[حسن الخليفه احمد]

وسماه محمدا وأكرم مثواه

عطر اللهم قبره الكريم ، بعرف شذي من صلاة وتسليم
( اللهم صلي وسلم وبارك عليه )
وظهر عند ولادته خوارق وغرائب غيبية إرهاصا لنبوته وإعلاما بأنه مختار الله تعالي ومجتباه فزيدت السماء حفظا ورد عنها المردة وذوو النفوس الشيطانية ورجمت نجوم النيران كل رجيم في حال مرقاه وتدلت إليه صلي الله عليه وسلم الأنجم الزهرية واستنارت بنورها وهاد الحرم ورباه وخرج معه صلي الله عليه وسلم نور أضاءت له قصور الشام القيصرية فرآها من ببطاح مكة داره ومغناه وانصدع إيوان كسري بالمدائن الكسروية الذي رفع أنوشروان سمكة وسواه وسقط أربع وعشر من شرفاته العلوية وكسر سرير الملك كسري لهول ما أصابه وعراه وخمدت النيران المعبودة بالممالك الفارسية لطلوع بدره المنير وإشراق محياه وغاضت بحيرة ساوة وكانت بين همذان وقم من البلاد العجمية وجفت إذ كف واكف موجها الثجاج ينابيع هاتيك المياه وفاض وادي سماوة وهي مفازة في فلاة وبرية لم يكن بها من قبل ما ينفع للظمان اللباه وكان مولده صلي الله عليه وسلم بالموضع المعروف بالعراص المكية والبلد الحرام الذي لا يعضد شجره ولا يختلي خلاه واختلف في عام ولادته صلي الله عليه وسلم وفي شهرها وفي يومها علي أقوال العلماء مروية والراجح أنها قبيل فجر يوم الإثنين ثاني عشر شهر ربيع الأول من عام الفيل الذي صده الله تعالي عن الحرم وحماه

عطر اللهم قبره الكريم ، بعرف شذي من صلاة وتسليم
( اللهم صلي وسلم وبارك عليه )

وأرضعته صلي الله عليه وسلم أمه أياما ثم أرضعته ثويبة الأسلمية التي أعتقها أبو لهب حين وافته عند ميلاده صلي الله عليه وسلم ببشراه فأرضعته صلي الله عليه وسلم مع ابنها مسروح وأبي سلمة وهي به حفية وأرضعت قبله حمزة الذي حمد في نصرة الدين سراه وكان صلي الله عليه وسلم يبعث إليها من المدينة بصلة وكسوة هي بها حرية إلي أن أورد هيكلها رائد المنون الضريح وواراه قيل علي دين قومها الفئة الجاهلية وقيل أسلمت أثبت الخلاف ابن منده وحكاه ثم أرضعته صلي الله عليه وسلم

عطر اللهم قبره الكريم ، بعرف شذي من صلاة وتسليم
( اللهم صلي وسلم وبارك عليه )

ولما أنيخت بفناء جده عبد المطلب مطايا المنية كفله عمه أبو طالب شقيق أبيه عبد الله فقام بكفالته بعزم قوي وهمة وحمية وقدمه علي النفس والبنين ورباه

عطر اللهم قبره الكريم ، بعرف شذي من صلاة وتسليم
( اللهم صلي وسلم وبارك عليه )

ولما بلغ صلي الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة رحل به صلي الله عليه وسلم عمه أبو طالب إلي البلاد الشامية وعرفه صلي الله عليه وسلم الراهب بحيرا بما حازه صلي الله عليه وسلم من وصف النبوة وحواة , وقال إني أراه سيد العالمين ورسول الله ونبيه ، وقد سجد له الشجر والحجر ولا يسجدان إلا لنبي أواه , وإنا لنجد نعته في الكتب القديمة السماوية , وبين كتفيه خاتم النبوة قد عمه النور وعلاه , وأمره عمه برده إلي مكة تخوفا عليه من أهل دين اليهودية فرجع به صلي الله عليه وسلم ولم يجاوز من الشام المقدس بصراه

عطر اللهم قبره الكريم ، بعرف شذي من صلاة وتسليم
( اللهم صلي وسلم وبارك عليه )

ولما بلغ صلي الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة سافر إلي بصري في تجارة خديجة الفتية , ومعه غلامها ميسرة يخدمه صلي الله عليه وسلم

د. سلوى الدابي معجب بهذا