[حسن الخليفه احمد]

ثم لما صحبه برهة من الزمان دله على شيخ ارشاده درة صدفة الاكوان من مكث كما اخبرنى الاستاذ فى القطبية مما ينوف عن الثلاثين عاما ونال من درجاتها اعلاها وشاهدناه فى السطح فيالها من منقبة . قال الاستاذ الله رضى الله عنه بسببه لما اجتمعت به قبلنى واقبل على وصار سلوكى على يده فمنه امددى فلازمت بابه وخدمته اربعة سنوات وليس قصدى بذلك الارضاء رب السموات وكان رضى الله عنه فى الصحبة على غاية الصدق فى الخدمة والقيام بالامور مع لزومه الحشمة لم تطرقه غفلة لحظة فى تلك الصحبة ولم تخلله رائحة فترة فيما ناله من المحبة . اخبرنا رضى الله عنه بامور تقتضى انه فى حياة استاذه فتح له فتحا جليلا فمن ذلك قال لى كنت مرة فى جنازة بعض الاخوان من تلامذة شيخنا كامل الاحسان فرايت النبى صلى الله عليه وسلم ثمت حاضرا ومعه بعض اهل الشان الفاخر فقلت : مناما ام عيانا؟ فقال: عيانا فيكفيك هذا الشان.. ولم يزل بحياة شيخه يرتقى المقامات العالية ويجتنى من معارفها قطوفا دانية وينال شيئا تضيق عن ذكره الطروس حتى اتت وفاة شيخه الكامل الناموس فكان وارث حاله وخليفته وجامع ماتفرق من اتباعه وعلومه وحقيقته فصار بعد انتقال الشيخ هو راسهم على الاطلاق با هو رئيس كل الاولياء باتفاق فتصدر باشارته للمريدين وصحبه اصحاب شيخنا سيدى عبد الوهاب التازى وصاروا له منقادين ومذعونين فظهر بالشريعة والحقيقة وبنا فى ديار المغرب معالم الطريقة واحيا السنة المحمدية مثل ماكان النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه اضمحلال هذا المنوال واربابه فلما ظهرصار يقبض ويرفع ويبسمل جهرا ويؤمن بخلاف ماعاش عليه المالكية دهرا ويعمل بالسنة سواء ان وافقت مذاهبهم او غيرها ولايراعى فى ذلك خاطرا ولاصاحبا وكل من تطاول لمنازعته من العلماء والسلاطين قصمه بصولته الالهية وجعل راسه فى الطين فخاف منه الفقراء والامراء واحبه اهل الحق القائمين به بلا امتراء وكان له القدم الر اسخ فى علوم القوم الذى لم تسمع الاذن مثله ويطرب القلوب نسجه وشكله فاق على الشيخ ابنالعربى فى الدقائق والعلوم وفاق على الحكيم الترمذى فيما اعطاه من سر القوم المرسوم فلو سمعت اذناك حميد كلامه فى الحقائق المرونقة او طرب فؤادك جلال كلامه فى الحضرة المدققة لقلت اقسم بالله وبشان الرسول ماعطى احد من الاولياء مثل هذا المشهد الذى هو فيه مجعول فنسال الله الذى وهبه ومنحه من خزائن فضله وبره اعطاه ذلك ونصبه ان ينيلنا قطرة من شرابه الم ينله اكابر العارفين وان يجعلنا من خواص خواصه بل من خواصه المقربين عبق اللهم ضؤيحه الانور..بمسك ختام رضوانك الاكبر