عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2012, 11:04 AM   #16
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم


ومما يؤكد صحة ما نقول ما رواه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير والأوسط عن الصحابي الجليل سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وهو أحد مشاهير كبار الصحابة وأول من نزل الرسول الكريم ضيفا في بيته بعد الهجرة، جاء ذات يوم إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع وجهه على القبر تبركا وشوقا.
و تمام الرواية كما في المسند قال ((أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فقال أتدر ما تصنع فأقبل عليه أبو أيوب فقال: نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ءات الحجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله)) فقف منصفا متنبها لفعل أبي أيوب كم ينتفع منه من منافع عظيمة وكم يؤخذ منه من فوائد ودلائل تثبت جواز قصد الزيارة والتبرك بآثاره عليه الصلاة والسلام، فأنه أعلم وأفقه من مشوشة هذا العصر، ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام: ((من جاءني زائرا لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعا يوم القيامة))، أخرجه الطبراني وفي حديث ءاخر عن ابن عمر أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((من زار قبري وجبت له شفاعتي)) أخرجه الدار قطني، وفي مستدرك الحاكم: ((ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا وليسلكن فجا حاجا أو معتمرا أو بنيتهما وليأتين قبري حتى يسلم عليا ولأردن عليه))، وعليه فالزم أخي المسلم الحق واثبت عليه في مدى الأزمان، وإياك وكلام أفّاك بَغِيض يفهم النصوص على غير المراد ويتأول على غير الوجه الصحيح، فكم وكم ابتليت الأمة قديما وحديثا برَعاع شذّاذ فتنوا وخرجوا عن الاتباع إلى طريق الابتداع، نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة. نقل تقي الدين الحصني إجماع الأمة على استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم .

قال القاضي عٍيَاض قال إسحاق بن إبراهيم الفقيه: "ومما لم يزل مِنْ شأن مَنْ حَجَّ المرورُ بالمدينة,والقصدُ إلي الصلاة في مسجدِ رسول الله صل الله عليه واَله وسلم والتبرك برؤية روضته,ومنبره,وقبره,ومجلسه,وملامس يديه,ومواطئ قدميه؛والعامود الذي كان يستند إليه,وينزل جبريل بالوحي فيه عليه,وبمن عمره وقصده من الصحابة وأئمة المسلمين والاعتبار بذلك".ثم نقل الشيخ أقوال كثيرٍ من العلماء في الزيارة واستحبابها,وأنها من السنن المؤكدة,والفضائل المعتبرة.وقد أفاد وأجاد(جزاه الله عنا كل خير).
(فرع) : ذكر الشيخ عبد الله الغُماري في كتابه"الرد المحكم المتين" : قال الحافظ العراقي :أخبرني الحافظ أبو سعيدٍ العلائي قال : رايتُ في كلام ولدِ أحمدَ بن حنبل في جزءٍ قديمٍ عليه خطُّ ابن ناصر وغيره من الحفاظ: أن الامام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي وتقبيل غيره فقال: "لابأس بذلك".فأريناه ابنَ تَيْميَّةَ فصار يتعجَّب من ذلك,ويقول:عندي أحمدُ جليلٌ يقول هذا؟!! قال:وأي عَجَبٍ في ذلك؟.وفي كتاب"العلل والسؤالات" لعبد الله بن الإمام أحمد سألت أبي عن الرجل يَمَسّ منبرَ النبيّ-صل الله عليه وسلم- يتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك؛ رجاء ثواب الله(تعالى) ؟قال:لا بأس به.
وعن يحيى بن سعيد شيخ الإمام مالك: أنه حين أراد الخروج إلي العراق جاء إلى المنبر النبوي فمسه.ونُقِل عن ابن أبي الصيف والمحبّ الطبري جواز تقبيلَ قبور الصالحين نقله العلَّامة ابن زكرى في"شرح همزيته".
  • |
  • نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس