عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2012, 04:20 PM   #15
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب الحاوى فى الفتاوى للشيخ جلال الدين السيوطى رضى الله عنه


(خاتمة)

وجمع من العلماء لم تقو عندهم هذه المسالك فأبقوا حديثي مسلم
وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في كتابه المسمى مورد الصادي في مولد الهادي بعد إيراد الحديث المذكور منشدا لنفسه:
حبا الله النبي مزيد فضل * على فضل وكان به رؤوفا
فأحيا أمه وكذا أباه * لإيمان به فضلا لطيفا
فسلم فالقديم بذا قدير *

[ص 442]
ونحوهما على ظاهرهما من غير عدول عنها بدعوى نسخ ولا غيره ومع ذلك قالوا لا يجوز لأحد أن يذكر ذلك. قال السهيلي في الروض الأنف بعد إيراده حديث مسلم وليس لنا نحن أن نقول ذلك في أبويه صلى الله عليه وسلم لقوله "لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات" وقال تعالى (إن الذين يؤذون الله ورسوله) الآية. وسئل القاضي أبو بكر بن العربي أحد أئمة المالكية عن رجل قال أن أبا النبي صلى الله عليه وسلم في النار. فأجاب بأن من قال ذلك فهو ملعون لقوله تعالى (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة) قال ولا أذى أعظم من أن يقال عن أبيه إنه في النار. ومن العلماء من ذهب إلى قول خامس وهو الوقف، قال الشيخ تاج الدين الفاكهاني في كتابه الفجر المنير الله أعلم بحال أبويه.

وقال الباجي في شرح الموطأ قال بعض العلماء: أنه لا يجوز أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم بفعل مباح ولا غيره، وأما غيره من الناس فيجوز أن يؤذي بمباح وليس لنا المنع منه ولا يأثم فاعل المباح وأن وصل بذلك أذى إلى غيره قال ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم إذ أراد علي بن أبي طالب أن يتزوج ابنة أبي جهل إنما فاطمة بضعة مني وإني لا احرم ما أحل الله ولكن والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل أبدا فجعل حكمهما في ذلك أنه لا يجوز أن يؤذى بمباح واحتج على ذلك بقوله تعالى (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله) الآيتين فشرط على المؤمنين أن يؤذوا بغير ما اكتسبوا وأطلق الأذى في خاصة النبي صلى الله عليه وسلم من غير شرط انتهى.

واخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق يحيى بن عبد الملك بن أبي أغنية قال حدثنا نوفل بن الفرات وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز قال كان رجل من كتاب الشام مأمونا عندهم استعمل رجلا على كورة الشام وكان أبوه يزن بالمنانية فبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز فقال ما حملك على أن تستعمل رجلا على كورة من كور المسلمين كان أبوه يزن بالمنانية قال أصلح



[ص 443]
الله أمير المؤمنين وما على كان أبوه النبي صلى الله عليه وسلم مشركا فقال عمر آه ثم سكت ثم رفع رأسه فقال أأقطع لسانه أأقطع يده ورجله أأضرب عنقه ثم قال لا تلى لي شيئا ما بقيت. وقد سئلت أن أنظم في هذه المسالة أبياتا أختم بها هذا التأليف فقلت:

إن الذي بعث النبي محمد=أنجى به الثقلين مما يجحف
ولأمه وأبيه حكم شائع= أبداه أهل العلم فيما صنفوا
فجماعة أجروهما مجرى الذي=لم يأته خبر الدعاة المسعف
والحكم فيمن لم تجئه دعوة=أن لا عذاب عليه حكم يؤلف
فبذاك قال الشافعية كلهم=والأشعرية ما بهم متوقف
وبسورة الإسراء فيه حجة=وبنجو ذا في الذكر آى تعرف
ولبعض أهل الفقه في تعليله=معنى أرق من النسيم وألطف
ونحا الإمام الفخر رازي الورى=منحى به للسامعين تشنف
إذ هم على الفطر التي ولدوا ولم=يظهر عناد منهم وتخلف
قال الأولى ولدوا النبي المصطفى=كل على التوحيد إذ يتحنف
من آدم لأبيه عبد الله ما=فيهم أخو شرك ولا مستنكف
فالمشركون كما بسورة توبة=نجس وكلهم بطهر يوصف
وبسورة الشعراء فيه تقلب=في الساجدين فكلهم متحنف
هذا كلام الشيخ فخر الدين في=أسراره هطلت عليه الذرف
فجزاه رب العرش خير جزائه=وحباه جنات النعيم تزخرف
فلقد تدين في زمان الجاهلية=فرقة دين الهدى وتحنفوا
زيد بن عمر وابن نوفل هكذا=الصديق ما شرك عليه يعكف
قد فسر السبكي بذاك مقالة=للأشعري وما سواه مزيف
إذ لم تزل عين الرضا منه على=الصديق وهو بطول عمر أحنف
عادت عليه صحبة الهادي فما=في الجاهلية بالضلالة يقرف
فلأمه وأبوه أحرى سيما=ورأت من الآيات ما لا يوصف
وجماعة ذهبوا إلى إحيائه=أبويه حتى آمنا لا خوفوا
وروى ابن شاهين حديثا مسندا=في ذاك لكن الحديث مضعف
هذي مسالك لو تفرد بعضها=لكفى فكيف بها إذا تتألف
وبحسب من لا يرتضيها صمته=أدبا ولكن أين من هو منصف
صلى الآله على النبي محمد=ما جدد الدين الحنيف محنف


(حديث متعلق بهما )
قال البيهقي في شعب الإيمان أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز ثنا يحيى بن جعفر أنا زيد بن الحباب أنا يس بن معاذ ثنا عبد الله بن قريد عن طلق بن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أدركت والدي أو أحدهما وأنا في صلاة العشاء وقد قرأت فيها بفاتحة الكتاب تنادي يا محمد لأجبتها لبيك. قال البيهقي: يس بن معاذ ضعيف.

(فائدة)
قال الأزرقي في تاريخ مكة حدثنا محمد بن يحيى عن عبد العزيز بن عمران عن هشام بن عاصم الأسلمي قال لما خرجت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد فنزلوا بالأبواء قالت هند ابنة عتبة لأبي سفيان بن حرب لو بحثتم قبر آمنة أم محمد فإنه بالأبواء فإن اسر أحدكم افتديتم به كل إنسان بارب من أرابها فذكر ذلك أبو سفيان لقريش فقالت قريش لا تفتح علينا هذا الباب إذا تبحث بنو بكر موتانا.
(فائدة) من شعر عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم أورده الصلاح الصفدي في تذكرته:

لقد حكم السارون في كل بلدة * بأن لنا فضلا على سادة الأرض
وإن أبي ذو المجد والسؤدد الذي * يشار به ما بين نشر إلى خفض
وجدي وآباء له اثلوا العلا * قد يما بطيب العرق والحسب المحض

(فائدة)
قال الإمام موفق الدين بن قدامه الحنبلي في المقنع ومن قذف أم النبي صلى الله عليه وسلم قتل مسلما كان أو كافرا.

[ص 445]‏


تم بحمد الله وتوفيقه كتاب الحاوى فى الفتاوى للامام الاكبر العلامة الشيخ جلال الدين السيوطى رضى الله عنه نسالكم الدعاء

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس