[العوضابي]

" اللهم صل وسلم على من قال, فى ليلة الاسراء : " ثم زج بى فى النور , فخرق لى سبعون ألف حجاب , ليس فيها حجاب يشبه حجابا , وانقطع حس كل مليك وأنيس , فلحقنى عند ذلك استيحاش , فعند ذلك نادى مناد بلغة أبي بكر , فقال : قف ان ربك يصلى , فبينما أنا أتفكر فى ذلك , فأقول : هل سبقنى أبوبكر ؟؟؟ ... واذا النداء من العلى الأعلى : أدن يا أحمد , أدن يا محمد , ليراك الحبيب , فأدنانى ربى حتى كنت كما قال تعالى : (( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى . )) قال : وسألنى ربى فلم أستطع أن أجيبه , فوضع يده بين كتفىّ ( دون تكييف ) ولا تحديد , فأورثنى علم الأولين , والآخرين , وعلمنى علوما شتى , فعلم علىّ أخذ كتمانه , اذ علم أنه لا يقدر على حمله أحد غيرى , وعلم خيرنى فيه , وعلمنى القرآن , فكان جبريل عليه السلام يذكرنى به , وعلم أمرنى بتبليقه للخاص والعام من أمتى , ثم قلت : اللهم لما لحقنى استيحاش قبل قدومى عليك وسمعت مناديا ينادى بلغة أبى بكر الى هذا المقام فقال لى قف ان ربك يصلى , فعجبت من هاتين , هل سبقنى أبو بكر لهذا المقام , وان ربى لغنى أن يصلى ؟؟؟ فقال تعالى : أنا الغنى عن أن أصلى لأحد , وانى أقول سبحانى سبقت رحمتى غضبى , اقرأ يا محمد : (( هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما . )) فصلاتى رحمة لك ولامتك , وأما أمر صاحبك يا محمد , فان أخاك موسى كان أنسه بالعصا فلما أردنا كلامه قلنا : (( وما تلك بيمينك يا موسى قال : هى عصاى أتوكأ عليها . )) وشغل بذكر العصا عن عظيم الهيبة , وكذلك أنت يا محمد لما كان انسك بصاحبك أبىبكر , وأنت خلقت وهو من طينة واحدة , وهو أنيسك فى الدنيا والآخرة , خلقنا ملكا على صورته يناديك ليزول عنك الاستيحاش , لئلا يلحقك من عظيم الهيبة ما يدهشك عن فهم ما يراد منك . "

( نقلا عن الحزب الرابع فى ليلة الجمعة للامام الختم رضى الله عنه )