لم تتحقق‏.‏
والغرض من هذا الأثر أن عمر بن عبد العزيز كان ممن يقول بأن الإيمان يزيد وينقص حيث قال‏:‏ استدل ولم يستدل‏.‏
قال الكرماني‏:‏ وهذا على إحدى الروايتين، وأما على الرواية الأخرى فقد يمنع ذلك لأنه جعل الإيمان غير الفرائض‏.‏
قلت‏:‏ لكن آخر كلامه يشعر بذلك وهو قوله‏:‏ ‏"‏ فمن استكملها ‏"‏ أي‏:‏ الفرائض وما معها ‏"‏ فقد استكمل الإيمان‏"‏‏.‏
وبهذا تتفق الروايتان‏.‏
فالمراد أنها من المكملات، لأن الشارع أطلق على مكملات الإيمان إيمانا‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏وقال إبراهيم عليه السلام‏:‏ ولكن ليطمئن قلبي‏)‏ أشار إلى تفسير سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما لهذه الآية، فروى ابن جرير بسنده الصحيح إلى سعيد قال‏:‏ قوله‏:‏ ‏(‏ليطمئن قلبي‏)‏ أي‏:‏ يزداد يقيني‏.‏
وعن مجاهد قال‏:‏ لأزداد إيمانا إلى إيماني، وإذا ثبت ذلك عن إبراهيم -عليه السلام - مع أن نبينا -صلى الله عليه وسلم -قد أمر باتباع ملته - كان كأنه ثبت عن نبينا -صلى الله عليه وسلم -ذلك‏.‏ ‏(‏1/48‏)‏‏.‏
وإنما فصل المصنف بين هذه الآية وبين الآيات التي قبلها، لأن الدليل يؤخذ من تلك بالنص ومن هذه بالإشارة‏.‏
والله أعلم‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس