يقول سيدى ابومدين الغوث رضي الله عنه
تملَّكتموا عقلي وطرفِي ومسمَعي ::وَرُوحِي وأحشائِي وَكلي بأجمَعي
وتيّهتُمونِي فِي بديع جَمالِكُم ::وَلَم أدر فِي مَجرَ الهَوَى أَينَ مَوضعي
وأوصَيتُمونِي لا أبوح بسرِّكُم ::فباحَ بِما أُخفِي تفيضُ أدمعي
ولَمَّا فَنَى صبري وقلَّ تَجلُّدي ::وفارَقَنِي نَومِي وحُرِّمَت مضجعي
أتَيت لِقاضي الحُبِّ قُلتُ أحبِّتِي ::جَفَونِي وقَالُوا أنت فِي الحُبِّ مدَّعي
وعندي شهودٌ للصَبابةِ والأسا::يزكُّونَ دعوايَ إذا جئتُ أدَّعي
سُهادي وَوَجدي واكتئابِي ولوعتِي ::وشوقي وسقمي واصفراري وأدمعي
ومن عجبٍ أَنِّي أَحنُّ إِلَيهِم ::واسأل شوقاً عنهم وهمُ معي
وتبكيهُم عينِي وهم فِي سوادِها::ويشكو النَّوى نبِي وهم بين أضلُعي
فَإِن طَلبونِي فِي حُقوقِ هَواهُم ::فإنِّي فَقِيرٌ لا عليَّ ولا معي
وَإِن سجنونِي فِي سجونِ جفاهُم ::دخَلتُ عليهم بالشفيعِ المُشَفَّع