عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2012, 04:53 PM   #8
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب اسرار ترتيب القران الكريم للامام السيوطى رضى الله عنه


سورة عم
أقول‏:‏ وجه اتصالها بما قبلها‏:‏ تناسبها معها في الجمل ففي تلك‏:‏ ‏{‏أَلم نهلك الأَولين ثم نتبعهم الآخرين‏}‏ ‏{‏أَلم نخلقكم مِن ماءٍ مَهين‏}‏ ‏{‏أَلم نجعَل الأَرض كفاتا‏}‏ إلى آخره وفي عم‏:‏ ‏{‏أَلم نجعَل الأَرضَ مِهاداً‏}‏ إلى آخره فذلك نظير تناسب جمل‏:‏ ألم نشرح والضحى بقوله في الضحى‏:‏ ‏{‏أَلَم يجِدكَ يَتيماً فآوى‏}‏ إلى آخره وقوله‏:‏ ‏{‏أَلم نشرح لكَ صدرك‏}‏ مع اشتراك هذه السورة والأربع قبلها في الاشتمال على وصف الجنة والنار ما عدا المدثر في الاشتمال على وصف يوم القيامة وأهواله وعلى ذكر بدء الخلق وإقامة الدليل على البعث وأيضاً في سورة المرسلات‏:‏ ‏{‏لأي يوم أُجلت ليوم الفصل وما أدراكَ ما يوم الفصل‏}‏ وفي هذه السورة‏:‏ ‏{‏إِن يوم الفصل كان ميقاتا يوم يُنفخ في الصور فتأَتون أَفواجاً‏}‏ إِلى آخره فكأن هذه السورة شرح يوم الفصل المجمل ذكره في السورة التي قبلها

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سورة عبس
أقول‏:‏ وجه وضعها عقب النازعات مع تآخيهما في المقطع لقوله هناك‏:‏ ‏{‏فإِذا جاءتِ الطامة‏}‏ وقوله هنا‏:‏ ‏{‏فإِذا جاءت الصاخة‏}‏ وهما من أسماء يوم القيامة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة سورة التكوير
أقول‏:‏ لما ذكر في عبس‏:‏ ‏{‏فإِذا جاءت الصاخة يومَ يفِرُ المرءُ مِن أَخيه‏}‏ ذكر يوم القيامة كأنه رأى عين وفي الحديث‏:‏ ‏(‏من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ‏:‏ ‏{‏إِذا الشمسُ كُوِرت‏}‏ و ‏{‏إِذا السماءُ انفطرت‏}‏ و ‏{‏إِذا السماءُ انشَقَت‏}‏‏)‏‏.‏

سورة الانفطار
أقول‏:‏ قد عرف مما ذكرت وجه وضعها هنا مع زيادة تآخيهما في المقطع

سورة المطففين
أقول‏:‏ الفصل بهذه السورة بين الانفطار والانشقاق التي هي نظيرتها من خمسة أوجه‏:‏ الافتتاح ب ‏{‏إِذا السماءُ‏}‏ والتخلص ب ‏{‏يا أَيُها الإِنسانُ‏}‏ وشرح حال يوم القيامة ولهذا ضمت بالحديث السابقن والتناسب في المقدار وكونها مكية وهذه السورة مدنية ومفتتحها ومخلصها غير مالها لنكتة ألهمنيها الله وذلك أن السور الأربع لما كانت في صفة حال يوم القيامة ذكرت على ترتيب ما يقع فيه فغالب ما وقع في التكوير وجميع ما وقع في الانفطار وقع في صدر يوم القيامة ثم بعد ذلك يكون الموقف الطويل ومقاساة العرق والأهوال فذكره في هذه السورة بقوله‏:‏ ‏{‏يومَ يقومُ النّاسُ لِربِ العالمين‏}‏ ولهذا ورد في الحديث‏:‏ ‏{‏يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه‏}‏ ثم بعد ذلك تحصل الشفاعة العظمى فتنشر الكتب فأخذ باليمن وأخذ بالشمال وأخذ من وراء الظهر ثم بعد ذلك يقع الحساب هكذا وردت بهذا الترتيب الأحاديث فناسب تأخير سورة الانشقاق التي فيها إتيان الكتب والحساب عن السورة التي قبلها والتي فيها ذكر الموقف عن التي فيها مبادئ يوم القيامة ووجه آخر وهو‏:‏ أنه جل جلاله لما قال في الانفطار‏:‏ ‏{‏وإِنَّ عليكُم لحافظين كِراماً كاتبين‏}‏ وذلك في الدنيا ذكر في هذه السورة حال ما يكتبه الحافظان وهو‏:‏ كتاب مرقوم جعل في عليين أو في سجين وذلك أيضاً في الدنيا لكنه عقَّب بالكتابه إِما في يومه أو بعد الموت في البرزخ كما في الآثار فهذه حالة ثانية في الكتاب ذكرت في السورة الثانية وله حالة ثالثة متأخرة فيها وهي أخذ صاحبه باليمين أو غيرها وذلك يوم القيامة فناسب تأخير السورة التي فيها ذلك عن السورة التي فيها الحالة الثانية وهي الانشقاق فلله الحمد على ما من بالفهم لأسرار كتابه ثم رأيت الإمام فخر الدين قال في سورة المطففين أيضاً‏:‏ اتصال أولها بآخر ما قبلها ظاهر لأنه تعالى بين هناك أن يوم القيامة من صفته‏:‏ ‏{‏لا تملِكُ نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأَمرُ يومئذٍ لِلَه‏}‏ وذلك يقتضى تهديداً عظيماً للعصاة فلهذا أتبعه بقوله‏:‏ ‏{‏ويلُ للمُطَفِفين‏}‏

سورة الانشقاق
قد استوفى الكلام فيها في سورة المطففين سورة البروج والطارق أقول‏:‏ هما متآخيتان فقرنتا وقدمت الأولى لطولها وذكرا بعد الانشقاق للمؤاخاة في الافتتاح بذكر السماء ولهذا ورد في الحديث ذكر السموات مراداً بها السور الأربع كما قيل‏:‏ المسبحات

سورة الأعلى
أقول‏:‏ في سورة الطارق ذكر خلق النبات والإنسان في قوله‏:‏ ‏{‏والأَرض ذات الصدع‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فلينظُرُ الإِنسانُ مِمَّ خُلِق‏}‏ إلى ‏{‏إِنَّهُ عَلى رجعهِ لقادر‏}‏ وذكره في هذه السورة في قوله‏:‏ ‏{‏خَلقَ فسوى‏}‏ وقوله في النبات‏:‏ ‏{‏والَذي أَخرج المَرعى فجعَلهُ غُثاءً أَحوى‏}‏ وقصة النبات في هذه السورة أبسط كما أن قصة الإنسان هناك أبسط نعم ما في هذه السورة أعم من جهة شموله للإنسان وسائر المخلوقات

سورة الغاشية
أقول‏:‏ لما أشار سبحانه في سورة الأعلى بقوله‏:‏ ‏{‏سَيَذكَّرُ مَن يَخشى ويَتَجنَبُها الأَشقى الذي يَصلى النارَ الكُبرى‏}‏ إِلى قوله‏:‏ ‏{‏والآخرةُ خيرٌ وأَبقى‏}‏ إلى المؤمن والكافر والنار والجنة إجمالا فصل ذلك في هذه السورة فبسط صفة النار والجنة مستندة إلى أهل كل منهما على نمط ما هنالك ولذا قال هنا‏:‏ ‏{‏عامِلةٌ ناصِبة‏}‏ في مقابل‏:‏ ‏{‏الأَشقى‏}‏ هناك وقال هنا ‏{‏تَصلى ناراً حامية‏}‏ إلى‏:‏ ‏{‏لا يُسمِنُ ولا يُغني مِن جوع‏}‏ في مقابلة‏:‏ ‏{‏يَصلى النارَ الكُبرى‏}‏ هناك ولما قال هناك في الآخرة‏:‏ ‏{‏خيرٌ وأَبقى‏}‏ بسط هنا صفة الجنة أكثر من صفة النار تحقيقاً لمعنى الخيرية

سورة الفجر
أقول‏:‏ لم يظهر لي من وجه ارتباطها سوى أن أولها كالإقسام على صحة ما ختم به السورة التي قبلها من قوله جل جلاله‏:‏ ‏{‏إِنَّ إِلينا إِيابَهُم ثُمَ إِنَّ عَلينا حِسابَهُم‏}‏ وعلى ما تضمنه من الوعد والوعيد كما أن أول الذاريات قسم على تحقيق ما في ‏{‏ق‏}‏ وأول المرسلات قسم على تحقيق ما في ‏{‏عم‏}‏ هذا مع أن جملة ‏{‏أَلَم تَرى كيفَ فَعَلَ رَبُكَ‏}‏ هنا مشابهة لجملة ‏{‏أَفلا ينظرون‏}‏ هناك

سورة البلد
أقول‏:‏ وجه اتصالها بما قبلها أنه لما ذم فيها من أحب المال وأكثر التراث ولم يحض على طعام المسكين ذكر في هذه السورة الخصال التي تطلب من صاحب المال من فك الرقبة والإطعام في يوم ذي مسغبة سورة الشمس والليل والضحى أقول‏:‏ هذه الثلاثة حسنة التناسق جداً لما في مطالعها من المناسبة لما بين الشمس والليل والضحى من الملابسة ومنها سورة الفجر لكن فصلت بسورة البلد لنكتة أهم كما فصل بين الانفطار والانشقاق وبين المسبحات لأن مراعاة التناسب بالأسماء والفواتح وترتيب النزول إنما يكون حيث لا يعارضها ما هو أقوى وآكد في المناسبة ثم إن سورة الشمس ظاهرة الاتصال بسورة البلد فإنه سبحانه لما ختمها بذكر أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة أراد الفريقين في سورة الشمس على سبيل الفذلكة فقوله في الشمس ‏{‏قَد أَفلحَ مَن زكاها‏}‏ هم أصحاب الميمنة في سورة البلد وقوله‏:‏ ‏{‏وقد خابَ من دساها‏}‏ في الشمس هم أصحاب المشأمة في سورة البلد فكانت هذه السورة فذلكة تفصيل تلك السورة‏:‏ ولهذا قال الإمام‏:‏ المقصود من هذه السورة الترغيب في الطاعات والتحذير من المعاصي ونزيد في سورة الليل‏:‏ أنها تفصيل إجمال سورة الشمس فقوله ‏{‏فأَمّا مَن أَعطى واتقى‏}‏ وما بعدها تفصيل ‏{‏قَد أَفلحَ مَن زكاها‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وأَما مَن بَخِلَ واستغنى‏}‏ تفصيل قوله ‏{‏وقَد خابَ مَن دساها‏}‏ ونزيد في سورة الضحى‏:‏ أنها متصلة بسورة الليل من وجهين فإن فيها ‏{‏وإِنَّ لنا للآخرةُ والأُولى‏}‏ وفي الضحى‏:‏ ‏{‏وللآخرةُ خيرٌ لكَ مِنَ الأُولى‏}‏ وفي الليل ‏{‏ولسوفَ يَرضى‏}‏ وفي الضحى ‏{‏ولسوفَ يُعطيكَ ربُكَ فترضى‏}‏ ولما كانت سورة الضحى نازلة في شأنه صلى الله عليه وسلم افتتحت بالضحى الذي هو نور ولما كانت

سورة الليل
سورة أبي بكر يعني‏:‏ ما عدا قصة البخيل وكانت سورة الضحى سورة محمد عقب بها ولم يجعل بينهما واسطة ليعلم ألا واسطة بين محمد وأبي بكر أقول‏:‏ هي شديدة الاتصال بسورة الضحى لتناسبهما في الجمل ولهذا ذهب بعض السلف إلى أنهما سورة واحدة بلا بسملة بينهما قال الإمام‏:‏ والذي دعاهم إلى ذلك هو‏:‏ أن قوله‏:‏ ‏{‏أَلم نشرح‏}‏ كالعطف على‏:‏ ‏{‏أَلم يجِدكَ يتيماً فآوى‏}‏ في الضحى قلت‏:‏ وفي حديث الإسراء أن الله تعالى قال‏:‏ ‏{‏يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويت وضالاً فهديت وعائلاً فأغنيت وشرحت لك صدرك وحططت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت‏}‏ الحديث أخرجه ابن أبي حاتم وفي هذا أو في دليل على اتصال السورتين معنى

سورة التين
أقول‏:‏ لما تقدم في سورة الشمس‏:‏ ‏{‏ونَفسٍ وما سواها‏}‏ فصل في هذه السورة بقوله‏:‏ ‏{‏لَقد خلقنا الإِنسانَ في أَحسنِ تقويم ثم رددناه أسفل سافلين‏}‏ إلى آخره وأخرت هذه السورة لتقدم ما هو أنسب بالتقديم من السور الثلاث واتصالها بسورة البلد لقوله‏:‏ ‏{‏وهَذا البلدِ الأَمين‏}‏ وأخرت لتقدم ما هو أولى بالمناسبة مع سورة الفجر لطيفة‏:‏ نقل الشيخ تاج الدين بن عطاء الله السكندرى في لطائف المنن عن الشيخ أبي العباس المرسي قال قرأت مرة‏:‏ ‏{‏والتينِ والزيتونِ‏}‏ إلى أن انتهيت إلى قوله‏:‏ ‏{‏لقَد خلقنا الإِنسانَ في أَحسنِ تقويم ثُم رددناهُ أَسفلَ سافلين‏}‏ ففكرت في معنى هذه الآية فألهمني الله أن معناها‏:‏ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم روحاً وعقلاً ثم رددناه أسفل سافلين نفساً وهوى قلت‏:‏ فظهر من هذه المناسبة وضعها بعد ‏{‏أَلم نشرح‏}‏ فإن تلك أخبر فيها عن شرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم وذلك يستدعي كمال عقله وروحه فكلاهما في القلب الذي محله الصدر وعن خلاصه من الوزر الذي ينشأ من النفس والهوى وهو معصوم منهما وعن رفع الذكر حيث نزه مقامه عن كل موِهم فلما كانت هذه السورة في هذا العلم الفرد من الإنسان أعقبها بسورة مشتملة على بقية الأناسى وذكر ما خامرهم في متابعة النفس والهوى

سورة العلق
أقول‏:‏ لما تقدم في سورة التين بيان خلق الإنسان في أحسن تقويم بين هنا أنه تعالى‏:‏ ‏{‏خَلقَ الإِنسانَ مِن عَلق‏}‏ وذلك ظاهر الاتصال فالأول بيان العلة الصورية وهذا بيان العلة المادية

سورة القدر
قال الخطابي‏:‏ لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على القرآن ووضعوا سورة القدر عقب العلق استدلوا بذلك على أن المراد بهاء الكناية في قوله‏:‏ ‏{‏إِنّا أَنزلناهُ في ليلةِ القدر‏}‏ الإشارة إلى قوله ‏{‏اقرأ‏}‏ قال القاضي أبو بكر بن العربي وهذا بديع جداً سورة لم يكن أقول‏:‏ هذه السورة واقعة موقع العلة لما قبلها كأنه لما قال سبحانه‏:‏ ‏{‏إِنّا أَنزلناهُ‏}‏ قيل‏:‏ لم أنزل فقيل لأنه لم يكن الذين كفروا منفكين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة وهو رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة وذلك هو المنزل وقد ثبتت الأحاديث بأنه كان في هذه السورة قرآن نُسخ رسمه وهو‏:‏ إنا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ولو أن لابن آدم واديا لابتغى إليه الثاني ولو أن له الثاني لابتغى إليه الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وبذلك تشتد المناسبة بين هذه السورة وبين ما قبلها حيث ذكر هناك إنزال القرآن وهنا إنزال المال وتكون السورتان تعليلاً لما تضمنته سورة اقرأ لأن أولها ذكر العلم وفي أثنائها ذكر المال فكأنه قيل‏:‏ إنا لم ننزل المال للطغيان والاستطالة والفخر بل ليستعان به على تقوانا وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة

سورة الزلزلة
أقول‏:‏ لما ذكر في آخر ‏{‏لم يكُن‏}‏ أن جزاء الكافرين جهنم وجزاء المؤمنين جنات فكأنه قيل‏:‏ متى يكون ذلك فقيل‏:‏ ‏{‏إِذا زُلزِلَت الأَرضُ زِلزالها‏}‏ أي حين تكون زلزلة الأرض إلى آخره هكذا ظهر لي ثم لما راجعت تفسير الإمام الرازي ورأيته ذكر نحوه حمدت الله كثيراً وعبارته‏:‏ ذكروا في مناسبة هذه السورة لما قبلها وجوها منها‏:‏ أنه تعالى لما قال‏:‏ ‏{‏جَزاؤهُم عِندَ رَبِهِم جناتُ عدنٍ‏}‏ فكأن المكلف قال‏:‏ ومتى يكون ذلك يا رب فقال‏:‏ ‏{‏إِذا زُلزِلَت الأَرض‏}‏ ومنها‏:‏ أنه لما ذكر فيها وعيد الكافرين ووعد المؤمنين أراد أن يزيد في وعيد الكافرين فقال‏:‏ ‏{‏إِذا زُلزِلَت الأَرض‏}‏ ونظيره‏:‏ ‏{‏يومَ تبيضُ وجوهٌ وتسودُ وجوه‏}‏ ثم ذكر ما للطائفتين فقال‏:‏ ‏{‏فأَما الذينَ اسودت وجوهَهُم‏}‏ إلى آخره ثم جمع بينهما هنا في آخره السورة بذكر الذي يعمل الخير والشر انتهى

سورة العاديات
أقول‏:‏ لا يخفى ما بين قوله في الزلزلة‏:‏ ‏{‏وأَخرَجتِ الأَرضُ أَثقالها‏}‏ وقوله في هذه السورة‏:‏ ‏{‏إِذا بُعثرَ ما في القبور‏}‏ من المناسبة والعلاقة

سورة القارعة
قال الإمام‏:‏ لما ختم الله سبحانه السورة السابقة بقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّ ربَهُم بِهِم يَومئذٍ لخَبير‏}‏ فكأنه قيل‏:‏ وما ذاك قال‏:‏ هي القارعة قال‏:‏ وتقديره‏:‏ ستأتيك القارعة على ما أخبرت عنه بقوله‏:‏ ‏{‏إِذا بُعثِرَ ما في القبور‏}‏

سورة التكاثر
أقول‏:‏ هذه السورة واقعة موقع العلة لخاتمة ما قبلها كأنه لما قال هناك‏:‏ ‏{‏فأُمهُ هاوية‏}‏ قيل‏:‏ لم ذلك فقال‏:‏ لأنكم ‏{‏أَلهاكُم التكاثُر‏}‏ فاشتغلتم بدنياكم وملأنم موازينكم بالحطام فخفت موازينكم بالآثام

سورة العصر
ولهذا عقبها بسورة العصر المشتملة على أن الإنسان في خُسر بيان لخسارة تجارة الدنيا وربح تجارة الآخرة ولهذا عقبها بسورة الهمزة المتوعد فيها من جمع مالاً وعدّده يحسب أن ماله أخلده فانظر إلى تلاحم هذه السور الأربع وحست اتساقها ظهر لي في وجه اتصالها بعد الفكرة‏:‏ أنه تعالى لما ذكر حال الهمزة اللمزة الذي جمع مالاً وعدده وتعزز بماله وتقوى عقب ذلك بذكر قصة أصحاب الفيل الذين كانوا أشد منهم قوة وأكثر أموالاً وعتوا وقد جعل كيدهم في تضليل وأهلكهم بأصغر الطير وأضعفه وجعلهم كعصف مأكول ولم يغن عنهم مالهم ولا عزهم ولا شوكتهم ولا فيلهم شيئاً فمن كان قصارى تعزُّزه وتقوِّيه بالمال وهَمز الناس بلسانه أقرب إلى الهلاك وأدنى إلى الذلة والمهانة سورة قريش هي شديدة الاتصال بما قبلها لتعلق الجار والمجرور في أولها بالفعل في آخر تلك ولهذا كانتا في مصحف أبي سورة واحدة

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس