07-22-2012, 01:36 PM
|
#6
|
مُشرف المنتدى العام
|
رد: رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى :
ووصينا الأنسان بوالديه حملته أمه وهناَ على وهنِ وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك اٍلى المصير ((14)) واٍن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علمٌ فلا تطعمها وصاحبهما فى الدنيا معروفا
وأتبع سبيل من أناب اٍلى ثم اٍلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون
صدق الله العظيم (( سورة لقمان آية 14-15 ))
سعد أبن أبى وقاص رضى الله عنه
والده مالك بن أهيب من بنى عبد مناف وأمه حمنة بنت سفيان بن أميّة , مات والده فعاشت والدته لتربيته وأخيه وعاشا لها حتى جاء الاسلام فتفرقت بينهم السبل .
وكان يريش النبل ويصنعه فى الجاهلية , فلما جاء الاسلام صار من أبرع الرماة وأقدر الفرسان , كان سعد واضح السمات بيّن المعالم, يكفى أن تراه مرة فلا تغيب
هيئته عن ذاكرتك , فهو قصير القامة دحداحاَ , غليظاَ متمكناَ من الأرض اٍذا سار , شثن الأصابع جعد الشعر , هكذا كانت تصفه أبنته عائشة , وتقول دخل أبى الأسلام
مبكراَ عن طريق أبى بكر الصديق رضى الله عنه , ويروى البخارى قوله : لقد مكثت سبعة أيام واٍنى لثلث الأسلام , وكان سنه اٍذ ذاك سبع عشر سنة .
تلك الفترة من العمر التى تعتبر اولى مراحل الشباب وتتفتح فيها القلوب لكل شىء تلتقى به لانها صافية وخالية وتتكامل فيها شخصية الفرد وتنمو ملكاته
ولقد تفتح قلب سعد للنور الجديد والهدى الجديد فلم يعرف اسفافات الجاهلية وتقاليدها وهو القائد المحنك والفارس المجرّب بطل القادسية ومدائن كسرى وفاتح العراق
وناشر على ارضه اسم الله.
وأحد الستة الذين عينهم عمر رضى الله عنه للخلافة والشورى وقال وهو يلفظ انفاسه اٍن أصابته الاٍمرة فذاك واٍلا فليستعن به الوالى فاٍنى لم أعزله عن عجز أو خيانة
وهو من قبل هذا ومن بعده أيضاَ خال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
روى جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال : أقبل علينا سعد فقال النبى : هذا خالى فليرينى أمرؤ خاله .
وسعد أول من اراق دما فى الأسلام , قال بن اسحاق :
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اٍذا صلوا ذهبوا فى الشعاب وأستخفوا بصلاتهم من قومهم , فبينما سعد بن أبى وقاص فى نفر من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فى شعب من شعاب مكة اٍذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم , فضرب سعد بن أبى وقاص يومئذِ
رجلاَ من المشركين بلحى بعير فشجه , فكان أول دم أهريق فى الأسلام , ويتسائل الأنسان ماذا كانت تصير عليه الأمور لو تركت قريش محمد وأصحابه يعبدون الله كما أمرهم
ربهم ولا يتعرضون لهم بضرب أو أستهزاء ؟؟ أكانت تتم الهجرة ؟؟ أكان الله يقيض للأسلام فى مكة أمثال رجال الأنصار ؟؟ اٍن الله سبحانه وتعالى اٍذا أراد أمراَ هيأ له أسبابه
وسعد أول من رمى سهما فى سبيل الله عندما أنضم اسلى كتيبة عبيدة بن الحارث , حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم اٍلى (( رافع )) (( مكان قرب مكة )) ليلقى عير قريش
فتراموا بالنبل , وكان سعد أول من رمى بسهم فى سبيل الله وقال فى ذلك :
ألا هل أتى رسول الله اٍنى حميت صحابتى بصدور نبلى
اذود بها أوائلهم ذياداَ بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام فى عدو بسهم يا رسول الله قبلى
وذلك أن دينك دين صدق وذو حق أتيت به وعدل .
وفى أحدى الليالى فى يثرب أرق الرسول الكريم فقال :
(( ليت رجلاَ صالحاَ من أصحابى يحرسنى ))
تقول السيدة عائشة رضى الله عنها : فلم تمض لحظة واحدة اٍذ سمعنا صوت السلاح فقال الرسول : من هذا ؟؟؟؟ قال : أنا سعد بن أبى وقاص , أنا أحرسك يا رسول الله
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم , قالت السيدة عائشة : فنام رسول الله حتى سمعت غطيطه (( اٍن سعداَ يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم )) يحرس صاحب الرسالة
وبعد : فقد مضى سعد ليقوم بدوره كاملا فى خدمة الدين الجديد وهو الدور الذى يعرفه القاص والدانى .
حتى بلغ الكتاب أجله ووافته المنية وفارق سعد الدنيا اٍلى أصحابه وأحبابه فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.
عن عائشة رضى الله عنها أنه لما توفى سعد بن أبى وقاص أرسل أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أن يمروا بجنازته فى المسجد ففعلوا فوقف به على حجرهن فصلين عليه
وخرج به من باب الجنائز الذى كان اٍلى المقابر فبلغهن أن الناس قد عابوا ذلك وقالوا ماكانت الجنائز يدخل بها اٍلى المسجد , فبلغ ذلك عائشة رضى الله عنها فقالت : ما أسرع
الناس أن يعيبوا مالاعلم لهم به , عابوا علينا أن نمر بجنازة فى المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء اٍلا فى جوف المسجد , وكان ذلك كما ذكر
الواقدى سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة .
اسباب النزول :
قال المفسرون نزلت فى سعد بن أبى وقاص وذاك أنه لما أسلم قالت أمه حمنة : يا سعد بلغنى أنك صبوت , فو الله لا يظلنى سقف بيت من الضخ والريح ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر
بمحمد وترجع اٍلى ما كنت عليه وكان أحب ولدها اٍياها فأبى سعد.
فصبرت هى ثلاثة أيام لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل حتى خشى عليها فأتى سعد النبى صلى الله عليه وسلم وشكا ذلك اليه فأنزل الله تعالى :
(( ووصينا الأنسان بوالديه حُسنا )) (( سورة العنكبوت آية رقم 8 ))
(( ووصينا الأنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك اٍلى المصير )) (( سورة لقمان آية رقم 14 ))
(( ووصينا الأنسان بوالديه اٍحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى اٍذا بلغ اشدَه وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على
وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه , وأصلح لى فى ذريتى اٍنى تبت اٍليك وانى من المسلمين )) (( سورة الأحقاف آية رقم 15 ))
وقال مصعب بن سعد بن أبى وقاص قال أبى نزلت هذه الآية فىّ :
قال : حلفت أم سعد لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب ومكثت ثلاثة أيام حتى غشى عليها من الجهد فأنزل الله تعالى قوله (( ووصينا الأنسان بوالديه اٍحسانا ))
وقال سعد بن أبى وقاص أيضا نزلت هذه الآية فىّ :
(( واٍن جاهداك لتشرك بى ما ليس لك به علم فلاتطعهما ))
قال : كنت رجلا براَ بأمى فلما أسلمت قالت : يا سعد لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بى فيقال يا قاتل أمه , قلت لا تفعلى يا أماه فاٍنى لا أدع دينى لهذا الشىء
قال : فمكثت يوما وليلة لا تأكل فأصبحت قد جهدت , قال : فلما رأيت ذلك قلت :
تعلمين والله يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساَ نفساَ ما تركت دينى هذا لشىء , اٍن شئت فكلى واٍن شئت فلا تأكلى , فلما رأت ذلك أكلت فنزلت هذه الآية (( واٍن جاهداك )).
|
|
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل
دخولك قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا |
|