- باب كيف كان كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وفيه (3) أحاديث
224- حدثنا حميد بن مسعدة البصري. حدثنا حميد الأسود عن أسامة بن زيد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يَسْرُدُ كسردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بَيِّن فصل، يحفظه من جلس إليه".
225- حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا أبو قتيبة (سلم بن قتيبة) عن عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس بن مالك قال:
"كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقل عنه".
226- حدثنا سفيان بن وكيع. حدثنا جُميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي قال: حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال:
"سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصّافاً، فقلت صف لي منطِقَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السَّكْت، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه (باسم الله تعالى)، ويتكلم بجوامع الكلم، كلامه فصل، لا فضولَ ولا تقصير، ليس بالجافي ولا المهين، يعظِّم النعمة وإن دقَّت لا يذمُّ منها شيئاً غير أنه لم يكن يذم ذَوَّاقاً ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها فإذا تُعُدِّي الحق لم يَقُم لغضبه شيء حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها، وضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جُلُّ ضحكه التبسم، يفترُّ عن مثل حَبِّ الغمام".
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
227- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا عباد بن العوام. أخبرنا الحجاج (وهو ابن أرطاة) عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:
"كان في ساق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حموشة، وكان لا يضحك إلا تبسماً، فكنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين وليس بأكحل".
228- حدثنا قتيبة بن سعيد. أخبرنا ابن لهيعة عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن الحرث بن جَزء رضي الله عنه أنه قال:
"ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)".
229- حدثنا أحمد بن خالد الخلال. حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحاني. حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحرث رضي الله عنه قال:
"ما كان ضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا تبسماً".
قال أبو عيسى هذا حديث غريب من حديث ليث بن سعد.
230- حدثنا أبو عمار (الحسين بن حريث). حدثنا وكيع. حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
"قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني لأعلم أول رجل يدخل الجنة وآخر رجل يخرج من النار. يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيقال: أعرضوا عليه صغار ذنوبه ويُخبأ عنه كبارها فيقال له عملت يوم كذا كذا وكذا، وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من كبارها، فيقال أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة، فيقول: إن لي ذنوباً لا أراها ههنا. قال أبو ذر: فلقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضحك حتى بدت نواجذه".
231- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا معاوية بن عمرو. حدثنا زائدة عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال:
"ما حجبني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك".
232- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا معاوية بن عمرو. حدثنا زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير قال:
"ما حجبني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا رآني منذ أسلمت إلا تبسم".
233- حدثنا هناد بن السري. حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
"قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني لأعرف آخر أهل النار خروجاً، رجل يخرج منها زحفاً فيقال له انطلق فادخل الجنة. قال: فيذهب ليدخل الجنة فيجد الناس قد أخذوا المنازل، فيرجع فيقول: يا رب قد أخذ الناس المنازل. فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول نعم. قال: فيقال له تمنَّ. قال: فيتمنى. فيقال له فإن لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا. قال: فيقول: تسخر بي وأنت الملك. قال فلقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضحك حتى بدت نواجذه".
234- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قال:
"شهدت علياً رضي الله عنه أتى بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله: فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله. ثم قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون). ثم قال: الحمد لله ثلاثاً. والله أكبر ثلاثاً. سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقلت له: من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صنع كما صنعت، ثم ضحك فقلت: من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟ قال: إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب أحد غيره".
235- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. حدثنا عبد الله بن عون عن محمد بن محمد بن الأسود عن عامر بن سعد قال:
"قال سعد لقد رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ضحك يوم الخندق حتى بدت نواجذه. قال: قلت كيف كان ضحكه قال: كان رجل معه تِرْس وكان سعد رامياً، وكان الرجل يقول: كذا وكذا بالترس يغطي جبهته. فنزع له سعد بسهم، فلما رفع رأسه رماه، فلم يخطئ هذه منه (يعني جبهته) وانقلب الرجل وشال برجله. فضحك النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى بدت نواجذه. قال: قلت من أي شيء ضحك قال: من فعله بالرجل".
36- باب ما جاء في صفة مزاح رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
236- حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا أبو أسامة عن شريك عن عاصم الأحول. عن أنس بن مالك:
"أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له: يا ذا الأذنين".
قال محمود قال أبو أسامة يعني يمازحه.
237- حدثنا هناد بن السري. حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي تياح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
"إن كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير: يا أبا عمير ما فعل النغير".
قال أبو عيسى: وفقه هذا الحديث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يمازح وفيه أنه كنى غلاماً صغيراً. فقال له يا أبا عمير. وفيه أنه لا بأس أن يعطى الصبي الطير ليلعب به وإنما قال له النبي (صلى الله عليه وسلم): يا أبا عمير، ما فعل النغير؟ لأنه كان له نغير يلعب به، فمات فحزن الغلام عليه فمازحه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا عمير ما فعل النغير؟
238- حدثنا عباس بن محمد الدوري. حدثنا علي بن الحسن بن شقيق. أنبأنا عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:
"قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا. قال: نعم. غير أني لا أقول إلا حقاً".
239- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا خالد بن عبد الله عن حميد عن أنس بن مالك:
"أن رجلاً استحمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: إني حاملك على ولد ناقة. فقال: يا رسول الله ما أصنع بولد الإبل؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): وهل تلد الناقة إلا النوق".
240- حدثنا إسحاق بن منصور. حدثنا عبد الرزاق. حدثنا معمر عن ثابت. عن أنس بن مالك:
"أن رجلاً من أهل البادية (كان اسمه زاهراً). وكان يَهدي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) هدية من البادية فيجهزه النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أراد أن يخرج. فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه، وكان (صلى الله عليه وسلم) يحبه، وكان رجلاً دميماً، فأتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره. فقال: من هذا؟ أرْسِلْنِي فالتفت، فعرف النبي (صلى الله عليه وسلم) فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي (صلى الله عليه وسلم) حين عرفه فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: من يشتري هذا العبد؟ فقال يا رسول الله إذن والله تجدني كاسداً. فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): لكن عند الله لست بكاسد. أو قال: أنت عند الله غالٍ".
241- حدثنا عبد بن حميد. حدثنا مصعب بن المقدام. حدثنا المبارك بن فضاله عن الحسن قال:
"أتت عجوز إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال يا أمَّ فلان! إن الجنة لا تدخلها عجوز. قال: فولت تبكي. فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول: (إنا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً عُرُباً أتراباً).
37- باب ما جاء في صفة كلام
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
242- حدثنا علي بن حجر. حدثنا شريك عن المقدام بن شُريح عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"قيل لها هل كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتمثل بشيء من الشعر قالت كان يتمثل بشعر ابن رواحة ويَتَمَثَّل بقوله ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوّدِ".
243- حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير. حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أصدق كلمةٍ قالها الشاعر كلمةُ لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطِلُ. وكان أمية بن أبي الصلت أن يسلم".
244- حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان البجلي قال:
"أصاب حجر إصبع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدمِيَتْ فقال:
هل أنت إلا إصبع دميتِ وفي سبيل الله ما لقيتِ".
حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس عن جندب بن عبد الله البجلي نحوه.
245- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا يحيى بن سعيد. حدثنا سفيان الثوري أنبأنا أبو إسحاق عن البراء بن عازب قال:
"قال له رجل أفررتم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا عُمارة. فقال لا والله ما وُلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن ولى سُرْعان الناس تلقتهم هوازن بالنبل ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بغلته وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب آخذ بلجامها ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
أنا النبي لا كذبُ أنا ابنُ عبد المطلب".
246- حدثنا إسحاق بن منصور. حدثنا عبد الرزاق حدثنا جعفر بن سليمان. حدثنا ثابت عن أنس
"أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل مكة في عمرة القضاء وابن رواحة ينشئ بين يديه وهو يقول:
خَلُّوا بني الكفار عَن سَبيله اليومَ نَضرِبْكم على تنزيلِه
ضَرْباً يُزِيلُ الهامَ عن مَقيله ويُذْهلُ الخليل عن خَليلِه
فقال له عمر: يا ابن رواحة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حرم الله تقول الشعر فقال (صلى الله عليه وسلم) خَلِّ عنه يا عمر فَلهي أسرعُ فيهم من نَضْح النَبْلِ".
247- حدثنا علي بن حجر. حدثنا شريك عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال:
"جالست النبي (صلى الله عليه وسلم) أكثر من مائة مرة وكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت وربما تبسم معهم".
248- حدثنا علي بن حجر. حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
"عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل".
249- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا مروان بن معاوية عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال:
"كنت رِدف النبي (صلى الله عليه وسلم) فأنشدته مائة قافية من قول أمية بن أبي الصلت الثقفي: كلما أنشدته بيتاً قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): هيه حتى أنشدته مائة يعني بيتاً. فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): أن كاد لَيُسلم".
250- حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري وعلي بن حجر (والمعنى واحد) قالا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
"كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يضع لحسان بن ثابت منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً يفاخر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو قال ينافح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويقول (صلى الله عليه وسلم): إن الله تعالى يؤيد حسان بروح القدس ما ينافح أو يفاخر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)".
حدثنا إسماعيل بن موسى وعلي بن حجر قالا: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها. عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
38- باب ما جاء في كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
251- حدثنا الحسن بن صباح البزار. حدثنا أبو النصر. حدثنا أبو عقيل الثقفي عبد الله بن عقيل عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت:
"حَدَّث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة نساءه حديثاً فقالت امرأة منهن: كأن الحديث حديث خرافة فقال أتدرون ما خرافة، إن خرافة كان رجلاً من عُذرة أسرته الجن في الجاهلية، فمكث فيهم دهراً ثم ردوه إلى الإنس، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب فقال الناس: حديث خرافة".
حديث أم زرع
252- حدثنا علي بن حجر. حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت:
"جلست إحدى عشر امرأة فتعاهَدْنَ وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً:
(فقالت الأولى): زوجي لحم جَملٍ غَثّ على رأس جبل وعر لا سهلٌ فيرتقى ولا سمينٌ فينتقل.
(قالت الثانية): زوجي لا أثير خبره، إني أخاف أن لا أذَرَهُ، إن أذكره أذكرْ عُجَره وبُجَره.
(قالت الثالثة): زوجي العَشَنّق، إن أنْطِقْ أُطلَّق وإن أسكت أُعَلَّق.
(قالت الرابعة): زوجي جَلَيْلِ تهامةَ لا حَرَّ ولا قَرَّ ولا مخافة ولا سآمة.
(قالت الخامسة): زوجي إن دخل فَهِدَ، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عَهِد.
(قالت السادسة): زوجي إن أكل لَف، وإن شَرِبَ اشْتَفَّ، وإن اضطجع التفَّ، ولا يولجُ الكفَّ لِيَعلمَ البَثَّ.
(قالت السابعة): زوجي عَياياءُ (أو غياياءُ)، طباقاء، كلُّ داء له داء، شَجَّكِ أو فَلَّكِ أو كُلالَكِ.
(قالت الثامنة): زوجي المسُّ مسُّ أرنب، والريح ريح زَرْنَبْ.
(قالت التاسعة): زوجي رفيعُ العماد، طويل النجاد، عظيمُ الرِّماد، قريبُ البيت من الناد".
(قالت العاشرة): زوجي مالكٌ، وما مالِك؟ مالكٌ خير من ذلك له إبل كثيراتُ المبارك، قليلات المسارح إذا سمعن صوت المِزْهَر أيقنَّ أنهنَّ هَوالك.
(قالت الحادية عشر): زوجي أبو زَرْع، وما أبو زَرْع؟ أناسَ من حُلي أذنَي، وملأ من شَحْمِ عَضُديَّ وبَجَحَني فبَجَحت إلى نفسي، وجدني في أهل غُنيمةٍ بَشَقٍ، فجعلني في أهل صَهيل وأَطيط ودائِسٍ ومُنَقّ فعنده أقولُ فلا أُقَبَّحُ، وأرقدُ فأتصبّح، وأشربُ فأتقَمَّحُ، أم أبي زرع فما أمُّ أبي زرع: عكومها رِداح، وبيتها فَسَاح، ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع: مضجعه كمسلِّ شَطْبة، وتُشْبِعُهُ ذِراعُ الجَفرَة، بنت أبي زرع: فما بنت أبي زرع طَوع أبيها وطَوع أمها، وملء كسائها، وغَيظ جاراتها، جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع: لا تَبثُّ حديثنا تبثيثاً، ولا تنقثُ ميرتنا تنقيثاً، ولا تَملأ بيتنا تعشيشاً. قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخَّض، فَلقي امرأةً معها ولدان لها. كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمَّانتين، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلاً سَريَّاً، رُكب شَرياً، وأخذ خَطيَّاً، وراح عليَّ نعماً ثرياً، وأعطاني من كل رائحةٍ زوجاً، وقال: كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعتُ كل شيء أعطانيه ما بَلَغ أصغر آنية أبي زرع.
قالت عائشة رضي الله عنها فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كنت لك كأبي زرع لأم زرع".
39- باب ما جاء في نوم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وفيه (6) أحاديث
253- حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن البراء بن عازب:
"أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا أخذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن وقال: رب قِني عذابك يوم تبعث عبادك".
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله مثله وقال يوم تجمع عبادك.
254- حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا عبد الرزاق. حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال:
"كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أوى إلى فراشه قال اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
255- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا المفضل بن فضالة عن عقيل: أراه عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:
"كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه وجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات".
256- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن كريب. عن ابن عباس:
"أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فأتاه بلال فآذنه بالصلاة فقام وصلى ولم يتوضأ".
وفي الحديث قصة.
257- حدثنا إسحاق بن منصور. حدثنا عفان. حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك:
"أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا. فَكَم مِمَّن لا كافي له ولا مؤْوي".
258- حدثنا الحسين بن محمد الحريري. حدثنا سليمان بن حرب. حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة:
"أن النبي (صلى الله عليه وسلم)كان إذا عَرّسَ بليل اضطجع على شِقِّه الأيمن، وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه".