وذلك لأسباب تتعلق بالحمل والوضوع أو أسباب مرتبطة بمعالجة الحمل وتشير الدراسات والبحوث عالمياً إلى أنه في كل عام تموت 600.000 أمرأة بسبب الحمل والولادة ومضاعفاتها و98% من هذه النسبة في الدول النامية ومن بينها السودان فهنالك نتائج دراسات وبحوث أجريت في عام 1999م اشارت إلى أن عدد وفيات الأمهات يساوي 509 حالة وفاة بين كل 100.000 حالة ولادة وارتفع هذا العدد وكانت نتائج عام 2006م تساوي 1107 حالة وفاة بين كل 100.000 حالة ولادة ويعزي هذا الارتفاع إلى أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة.
وارجعت دكتورة وداد أسباب وفيات الأمهات المباشر إلى النزف قبل الولادة أو بعدها أو مع الاجهاض والاكلاميسا وتعسر الولادة بالاضافة إلى حمى النفاس والالتهاب وانسداد الشريان الرئوي ومشاكل التخدير.
وتوضح دكتورة وداد أسباب وفيات الأمهات غير المباشرة والمتمثلة في السل والملاريا والتهاب الكبد الوبائي وأمراض القلب وقالت إن هنالك عوامل مساعدة في ارتفاع أسباب معدل وفيات الأمهات وابرزها الأمية والجهل وعدم الوعي والفقر والزواج المبكر إلى جانب تقارب الولادات وسوء التغذية وتدني الخدمات الصحية وممارسة العادات الضارة ومنها الختان الذي يعوق عملية الوضوع ويعرض الأم للناسور البولي والشرجي ويعرض الأم أو الجنين للموت أو الاثنين معاً.
وأكدت أن وفيات الأمهات تصاحبها تداعيات في الجانب الاجتماعي والاقتصادي موضحة بأن الصحة أصبحت مسؤولية الجميع وليست مسؤولية وزارة الصحة والكوادر الصحية ولابد من تضافر الجهود بين الجهات الرسمية والطوعية والأسرة والمجتمع المحلي للعمل على خفض معدل اسباب وفيات الأمهات، ودعت وزارة التربية والتعليم العام ووزارة التعليم العالي ان تضمن مناهجها معلومات عن الصحة الانجابية ويمكن أن تسخر وزارة التعليم العالي طلاب الجامعات في برامج رفع الوعي بقضايا الصحة الانجابية من خلال القوافل الطلابية في العطلات الصيفية وفي رحلات الارشاد الريفي وعلى وزارة الاعلام أن تقوم بدور التعليم غير الرسمي ببث برامج التوعي عبر المؤسسات الاعلامية المسموعة والمرئية... وتأكيداً على أهمية تخفيض أسباب وفيات الأمهات وضعت الدولة الاستراتيجية القومية الشاملة وطرقت بها مساحات واسعة فيما يختص برعاية الأمهات تتمثل في توفير قابلة لكل 2000 فرد من السكان وتوفير المعلومات الأساسية للصحة الانجابية وصحة الأم والطفل وتنظيم الأسرة بنسبة 90% وتوفير خدمات رعاية الحوامل بمعدل خمس زيارات للكشف بنسبة 90% وزيادة المستفيدات من خدمات تنظيم الأسرة والتحصين ضد التتنس بنسبة 80%
وناشدت دكتورة وداد جميع أفراد الأسرة والأصدقاء والجيران والأصحاب والأهل برعاية الحامل واقناعها وتوجيهها لتنال حظها من الخدمات الصحية وعولت كثيراً على دور منظمات المجتمع المدني في رفع الوعي.
وطالبت د. وداد الأجهزة الاعلامية والمنظمات الطوعية ان تعمل بنظام الشراكات والتنسيق والتعاون مع المؤسسات ذات الصلة وهذا يؤدي إلى تخفيض التكلفة المادية وتخفيف الجهود وتبادل الخبرات وكذلك يؤدي إلى ارتفاع نسبة تحقيق الأهداف.
ودعت الجميع أن يلزموا أنفسهم برسالة محددة وهي العمل على تخفيض أسباب وفيات الأمهات من أجل الأسرة والمجتمع وذلك من خلال جميع وسائل الاعلام.