عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2012, 04:22 PM   #12
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: فتح كتاب فتح البارى على شرح البخارى للاحافظ ابن حجر العسقلانى رضى الله عنه


قوله‏:‏ ‏(‏ثم دعا‏)‏ أي‏:‏ من وكل ذلك إليه، ولهذا عدى إلى الكتاب بالباء‏.‏
والله أعلم‏.‏ ‏(‏1/38‏)‏
قوله‏:‏ ‏(‏دحية‏)‏ بكسر الدال، وحكى فتحها لغتان، ويقال إنه الرئيس بلغة أهل اليمن، وهو ابن خليفة الكلبي، صحابي جليل كان أحسن الناس وجها، وأسلم قديما، وبعثه النبي -صلى الله عليه وسلم - في آخر سنة ست بعد أن رجع من الحديبية بكتابه إلى هرقل، وكان وصوله إلى هرقل في المحرم سنة سبع، قاله الواقدي‏.‏
ووقع في تاريخ خليفة أن إرسال الكتاب إلى هرقل كان سنة خمس، والأول أثبت، بل هذا غلط لتصريح أبي سفيان بأن ذلك كان في مدة الهدنة، والهدنة كانت في آخر سنة ست اتفاقا، ومات دحية في خلافة معاوية‏.‏
وبصري بضم أوله والقصر مدينة بين المدينة ودمشق، وقيل هي حوران، وعظيمها هو الحارث بن أبي شمر الغساني‏.‏
وفي الصحابة لابن السكن أنه أرسل بكتاب النبي -صلى الله عليه وسلم -إلى هرقل مع عدي بن حاتم، وكان عدي إذ ذاك نصرانيا، فوصل به هو ودحية معا، وكانت وفاة الحارث المذكور عام الفتح‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏من محمد‏)‏ فيه أن السنة أن يبدأ الكتاب بنفسه، وهو قول الجمهور، بل حكى فيه النحاس إجماع الصحابة‏.‏
والحق إثبات الخلاف‏.‏
وفيه أن ‏"‏ من ‏"‏ التي لابتداء الغاية تأتي من غير الزمان والمكان كذا قاله أبو حيان، والظاهر أنها هنا أيضا لم تخرج عن ذلك، لكن بارتكاب مجاز‏.‏
زاد في حديث دحية‏:‏ وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس‏.‏
وفيه‏:‏ لما قرأ الكتاب سخر فقال‏:‏ لا تقرأه، إنه بدأ بنفسه‏.‏
فقال قيصر‏:‏ لتقرأنه‏.‏
فقرأه‏.‏
وقد ذكر البزار في مسنده عن دحية الكلبي أنه هو ناول الكتاب لقيصر، ولفظه ‏"‏ بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم -بكتابه إلى قيصر فأعطيته الكتاب‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏عظيم الروم‏)‏ فيه عدول عن ذكره بالملك أو الإمرة، لأنه معزول بحكم الإسلام، لكنه لم يخله من إكرام لمصلحة التألف‏.‏
وفي حديث دحية أن ابن أخي قيصر أنكر أيضا كونه لم يقل ملك الروم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏سلام على من اتبع الهدى‏)‏ في رواية المصنف في الاستئذان ‏"‏ السلام ‏"‏ بالتعريف‏.‏
وقد ذكرت في قصة موسى وهارون مع فرعون‏.‏
وظاهر السياق يدل على أنه من جملة ما أمرا به أن يقولاه‏.‏
فإن قيل‏:‏ كيف يبدأ الكافر بالسلام‏؟‏ فالجواب أن المفسرين قالوا‏:‏ ليس المراد من هذا التحية، إنما معناه سلم من عذاب الله من أسلم‏.‏
ولهذا جاء بعده أن العذاب على من كذب وتولى‏.‏
وكذا جاء في بقية هذا الكتاب ‏"‏ فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين‏"‏‏.‏
فمحصل الجواب أنه لم يبدأ الكافر بالسلام قصدا وإن كان اللفظ يشعر به، لكنه لم يدخل في المراد لأنه ليس ممن اتبع الهدى فلم يسلم عليه‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏أما بعد‏)‏ في قوله ‏"‏ أما ‏"‏ معنى الشرط، وتستعمل لتفصيل ما يذكر بعدها غالبا، وقد ترد مستأنفة لا لتفصيل كالتي هنا، وللتفصيل والتقرير‏.‏
وقال الكرماني‏:‏ هي هنا للتفصيل وتقديره‏:‏ أما الابتداء فهو اسم الله، وأما المكتوب فهو من محمد رسول الله الخ، كذا قال‏.‏
ولفظة ‏"‏ بعد ‏"‏ مبنية على الضم، وكان الأصل أن تفتح لو استمرت على الإضافة، لكنها قطعت عن الإضافة فبنيت على الضم، وسيأتي مزيد في الكلام عليها في كتاب الجمعة‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏بدعاية الإسلام‏)‏ بكسر الدال، من قولك دعا يدعو دعاية نحو شكا يشكو شكاية‏.‏
ولمسلم‏:‏ ‏"‏ بداعية الإسلام ‏"‏ أي‏:‏ بالكلمة الداعية إلى الإسلام، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والباء موضع إلى‏.‏
وقوله‏:‏ ‏"‏ أسلم تسلم ‏"‏ غاية في البلاغ، وفيه نوع من البديع وهو الجناس الاشتقاقي‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏يؤتك‏)‏ جواب ثان للأمر‏.‏
وفي الجهاد للمؤلف ‏"‏ أسلم أسلم يؤتك ‏"‏ بتكرار أسلم، فيحتمل التأكيد، ويحتمل أن يكون الأمر الأول للدخول في الإسلام والثاني للدوام عليه كما في قوله تعالى‏:‏ ‏(‏يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله‏)‏ الآية‏.‏
وهو موافق لقوله تعالى‏:‏ ‏(‏أولئك يؤتون أجرهم مرتين‏)‏ الآية‏.‏
وإعطاؤه الأجر مرتين لكونه كان مؤمنا بنبيه ثم آمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، ويحتمل أن يكون تضعيف الأجر له من جهة إسلامه ومن جهة أن إسلامه يكون سببا لدخول أتباعه‏.‏
وسيأتي التصريح بذلك في موضعه من حديث الشعبي من كتاب العلم إن شاء الله تعالى‏.‏
واستنبط منه شيخنا شيخ الإسلام أن كل من دان بدين أهل الكتاب كان في حكمهم في المناكحة والذبائح، لأن هرقل هو وقومه ليسوا من بني إسرائيل، وهم ممن دخل في النصرانية بعد التبديل‏.‏
وقد قال له ولقومه‏:‏ ‏(‏يا أهل الكتاب‏)‏ فدل على أن لهم حكم أهل الكتاب ‏(‏1/39‏)‏
خلافا لمن خص ذلك بالإسرائيليين أو بمن علم أن سلفه ممن دخل في اليهودية أو النصرانية قبل التبديل‏.‏
والله أعلم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فإن توليت‏)‏ أي‏:‏ أعرضت عن الإجابة إلى الدخول في الإسلام‏.‏
وحقيقة التولي إنما هو بالوجه، ثم استعمل مجازا في الإعراض عن الشيء، وهي استعارة تبعية‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏الأريسيين‏)‏ هو جمع أريسي، وهو منسوب إلى أريس بوزن فعيل، وقد تقلب همزته ياء كما جاءت به رواية أبي ذر والأصيلي وغيرهما هنا، قال ابن سيده‏:‏ الأريس الأكار، أي‏:‏ الفلاح عند ثعلب، وعند كراع‏:‏ الأريس هو الأمير‏.‏
وقال الجوهري‏:‏ هي لغة شامية، وأنكر ابن فارس أن تكون عربية، وقيل في تفسيره غير ذلك لكن هذا هو الصحيح هنا، فقد جاء مصرحا به في رواية ابن إسحاق عن الزهري بلفظ ‏"‏ فإن عليك إثم الأكارين ‏"‏ زاد البرقاني في روايته‏:‏ يعني الحراثين، ويؤيده أيضا ما في رواية المدائني من طريق مرسلة ‏"‏ فإن عليك إثم الفلاحين‏"‏، وكذا عند أبي عبيد في كتاب الأموال من مرسل عبد الله بن شداد ‏"‏ وإن لم تدخل في الإسلام فلا تحل بين الفلاحين وبين الإسلام ‏"‏ قال أبو عبيدة‏:‏ المراد بالفلاحين أهل مملكته، لأن كل من كان يزرع فهو عند العرب فلاح، سواء كان يلي ذلك بنفسه أو بغيره‏.‏
قال الخطابي‏:‏ أراد أن عليك إثم الضعفاء والأتباع إذا لم يسلموا تقليدا له، لأن الأصاغر أتباع الأكابر‏.‏
قلت‏:‏ وفي الكلام حذف دل المعنى عليه وهو‏:‏ فإن عليك مع إثمك إثم الأريسيين، لأنه إذا كان عليه إثم الأتباع بسبب أنهم تبعوه على استمرار الكفر فلأن يكون عليه إثم نفسه أولى، وهذا يعد من مفهوم الموافقة، ولا يعارض بقوله تعالى‏:‏ ‏(‏ولا تزر وازرة وزر أخرى‏)‏ لأن وزر الآثم لا يتحمله غيره، ولكن الفاعل المتسبب والمتلبس بالسيئات يتحمل من جهتين جهة فعله وجهة تسببه‏.‏
وقد ورد تفسير الأريسيين بمعنى آخر، فقال الليث بن سعد عن يونس فيما رواه الطبراني في الكبير من طريقه‏:‏ الأريسيون العشارون يعني أهل المكس‏.‏
والأول أظهر‏.‏
وهذا إن صح أنه المراد، فالمعنى المبالغة في الإثم، ففي الصحيح في المرأة التي اعترفت بالزنا ‏"‏ لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت‏"‏‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ويا أهل الكتاب الخ‏)‏ هكذا وقع بإثبات الواو في أوله، وذكر القاضي عياض أن الواو ساقطة من رواية الأصيلي وأبي ذر، وعلى ثبوتها فهي داخلة على مقدر معطوف على قوله‏:‏ ‏"‏ أدعوك‏"‏، فالتقدير‏:‏ أدعوك بدعاية الإسلام، وأقول لك ولأتباعك امتثالا لقول الله تعالى‏:‏ ‏(‏يا أهل الكتاب‏)‏ ‏.‏
ويحتمل أن تكون من كلام أبي سفيان لأنه لم يحفظ جميع ألفاظ الكتاب، فاستحضر منها أول الكتاب فذكره، وكذا الآية‏.‏
وكأنه قال فيه‏:‏ كان فيه كذا وكان فيه يا أهل الكتاب‏.‏
فالواو من كلامه لا من نفس الكتاب، وقيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم -كتب ذلك قبل نزول الآية فوافق لفظه لفظها لما نزلت، والسبب في هذا أن هذه الآية نزلت في قصة وفد نجران، وكانت قصتهم سنة الوفود سنة تسع، وقصة سفيان كانت قبل ذلك سنة ست، وسيأتي ذلك واضحا في المغازي، وقيل‏:‏ بل نزلت سابقة في أوائل الهجرة، وإليه يومئ كلام ابن إسحاق‏.‏
وقيل‏:‏ نزلت في اليهود‏.‏
وجوز بعضهم نزولها مرتين، وهو بعيد‏.‏
‏(‏فائدة‏)‏ ‏:‏ قيل في هذا دليل على جواز قراءة الجنب للآية أو الآيتين، وبإرسال بعض القرآن إلى أرض العدو وكذا بالسفر به‏.‏
وأغرب ابن بطال فادعى أن ذلك نسخ بالنهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو ويحتاج إلى إثبات التاريخ بذلك‏.‏
ويحتمل أن يقال‏:‏ إن المراد بالقرآن في حديث النهي عن السفر به أي المصحف، وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه‏.‏
وأما الجنب فيحتمل أن يقال إذا لم يقصد التلاوة جاز، على أن في الاستدلال بذلك من هذه القصة نظرا، فإنها واقعة عين لا عموم فيها، فيقيد الجواز على ما إذا وقع احتياج إلى ذلك كالإبلاغ والإنذار كما في هذه القصة، وأما الجواز مطلقا حيث لا ضرورة فلا يتجه، وسيأتي مزيدا لذلك في كتاب الطهارة إن شاء الله تعالى‏.‏
وقد اشتملت هذه الجمل القليلة التي تضمنها هذا الكتاب على الأمر بقوله‏:‏ ‏"‏ أسلم ‏"‏ والترغيب بقوله‏:‏ ‏"‏ تسلم ويؤتك ‏"‏ والزجر بقوله‏:‏ ‏"‏ فإن توليت‏"‏
‏(‏1/ 40‏)‏
والترهيب بقوله‏:‏ ‏"‏ فإن عليك ‏"‏ والدلالة بقوله‏:‏ ‏"‏ يا أهل الكتاب ‏"‏ وفي ذلك من البلاغة ما لا يخفى، وكيف لا وهو كلام من أوتي جوامع الكلم -صلى الله عليه وسلم-‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فلما قال ما قال‏)‏ يحتمل أن يشير بذلك إلى الأسئلة والأجوبة، ويحتمل أن يشير بذلك إلى القصة التي ذكرها ابن الناطور بعد، والضمائر كلها تعود على هرقل‏.‏
والصخب‏:‏ اللغط، وهو اختلاط الأصوات في المخاصمة، زاد في الجهاد‏:‏ فلا أدري ما قالوا‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فقلت لأصحابي‏)‏ زاد في الجهاد‏:‏ حين خلوت بهم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏أمر‏)‏ هو بفتح الهمزة وكسر الميم أي‏:‏ عظم، وسيأتي في تفسير سبحان‏.‏
وابن أبي كبشة أراد به النبي -صلى الله عليه وسلم -لأن أبا كبشة أحد أجداده، وعادة العرب إذا انتقصت نسبت إلى جد غامض، قال أبو الحسن النسابة الجرجاني‏:‏ هو جد وهب جد النبي -صلى الله عليه وسلم -لأمه‏.‏
وهذا فيه نظر، لأن وهبا جد النبي -صلى الله عليه وسلم -اسم أمه عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال، ولم يقل أحد من أهل النسب إن الأوقص يكنى أبا كبشة‏.‏
وقيل‏:‏ هو جد عبد المطلب لأمه، وفيه نظر أيضا لأن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد الخزرجي، ولم يقل أحد من أهل النسب إن عمرو بن زيد يكنى أبا كبشة‏.‏
ولكن ذكر ابن حبيب في المجتبي جماعة من أجداد النبي -صلى الله عليه وسلم -من قبل أبيه ومن قبل أمه كل واحد منهم يكنى أبا كبشة، وقيل هو أبوه من الرضاعة واسمه الحارث بن عبد العزي، قاله أبو الفتح الأزدي وابن ماكولا، وذكر يونس ابن بكير عن ابن إسحاق عن أبيه عن رجال من قومه أنه أسلم وكانت له بنت تسمى كبشة يكنى بها‏.‏
وقال ابن قتيبة والخطابي والدارقطني‏:‏ هو رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الأوثان فعبد الشعري فنسبوه إليه للاشتراك في مطلق المخالفة، وكذا قاله الزبير، قال‏:‏ واسمه وجز بن عامر بن غالب‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏إنه يخافه‏)‏ هو بكسر الهمزة استئنافا تعليليا لا بفتحها ولثبوت اللام في ‏"‏ ليخافه ‏"‏ في رواية أخرى‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ملك بني الأصفر‏)‏ هم الروم، ويقال إن جدهم روم بن عيص تزوج بنت ملك الحبشة فجاء لون ولده بين البياض والسواد فقيل له الأصفر، حكاه ابن الأنباري‏.‏
وقال ابن هشام في التيجان‏:‏ إنما لقب الأصفر لأن جدته سارة زوج إبراهيم حلته بالذهب‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏فما زلت موقنا‏)‏ زاد في حديث عبد الله بن شداد عن أبي سفيان ‏"‏ فما زلت مرعوبا من محمد حتى أسلمت ‏"‏ أخرجه الطبراني‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس