عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2012, 01:43 PM   #3
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المصنفة للامام محمد ابن جعفر الحسنى


تعريف علم الحديث
‏(‏ص 3‏)‏ واعلم أن علم الحديث لدى من يقول‏:‏ إنه أعم من السنة، هو‏:‏ العلم المشتمل على نقل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى صحابي أو إلى من دونه من الأقوال والأفعال، والتقارير والأحوال، والسير والأيام، حتى الحركات والسكنات في اليقظة والمنام، وأسانيد ذلك وروايته وضبطه وتحرير ألفاظه وشرح معانيه‏.‏
وقد كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين لا يكتبون الحديث، ولكنهم يؤدونه لفظا ويأخذونه حفظا إلا كتاب الصدقة، وشيئا يسيرا يقف عليه الباحث بعد الاستقصاء، حتى خيف عليه الدروس وأسرع في العلماء الموت‏.‏
فكتب ‏(‏عمر بن عبد العزيز‏)‏ إلى عامله على المدينة ‏(‏أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري‏)‏ التابعي‏:‏ انظر ما كان عندك، أي‏:‏ في بلدك من سنة أو حديث فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم وليفشوا العلم وليجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا‏.‏
فتوفي ‏(‏عمر بن عبد العزيز‏)‏ قبل أن يبعث إليه ‏(‏أبو بكر‏)‏ بما كتبه، وكان ‏(‏عمر‏)‏ قد كتب بمثل ذلك أيضًا إلى أهل الآفاق، وأمرهم بالنظر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمعه‏.‏
وأول من دونه بأمره، وذلك على رأس المائة الأولى‏:‏ ‏(‏أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني‏)‏، ففي ‏(‏الحلية‏)‏ عن ‏(‏سليمان بن داود‏)‏ قال‏:‏ أول من دون العلم ‏(‏ابن شهاب‏)‏‏.‏
وعن ‏(‏ابن شهاب‏)‏ قال‏:‏ لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني، ثم كثر بعد ذلك التدوين ثم التصنيف، وحصل بذلك خير كثير، فلله الحمد‏.‏
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة التصنيف في الحديث
‏(‏ص 4‏)‏ وأول من صنف في الصحيح المجرد على ما قاله غير واحد‏:‏ الإمام ‏(‏أبو عبد الله البخاري‏)‏، وكانت الكتب قبله مجموعة ممزوجا فيها الصحيح وغيره، ولا يرد على هذا ‏(‏موطأ مالك‏)‏، فإنها قبل ‏(‏البخاري‏)‏، وهي مخصوصة بالصحيح أيضًا، لأن ‏(‏مالكا‏)‏ أدخل فيها المرسل، والمنقطع، والبلاغات‏.‏ وليست من الصحيح على رأي جماعة، خصوصا المتأخرين‏.‏
ولا يقال أن ‏(‏صحيح الإمام البخاري‏)‏ كذلك أيضًا، لأنا نقول ما في ‏(‏الموطأ‏)‏ هو كذلك مسموع ‏(‏لمالك‏)‏ غالبا، وهو حجة عنده، وعند من يقلده، وما في ‏(‏البخاري‏)‏ حَذف إسناده عمدا‏.‏
إما لقصد التخفيف‏:‏ إن كان ذكره في موضع آخر، وإما لقصد التنويع‏:‏ إن كان على غير شرطه، ليخرجه عن موضوع كتابه‏.‏ وإنما يذكر ما يذكر من ذلك تنبيها، واستشهادا، واستئناسا، وتفسيرا لبعض آيات، وغير ذلك فما فيه لا يخرجه عن كونه جرد فيه الصحيح، بخلاف ‏(‏الموطأ‏)‏ كذا ذكر ‏(‏الحافظ‏)‏ ومن تبعه‏.‏
وقال ‏(‏السيوطي‏)‏‏:‏ ما في كتاب ‏(‏مالك‏)‏ من المراسيل فإنها مع كونها حجة عنده، وعند من وافقه من الأئمة من الاحتجاج بالمرسل، هي أيضًا حجة عندنا، لأن المرسل عندنا حجة إذا اعتضد، وما من مرسل في ‏(‏الموطأ‏)‏ إلا وله عاضد، أو عواضد، فالصحيح إطلاق أن ‏(‏الموطأ‏)‏ صحيح لا يستثنى منه شيء‏.‏ انظر حاشيته على ‏(‏الموطأ‏)‏‏.‏
وقال الشيخ ‏(‏صالح الفلاني‏)‏ في بعض طرره على ‏(‏ألفيه السيوطي‏)‏ في المصطلح بعد نقله لكلام ‏(‏ابن حجر‏)‏ الذي تقدم بعضه ملخصا ما نصه‏:‏
قلت‏:‏ وفيما قاله ‏(‏الحافظ‏)‏ من الفرق بين بلاغات ‏(‏الموطأ‏)‏ ‏(‏ومعلقات البخاري‏)‏ نظر، فلو أمعن النظر في ‏(‏الموطأ‏)‏ كما أمعن النظر في ‏(‏البخاري‏)‏ لعلم أنه لا فرق بينهما، وما ذكره من أن ‏(‏مالكًا‏)‏ سمعها كذلك غير مُسَلَّم، لأنه يذكر بلاغا في رواية يحيى مثلا، أو مرسلا، فيرويه ‏(‏ص 5‏)‏ غيره عن ‏(‏مالك‏)‏ موصولا مسندا‏.‏
وما ذكر من كون مراسيل ‏(‏الموطأ‏)‏ حجة عند ‏(‏مالك‏)‏ ومن تبعه، دون غيرهم، مردود بأنها حجة عند ‏(‏الشافعي‏)‏ وأهل الحديث، لاعتضادها كلها بمسند كما ذكره ‏(‏ابن عبد البر‏)‏ ‏(‏والسيوطي‏)‏ وغيرهما‏.‏
وما ذكره ‏(‏العراقي‏)‏‏:‏ أن من بلاغاته ما لا يعرف مردود، بأن ‏(‏ابن عبد البر‏)‏ ذكر‏:‏ أن جميع بلاغاته ومراسيله ومنقطعاته كلها موصولة بطرق صحاح، إلا أربعة، وقد وصل ‏(‏ابن الصلاح‏)‏ الأربعة بتأليف مستقل، وهو عندي وعليه خطه‏.‏
فظهر بهذا أنه لا فرق بين ‏(‏الموطأ‏)‏ ‏(‏والبخاري‏)‏‏.‏
صح أن مالكًا أول من صنف في الحديث
وصح أن ‏(‏مالكا‏)‏ أول من صنف في الصحيح، كما ذكره ‏(‏ابن العربي‏)‏ وغيره، فافهم اه‏.‏ من خطه بواسطة بعض العلماء‏.‏

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس