عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2012, 01:34 PM   #4
اسراء معتصم
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية اسراء معتصم



اسراء معتصم is on a distinguished road

افتراضي رد: رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآن


// أبو سفيان بن حرب رضى الله عنه



رئيس من رؤساء قريش فى الجاهلية

وتاجر عرف الناس طويلا وخبر جبلاتهم وتعرّف على أهوائهم ورغباتهم ورجل يحب الفخر كما أخبر

بذلك أكثر الناس معرفة به ( العباس بن عبد المطلب ) وطوآف للآفاق وظاعن دائما فى أرض الله بحثا

عن الرزق ومفتشاَ عن عروض التجارة .

ذلكم هو أبو سفيان بن حرب رحمه الله .

ولد قبل حادث الفيل بعشر سنوات , وكان يجهز التجارة بماله وأموال قريش الى الشام وغيرها من

أرض العجم , وكان أحيانا يخرج بنفسه فكانت اليه رآية الرؤساء المعروفة (( بالعُقاب ))

وكان لا يحبسها الا رئيس , فأذا حميت الحرب أجتمعت قريش ووضعت تلك الرآية بيد الرئيس

ابنه معاوية بن أبى سفيان _ رضى الله عنه _ أحد كتّاب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وتولى ولاية الشام من قبل عمر بن الخطاب (( رضى الله عنه ))

أبنته رملة بنت أبى سفيان بن حرب _ رضى الله عنها وأرضاها _ زوج الرسول صلى الله عليه

وسلم وأحدى أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن .

سمع أبو سفيان بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فكان من المناوئين له المحاربين لدعوته

وذهب مع الوفد الذى ارسلته قريش الى أبى طالب يطلبون منه أن يسلمهم أبن أخيه محمد يذبحونه

ويعطونه أنهد شاب لديهم من قريش .

وأشترك مع قريش فى صحيفة المقاطعة التى كتبتها قريش تقاطع فيها بنى هاشم , لا ينكحوا اليهم

ولا ينكحونهم , ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم .

هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة واستقر المسلمون فى هذا البلد الآمن الطيب

وفى يوم من الأيام علم الرسول صلى الله عليه وسلم بأن أبا سفيان مقبل من الشام بتجارة لقريش

فقال : هذه عير قريش فيها أموالكم فأخرجوا اليها لعل الله ينفلكموها فأنتدب الناس .

وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسال من لقى من الرُكبان تخوفا

حتى أصاب خبرا من بعض الرُكبان أن محمداَ قد أستنفر أصحابه لك ولعيرك فأستأجر ضمضم

بن عمرو الغفارى فبعثه الى مكة وامره أن ياتى قريشاَ فيستنفرهم الى أموالهم ويخبرهم أن محمداَ

قد عرض لها فى أصحابه فخرج ضمضم سريعاَ الى مكة وسمع الناس صوت ضمضم بن عمرو

وهو يصرخ ببطن الوآدى واقفاَ على بعيره قد جدع أنفه وحول رحله وشق قميصه وهو يقول :

يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة - أموالكم مع أبى سفيان قد عرض لها محمد فى أصحابه

الغوث الغوث .

واستطاع أبو سفيان أن يسلك طريقا آخر بالعير والمال وارسل الى قريش بعد أن علم بخروجهم

اٍنكم اٍنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم فقد نجاها الله فأرجعوا .

فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نرد بدراَ فنقيم عليها ثلاثاَ , فننحر الجزر ونطعم الطعام

ونسقى الخمر وتعزف علينا القينان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا

أبداَ بعدها فامضوا .

فمضى (( فكانت معركة بدر الكبرى )) والتى يعلم تفاصيل قصتها الجميع

وفيها قُتل أبو جهل وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة

وحنظلة بن ابى سفيان وجمع مقدر من رؤوس الكُفر ووقعت مجموعة أخرى فى الأسر

(( منهم العباس بن عبد المطلب )) عم الرسول صلى الله عليه وسلم وابو العاص بن الربيع

زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (( وهرب أبا سفيان بن حرب ))

فلما بعثت قريش فى فداء الاسرى أرسلت زينب بقلادة لها كانت قد أخذتها من أمها خديجة

بنت خويلد فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( اٍن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا )) فقالوا نعم يارسول الله.

فأخذ رسول الله عهداَ على العاص أن يخلى سبيل زينب اليه وبعث معه زيد بن حارثة ورجلاَ

من الأنصار فقال : كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحبانها حتى تأتيانى بها

فلما قدم أبو العاص الى مكة أمر زينب أن تتجهز حتى تلحق بابيها فتحدث بعض رجال قريش

بخروج زينب فخرجوا فى طلبها حتى أدركوها بذى طوى (( وكان قد صحبها حموها كنانة بن الربيع))

فلما لحق بهم القوم (( وكان أول من لحق بهم هبار بن الأسود بن عبد المطلب بن اسد ))

فروّعها هبارا هذا وهى فى هودجها فطرحت حملها .

فتناول حموها كنانته ثم قال : والله لا يدنو منى رجل الا وضعت فيه سهما فابتعد الناس عنه

واتى أبو سفيان فى جماعة من قريش وقال : أيها الرجل كف عنا نبالك حتى نكلمك فكفّ

فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه وقال : خرجت بالمرأة على رؤوس الناس وأنت تعلم ما أصابنا

من محمد فيظن الناس أذا أخرجت أبنته اليه علانية من بين أظهرنا أن ذلك على ذلِ اصابنا وان ذلك

منا ضعف ووهن , ولعمرى ما لنا من حبسها من أبيها من حاجة , ولكن أرجع بالمرأة حتى أذا هدأت

الأصوات وتحدّث أن قد رددناها فأخرج بها سراَ وألحقها بأبيها ففعل ذلك وهنا تجلت حكمة أبو سفيان

فى هذا الموقف .

وجهز أبو سفيان جيش المشركين لغزوة أحد من جيبه الخاص ثم قاد تحالف القبائل لحرب المسلمين

فى غزوة الخندق وأستمر فى معاداته للأسلام والمسلمين حتى قبيل فتح مكة بلحظات .

ثم بعد كل هذا علم أبو سفيان بعزم الرسول صلى الله عليه وسلم على فتح مكة ( معقل قريش )

فخرج الى المدينة وحيدا خائفا وسار حتى دخل على أبنته أم حبيبة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم

فلما أراد أن يجلس على فراش الرسول طوته عنه فقال : ارغبت به عنى أم رغبت بى عنه ؟؟؟

فقالت : هو فراش الرسول وأنت مشرك نجس , فلا أحب أن تجلس عليه , فقال : لقد أصابك يا ابنتى

بعدى شر , ثم خرج حتى أتى النبى فكلمه فلم يرد عليه ثم أتى أبا بكر فلم يرد عليه فذهب الى عمر

فلم يجد منه ردا فذهب الى على فنصحه عليا بأن يلحق بأرضه ولن يغنى ذلك عنه شيئا فرجع

الى مكة يجرجر أزيال الخيبة .

وتحرك جيش المسلمين متوجها الى مكة فخرج أبو سفيان يستطلع الأمر فقابله العباس بن عبد المطلب

فأردفه خلفه وأتى به الى النبى صلى الله عليه وسلم ثم كان أن أعلن أبا سفيان أسلامه

فطلب العباس من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يهب لأبى سفيان شيئا يفاخر به فقال صلوات

ربى وسلامه عليه من دخل المسجد الحرام فهو آمن ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمن ومن دخل

داره فهو آمن (( فكان الفتح المبين )) ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا.

ثم بعد ذلك حسُن أسلام أبا سفيان وجاهد فى سبيل الله , وفى معركة اليرموك أراد أن يكفر عن

ما بدر منه لصالح الاسلام والمسلمين فقاتل قتال الأبطال حتى فقئت عينه .

قال سعيد بن المسيب رضى الله عنه عن ابيه قال :فقدت الأصوات يوم اليرموك الا رجل واحد

يقول : يا نصر الله أقترب والمسلمون يقتتلون هم والروم فذهبت أنظر فأذا هو أبو سفيان

بن حرب تحت رآية أبنه يزيد الخير.

ومات رضى الله عنه سنة ثلاثة وثلاثين فى خلافة عثمان وصلى عليه أبنه معاوية ودُفن بالبقيع

وهو أبن ثمان وثمانين سنة .


الآيات التى نزلت فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم

اٍن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون

والذين كفروا الى جهنم يحشرون (36) ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض

فيركمه جميعا فيجعله فى نار جهنم أؤلئك هم الخاسرون (37)

صدق الله العظيم ( ( الآيات 36, 37 من سورة الأنفال ))

قال مقاتل والكلبى : نزلت فى المطعمين يوم بدر (( وكانوا اثنى عشر رجلا : أبا جهل بن هشام

وعتبة وشيبة أبناء ربيعة , ونبيه ومنبه أبناء حجاج , وأبا البخترى بن هشام , والنضر بن الحارث

وحكيم بن حزام , وأبى بن خلف , وزمعة بن الاسود , والحارث بن عامر بن نوفل , والعباس بن

عبد المطلب , وكلهم من قريش وكان يطعم كل واحد منهم كل يوم عشر جرائر.

وقال سعيد بن جبير وابن آبزى : نزلت فى أبى سفيان بن حرب , استأجر يوم احد ألفين من الأحباش

ليقاتل بهم النبى صلى الله عليه وسلم .

وقال الحكم بن عتبة : أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية من الذهب فنزلت هذه

الآية .

وقال محمد بن اسحاق عن رجاله : لما أصيبت قريش يوم بدر فرجع فلّهم الى مكة ورجع أبو سفيان

بعيرهم مشى عبد الله بن أبى ربيعة وعكرمة بن ابى جهل وصفوان بن امية فى رجال من قريش

اصيبت آباؤهم وابنآؤهم واٍخوانهم ببدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له فى تلك العير تجارة

فقالوا : يا معشر قريش اٍن محمداَ قد وتركم وقتل خياركم فأعينوا بهذا المال الذى أفلت على حربه

لعلنا ندرك منه ثاراَ بمن أصيب منا ففعلوا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات.

اسراء معتصم غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس