الموضوع: قرأت لك
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-2012, 08:57 PM   #69
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك


(45)

" مع الشيخ الامام محمد متولى الشعراوى "
(1) البر :
تحت عنوان : " الفضيلة والرزيلة " يحدثنا فضيلة الشيخ الامام محمد متولى الشعراوى فالنستمع اليه : " أن في دينالإسلام ما يغنينا جميعا من هؤلاء !! يقول الحق سبحانه و تعالى : ((وَتَعَاوَنُواْعَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِوَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) فما هو البر؟ البر: مااطمأنت إليه نفسك, و الإثم هو ما حاك في صدرك و خشيت أن يطلع عليه أحد, بمعنى : أنالأمر الذي تفعله و تخاف أن يطلع عليه الناس , هو الإثم , لأنه لو لم يكن إثمالأحببت أن يراك الناس و أنت تفعله. إذن...فقول الحق سبحانه و تعالى ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِوَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) هو أن كلجماعة من الناس تأتي لتتعاون على مشروع خيري فنقول لها: فليبارك الله لك و نشد علىيديك و لكن نحذرك من شيء واحد هو ألا تجعلي لجمعياتك نشاطا ينسب إلى غير دينك, مثالذلك تلك الجمعيات المسماة ب : ( الروتاري) أو ما شابه ذلك من الأسماء المشبوهة والوافدة إلينا من الغرب و يقال إن نشاطها خيري, لماذا لا تقدمون الخير مادام منكم ولإخوانكم باسم الإسلام إن الخير كل الخير ألا ننخرط في هذه الجمعيات فإن بدا فيهاخير ظاهر فما تبطنه من شر أضعاف مضاعفة, و إن كان لواحد منا الطاقة على العملالخيري فليعمل ذلك من خلال دينه , و عقيدته, و ليعلم كل إنسان أن الإسلام طلب منا أنتكون كل حياتنا للخير و ذلك ما يجب أن يستقر في الأذهان حتى لا يأخذ الظن الخطأ كلما يصيبه الخير من هذه الجمعيات أن الخير قادم من غير دين الإسلام أن من أميز مايميز المؤمن.. ((ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاءوَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ)) و ليعلم كل مسلم أنه ليس فقيرا للقيم حتى يتسولهاإلى الخارج, بل أن في دين الإسلام ما يغنينا جميعا من هؤلاء فإذا كنا نفعل الخير, ونقدم الخدمة الاجتماعية للناس, فلماذا لا نسميها بمسمياتنا نحن, و نأخذ أهدافها منديننا نحن, لماذا نجري وراء كل ما هو غربي؟ .. و لنقرأ جميعا قول الحق سبحانه وتعالى: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًاوَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) ...... انتهى
الهرج والمرج وعلاجه :
يحدثنا فى ذلك فضيلة مولانا الشيخ الدكتور / محمد البوطى فالنسمع اليه : " ان الانسان فى كينونيته الأصلية غندما يكون متحررا من المبادىء , والقيم , ..... هذا الانسان يكون أضرى وحش فى العالم كله , لا من حيث قوته التى يسخرها لمآربه , بل من حيث قواه الفكرية , التى يسخرها لابتداع الوسائل , ولاختراع السبل لأفكاره التى يحاول أن تتم له الهيمنة الكاملة , ومعلوم أن وحوش الغابات تتمتع بقوتها الذاتية , ولكن ليس لها مدارك تسخرها لاختراع مزيد من القوى , ومزيد من وسائل الهيمنة على الآخرين .
لذا فان الانسان أيا كان , لا يصلحه الاّ لجام محكم , من : " الدين الحق " عندئذ تستيقظ الانسانية بين جوانحه , ومن ثم يتحول هذا المخلوق , من وحش شرس , الى انسان يتمتع بكل ما نعرفه من معانى الانسانية ,
الدين الحق هو اللجام الوحيد الذى يصلح حال الانسان , ويخضعه للعدالة الحقيقية , فالدين الحق انما يعنى أولا , أن يتعرف الانسان على هويته , يقف أمام مرآت ذاته , فيبصره الدين بهويته : " عبدا مملوكا ضعيفا لله عزّ وجلّ "..... ويبصره بالوهية الله عز وجل , ورقابته الدائمة له , ويبصره , أن مآله على الله , وبأن وقوفه لا يمكن , الاّ أن يكون بين يدى الله , ومن ثم يتطامن لقرار الله عز وجل , ويرمق بطرفه الى السماء , ليتلقى موازين العدل من الله : (( والسماء رفعها ووضع الميزان ألاّ تطقوا فى الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان . ))
( الميزان انما هو : " العدل " . )
الفرق بين العدالة التى تهبط من علياء الربوبية , أمانة مستودعة بين يدى الانسان , والعدالة الزائفة التى يدعيها الانسان , ويخترعها انطلاقا من رعوناته , ورغائبه , وقوته التى يتمتع بها , ....... فعدالة السماء لا تفرق بين الناس لأى موجب من الموجبات , انها عدالة الله , لا تفرق بين الأديان والمذاهب , ولا يمكن أن تفرق بين قوى وضعيف , ولا بين عربى وعجمى , فهى ميزان يتسامى فوق هذه الاعتبارات كلها : (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا , أعدلوا , هو أقرب للتقوى . ))..... أى لا يحملنكم بغضكم لأعدائكم على ألا تعدلوا , أعدلوا , وأنصفوهم , هو أقرب للتقوى .
ويواصل فضيلته يحدثنا عن قصة اليهودى الذى أتهم بالسرقة ظلما , وجورا , فنزل فيه قرآنا يتلى ويتعبد به , وفحوى القصة التى حدثت فى عهد النبوة , وهى أن أسرة مسلمة ضعيفة الايمان , قامت بسرقة أمتعة باهظة الثمن من أخ لهم فى الاسلام , وطاب لهم أن يلصقوا هذه الجريمة بجاره اليهودى , واتهم المجنى عليه فيما اتهم كلا من السارق , وجاره اليهودى , وعندما سؤءل السارق الحقيقى , استنكر , وأظهر قضبه , واتهم اليهودى بالسرقة , وتركزت الأنظار عليه , وكادت التهمة أن تحيط به , واذا بقرآن ينزل دفاعا عن اليهودى : (( انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما , واستغفر الله , ان الله كان غفورا رحيما , ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم , ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما , يستخفون من الناس , ولا يستخفون من الله , وهو معهم , اذ يبيتون ما لا يرضى من القول , وكان الله بما يعملون محيطا , فها أنتم هولاء جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة , أم من يكون عليهم وكيلا . )) ..... الى قوله : (( ومن يكسب خطيئة , أو اثما , ثم يرم به بريئا , فقد احتمل بهتانا , واثما مبينا . ))
(2) الصبر :
الحق سبحانه و تعالى يريد منا أن نصبر ابتغاء وجهه الكريم , الصبر هو حبس النفس بحيث ترضى بمكروه نزل بها , و المكروه له مصدران :
الأول : أمر لا غريم لك فيه فإن أصابك مثلا مرض أو عجز, أو فقدت أحد أولادك بموت, فهذا ليس لك غريم فيه, و لا تستطيع أن تفعل معه شيئا.
الثاني : أمر لك غريم فيه كأن يعتدي عليك أحد, أو يسرق مالك أو غير ذلك , الأمر الذي لا غريم لك فيه : ليس أمامك إلا الصبر, و الأمر الذي لك غريم فيه تكون نفسك مشتعلة برغبة الانتقام , و لذلك يحتاج إلى صبر أكبر, و إلى صبر أطول, لأن غريمك أمامك, فنفسك تطالبك بالانتقام منه, و لذلك يفرق الله سبحانه و تعالى بين الصابرين , فيقول سبحانه و تعالى: (( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِالْأُمُورِ)) و يقول سبحانه و تعالى في آية أخرى: (( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)) ووجود اللام هنا يدلنا على أننا نحتاج إلى صبر على غريم لنا, و إلى قوة إرادة , وعزيمة حتى نمنع أنفسنا من الانتقام . والصبر له دوافع, فمن الناس من تأتيه أحداث شديدة فيظهر أمام الناس أنه أقوى من الأحداث التي لا تستطيع أن تنال منه , و أنه جلد, و أنه صبور فهذا صبر ليس لابتغاء وجه الله , و لكنه صبر ليبين نفسه أنه فوق الأحداث, أو صبر أمام أعدائه حتى لا يشتموا فيه, فقد قال الشاعر:
و تجلدي للشامتين أريهم *** أني لريب الدهر لا أتضعضع
و لكن الحق سبحانه و تعالى يريد منا أن نصبر ابتغاء وجهه الكريم , فعندما ترى أمرا يحدث لك فاعرف أن فيه خيرا كثيرا, و اعلم أن لله فيه حكمة , ولو أنك خيرت بين ما كان يجب أن يقع و بين ما وقع لاخترت ما وقع , إذن.. فالذي صبر ابتغاء وجه الله ينظر إلى مناط الحكمة في مورد القضاء عليه , و لذلك يقول: أحمدك يا ربي على كل قضائك , و جميع قدرك حمد الرضا بحكمك , لليقين بحكمتك , ...... هذا تيقن بالحكمة فلا تأخذ الأمور بسطحية
............... يتبع :.

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس