وأما الذى جرى ليلة مولده صلى الله عليه وسلم من العجائب العجيبية * فامور دالة على عظيم مكانته من الحق والمكان * كالارتجاج الواقع فى ايوان كسرى ذى البناءات القوية * المعروف بأنو شروان * فذلك اذا تاملته وكنت ذا نظر وبصيرة بصيرية * ترى فيه أعظم البشائر بانهدام دعوة البطلان * وغيض البحيرة المعروفة بناحية الفرس بطبرية * فيه من الآيات الساطعة بالحق والبرهان * وأعجب من ذلك كله اذا دققت خمود النار الفارسية * فيا عجبا ممن يسمع مثل هذا ويكذب فليس أقوى منه خسران * وكان لها على الصحيح ألف عام لم تخمد لعبادتهم أوقدها الجاهلية * وقد خمدت لظهوره صلى الله عليه وسلم تلك النيران * وأصبحت الأصنام منكسة على رءوسها لبدو الملة الحنيفية * وبطلان عبادتها وعم ذلك فى جميع المشرقان * ثم أخذته الملائكة فطافت به جميع الأرضية * وعمت بركته العظمى على أصناف الوديان * وقيل دارت به كذلك فى العوالم العلوية * لتنال ما نالته الأرضون من الفخران * وزينت السماء ليلة مولده وفرحت الخلائق الملكية *فكيف لا ومن نوره خلقها الرحمن * وعمت الأرض الزينة من غير شك يا معشر الأمة التخصيصية * ويحق لها ان كنت ذا فهم أن تزان * وهو لما عم فيها من خيرات تشرفت بها على جميع العوالم الأخروية * فيا لها من مفاخر ولا سيما الموضعان * وذلك حيث ولد ونشأ وبدأه الوحى فى الأرض المكية * وحيث دفن فيا ليتنى كنت تلك الأرض التى زادت الفخران *
( اللهم صل وسلم على الذات المحمدية واغفر لنا ما يكون وما قد كان )
وبات ايوان كسرى وهو منصدع *** كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسف *** عليه والنهر ساهى العين من سدم
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها *** ورد واردها بالغيظ حين ظمى
كأن بالنار ما بالماء من بلل *** حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
مولاى صل وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم