باب ما جاء في نصيحة المسلمين:
66- ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو همام الدلال، ثنا هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين ولعامتهم».
67- ثنا أحمد بن النضر العسكري، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، ثنا روح بن عبد الواحد، ثنا خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون نصحة بعضهم لبعض يوادون وإن تفرقت ديارهم، والمنافقون غششة بعضهم لبعض وإن اجتمعت ديارهم».
68- ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثني أبي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن غالب القطان قال: قال بكر بن عبد الله المزني: لو انتهيت إلى هذا المسجد، وهو غاص بأهله فسئلت عن خيرهم، لقلت لسائلي: أتعرف أنصحهم له، فإن عرفه، قلت: إنه خيرهم، وعرفت أن أغشهم لهم شرهم ولكني أخاف على خيرهم وأرجو لشرهم، هكذا السنة.
69- ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، عن حسين المعلم، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
70- ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا ابن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان؟ فقال: «إن أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله» قال: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: «وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تقول خيرا أو تصمت».

.باب فضل سلامة الصدر وقلة الغل للمسلمين:
71- ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا سلمة بن رجاء، عن صالح المري، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال، ولكن يدخلوها برحمة الله، وسخاوة النفس، وسلامة الصدر، والرحمة لجميع المسلمين».
72- ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، ثنا عبد الرزاق (ح) أنا معمر، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة» قال: فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه في يده الشمال فسلم فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت فقال: نعم قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره من يقوم الليل شيئا غير أنه إذا تعار وانقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم إلى صلاة الفجر قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الثلاث وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلعت الثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك، فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت قال: فانصرفت عنه، فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أحمل في نفسي على أحد من المسلمين غشا، ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغتك، وهي التي لا نطيق.
73- ثنا أبو حصين القاضي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى القتات، عن إياس بن معاوية بن قرة قال: كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدورا، وأقلهم غيبة.
74- ثنا إبراهيم بن هشام البغوي، ثنا الصلت بن مسعود الجحدري قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: سمعت ابن تليق يقول: قيل لكعب الحبر: ما نائم مغفور له وقائم مشكور له؟ فقال: رجل قام من الليل فدعا لأخيه بظهر الغيب وهو نائم، فغفر الله للنائم بدعاء القائم وشكر للقائم نصيحته للنائم.