|
Re: (50) قرأت لك
نظرة الاسلام الى جمع المال :
· المال : هو عصب الحياة , ووسيلة لتبادل المنافع بين الناس
· حب المال : فطر الانسان على حب المال يقول تعالى : (( ويحبون المال حبا جما . ))
· نظرة الاسلام للمال : تقوم نظرة الاسلام للمال على أن المالك الحقيقى له هو الله : (( ولله ملك السكوات والأرض . )) وان ملكية الانس للمال ملكية مجازية , تتيح له التصرف فى حدود معينة , وأن المال الذى يملكه انّما هو مستخلف فيه , وأمين عليه , وأمانة لديه , ومنحة من الخالق للمخلوق , لا بد من المحافظة عليه وانفاقه منه : (( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه . )).... والاستخلاف معناه أن صاحب المال وكيل عن الله فيه, ولا بد للوكيل أن يتصرف فى الحدود التى رسمها له موكله , وقد حرم الاسلام استقلال المال فى الشهوات , أو فيما يؤدى الى ضرر المجتمع , مثل : الغش , والربا , والاعتداء على حقوق الآخرين .
· الطرق المشروعة للكسب الحلال :
المال الحلال هو ما جمعه الانسان نتيجة جهده فى الحياة , وسعيه واتقانه لعمله , ومراقبته لله , وقد أدى منه ذكاته , وراعى حق المجتمع فيه .
· المال الحرام :
هو ما يكسبه الانسان بوسائل متعددة , وطرق ملتوية , مثل : الربا – الرشوة –انقاص الكيل – الاحتكار – السرقة .
· الوالى والمال الحرام :
أباح الاسلام لولى الأمر أن يصادر كل مال جمع بطرق غير مشروعة حرصا على أمن المجتمع وسلامته , يقول صلى الله عليه وسلم : " بئس العبد المحتكر ,ان سمع برخص ساء , وان سمع بغلاء فرح . "
ملاحظة : ( يتم ذلك فى اطار العدالة الحقة , أى اثبات الجريمة عن طريق محاكمة عادلة , بعيدا عن عمليات التسلط , والقهر , والالتجاء للتلفيق , والاتهامات الباطلة بقرض الانتقام وغيره , وهذه كلها من أعمال الجاهلية المناهضة والمخالفة لحقيقة الاسلام )
· الرأسمالية والمال :
المال هنا ينظر اليه على أنه : " غاية " أو هو الغاية من الحياة , وهو قوام البشرية , وبقدر ما يملك الانسان من مال يكون درجة احترام الناس وتقديرهم له , دون اعتبار الى كونه جمع بوسائل غير مشروعة : " الغاية تبرر الوسيلة . " وأصبح هذا الوضع مرتعا للأمراض الاجتماعية , وساعد , ودفع دفعا عل انتشارها مثل : " الرشوة – السرقة – القمار – الربا , ... الى غير ذلك من الرزائل التى تمارس بدافع جمع المال لتحقيق " الغاية "
· علم النفس الفرويدى :
كشف الدكتور صبرى جرجس الذى عاش أكثر من خمسين عاما داعيا لعلم النفس الفرويدى , أنه وجد أن نصوص هذا العلم مأخوذة تماما من " التلمود " ومن فكر يهود , لتهديم البشرية , ولقد كان هذا المنهج مقدمة لتقنين الاباحية فى الفكر الغربى , باعتبار أن الجنس عملية بيلوجية , لا علاقة لها " بالأخلاق " وأن الدين مسألة شخصية لا علاقة له بواقع " الحب "
( من مقال للاستاذ / أنور الجندى 11/7/1986 ) يواصل الكاتب أعلاه :
لا ريب أن طرح مفاهيم المذاهب الاجتماعية الغربية واستمرار بثها عن طريق الصحافة , والكتاب , والاذاعة , والقصص والمسرحيات والأفلام السينمائية , من أخطر المحاولات التى ترمى الى جعلها مسلمات فى نظر الشباب المسلم , وعلى الأخص هولاء الذين لم يحصلوا بعد على ثقافة اسلامية كاملة وأصيلة ,
والهدف من ذلك هو : " نفى القداسة عن الدين " ونفى الثبات عن الأخلاق , والتشكيك فى قيمها , ولهذا أثره الواضح فى المجتمع , ذلك الأثر الهدام للمسئولية الفردية , والالتزام الأخلاقى , وهو ما قدمته فلسفات :
( داروين , ونيتشة , وماركس , وسارتر , وفرويد , ودوركائم .)
· الأفكار القاتلة :
يقول مالك بن نبى : " ان هناك حركة تأريخية ينبقى ألا تغيب عن نواظرنا , والاّ غابت جواهر الأشياء فلم تر فيها غير الظواهر , هذه الحركة لا تبدأ بالاستعمار , بل " بالقابلية له " لأنها هى التى تدعوه . "........... يواصل :
ان مجتمعنا الاسلامى بدلا من أن يرقب مسيرة الحضارة المعاصرة التى بدأت منعطفا جديدا يوشك أن يوقع بها – (اذا هى استمرت عبره غير ممسكة بقيمها الروحية ) – بدلا من أن يرقب مسيرتها بروح " المنهج " كى يدرك الاسباب والمسببات , اذا به وهو فى عالم ثقافى مشحون بلأفكار الميتة التى فقدت فعاليتها , يستعين بأفكار بدأت تقتل مجتمعها الذى ولدت فيه , وتهدد بسقوطه كما تنبأ : " سبنجلر " لأن الرأسمالية , والماركسية , والفكر التقدمى , انما هو تعبير عن اختلال فى وحدة العلاقة الاجتماعية بين سائر أفراد المجتمع , تلك الوحدة التى تكفلت بها بواكير الحضارة المسيحية , بنت العصر " الكارولنجى " فأورثت روح التعاون , وكانت مسئولة عن انبثاق عصر النهضة والعصر الصناعى وما تبعهما من اضطراد رأسمالى وتطور شيوعى .
يرى هذا المفكر الاسلامى الكبير :
ان هذه الأفكار القاتلة فى موطنها , ستصبح أشد قدرة على القتل فى مجتمعنا حينما نستوردها دون الجزور التى لا تستطيع حملها , والتى احتوت على مضادات السميات التى كانت تخفف من شدّت ضررها فى موطنها الأصلى .
ومن هنا فان بناء ثقافتنا وفق النموزج الذى يأتلف مع تأريخنا , وأصالتنا , فى اطار نظرة تحليلية تسبر المشكلات بعقل المؤمن الكيس الفطن , هو الطريق للخروج من أزمتنا الراهنة .
ان دورنا فى الثلث الأخير من هذا القرن ( أى القرن العشرون ) أن ندرك ادراكا بعيدا أزمت عصرنا الحديث هذا الذى أصبحت الانسانية رهينة آلته , وأصبح الفكر والثقافة انعكاسا لأزمته القاتلة , وأضحى المسلم فى عالم اقتصاد ه طاقة استهلاكية , وغدت ثروته نهبا لتقلبات النقد العالمى , وان دورنا من هذا الجانب لا يتعلق باللحاق به فى اطار التكنولوجيا , فان اتساع خطاها قد جعل سبقه فيها من المحال , فالانسانية تتطلب اطارا ثقافيا يتجاوز حدود الرقعة الحضارية الغربية الى الانسانية جمعاء , وان هذه مهمة : " الاسلام " الذى نظر الى الانسانية والحياة نظرة فيها القداسة والتكريم , ذلك التكريم الذى يستمد أساسه من الاتقان " المطلق " لكل ما خلق الله , وصنع : (( صنع الله الذى أتقن كل شىء . ))... والاتفاق الذى لا يبخس الناس اشياءهم : (( ولا تبخسوا الناس أشياءهم . )) فاذا كان الأوروبى اليوم بدأ يشعر بأزمته , وأزمة ثقافته , فان المسلم لا يستطيع أن يمارس دوره الأساسى فى تبليغ الاسلام , الاّ اذا مارس دوره الأساسى فى الارتفاع الى مستوى الحضارة , فالاسلام كحقيقة صادقة , وصحيحة , لا يمكن تبليغها عبر كتاب نكتبه , بل عبر نموزج حى يبصره أولئك الذين نخاطبهم بلغة الاسلام , فالعالم اليوم يتفاعل بالحدث , أكثر مما يستجيب لمنطق الأفكار .
ولما كان لا يمكن لمجتمع أن يبنى ثقافة من غير مثل أعلى يكون هو المسوغ لكل تحرك , فانه حينما يفقد المجتمع مسوغاته سيقع فى وهدة العبث , والضياع , والهيبية , والمخدرات , مما ىيعانيه المجتمع الصناعى اليوم , ..... والاسلام فى هذا الاطار يشكل قاعدة من القواعد النفسية , والتأريخية التى تؤهل مجتمعنا كيما يدخل التأريخ , وبالتالى فان الفكر الاسلامى يلزم باجراء تصفية تحدد مسار خطته , ووسائل فى دفع المجتمع حتى يستعيد مصيره , وحينئذ ستنسحب من قاموسنا السياسى كلمة : " استعمار "..... فالاستعمار ما جاءنا الاّ نتيجة لمرض أصابنا انه :
( القابلية للاستعمار . ) ................ ونواصل :
|