.باب فضل كظم الغيظ:
50- ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا ابن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينتقم دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين أيتهن شاء».
51- ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبي علي بن عاصم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تجرع عبد جرعة أفضل من جرعة غيظ كظمها ابتغاء مرضاة الله عز وجل».
52- ثنا عبدان، ثنا إبراهيم بن المستمر، ثنا شعيب بن بيان الصفار، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم: مر بقوم يصطرعون، فقال: «ما هذا؟»، فقالوا: يا رسول الله فلان الصريع لا ينتدب له أحد إلا صرعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجل ظلمه رجل فكظم غيظه فغلبه، وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحبه».
53- ثنا عبدان، ثنا إبراهيم، ثنا شعيب، ثنا عمران، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم» قالوا: ومن هو أبو ضمضم؟ قال: «رجل كان إذا أصبح يقول: اللهم إني قد وهبت نفسي وعرضي، فلا يشتم من شتمه، ولا يظلم من ظلمه، ولا يضرب من ضربه».
54- ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الغني بن سعيد الثقفي، ثنا موسى بن عبد الرحمن الصغاني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس: في قوله {والكاظمين الغيظ} : يريد الرجل يتناولك بلسانه وأنت تقدر أن ترد عليه فتكظم غيظك عنه، فلا ترد عليه شيئا.

.باب فضل العفو عن الناس:
55- ثنا أحمد بن عمرو القطواني، ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف الجوباري، ثنا الفضل بن يسار، عن غالب القطان، عن الحسن، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وقف العباد للحساب ينادي مناد: ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة، ثم ينادي الثانية: ليقم من أجره على الله، فيقال: ومن ذا الذي أجره على الله، فيقول: العافون عن الناس، فقام كذا وكذا فدخلوها بغير حساب».
56- ثنا أحمد بن عبد الوهاب، ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عقبة بن عامر قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي وقال: «يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟» قلت: نعم قال: «تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك».
57- ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا حجاج بن نصير، ثنا أبو أمية، عن إسحاق بن يحيى الأنصاري، عن عبادة بن الصامت، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يشرف له البنيان، وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه، وليعط من حرمه، وليصل من قطعه».
58- ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا إبراهيم بن حميد الطويل، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا سخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح.
59- ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر (ح) وحدثنا عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، عن معمر، والنعمان بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط، إلا أن يضرب بها في سبيل الله، وما انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله فينتقم لله، وما سئل شيئا قط فمنعه إلا أن يكون مأثما فإنه كان أبعد الناس منه، وما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما.
60- ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال نادما عثرته أقاله الله عز وجل عثرته يوم القيامة».
61- ثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا أبو بكر بن نافع، مولى ابن عمر قال: سمعت أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، يقول: سمعت عمرة بنت عبد الرحمن تقول: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم ما لم تبلغ حدا».
62- ثنا فضيل بن محمد الملطي، ثنا موسى بن داود الضبي، ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجافوا عن عقوبة ذي المروءة، وهو ذو الصلاح».
63- ثنا يحيى بن أيوب المصري، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال قط، ولا زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، ولا تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل».
64- ثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، عن مروان بن جناح قال: من كان عفوه قريبا ممن أساء إليه فذاك الذي تقوم به الدنيا.
65- ثنا محمد بن عبدة المصيصي، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا محمد بن مهاجر، عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: طوبى لعبد يوف الحق حيث لا يعرفه الناس، يعرفه الله رضوانه، وذلك في زمان لا ينجو فيه إلا كل عبد نومة، قلوبهم مصابيح الدجى، يفتح الله لهم أبواب الجنة، وينجيهم من كل غبراء مظلمة.