الموضوع
:
مولد البرزنجي الشريف .
عرض مشاركة واحدة
05-03-2010, 12:49 AM
#
3
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
رد: مولد البرزنجي الشريف .
ظَهَرَ عِند ولادَتِهِ صلّى الله عليه وسلّم خَوارِقُ و غَرائِبُ غيبِيَّة ، إِرْهاصاً لِنُبوتِه و إعلاماً بأنَّه مُختارُ الله تَعالى ومُجتباه * فَزِيدَت السَّماء حِفظاً وَرُدَّ عنها المَرَدَة ُو ذوُو النُّفوسِ الشَّيطانيَّة ، و رجَمَت نُجوم النَّيِّرات كُلَّ رَجيمٍ في حَالِ مَرقاه * و تدلَّت إليه صلّى الله عليه وسلّم الأنجُم الزَّهريَّة ، و استنارت بنورها وِهَادُ الحَرَمِ و رُباه ٍ و خَرَجَ معه نورٌ أضاءت له قُصُور الشَّام القيصريَّة ، فرآها مَنْ بِطَاحُ مكَّة دَارُه و مَغْناه * و انصدَعَ الإيوان بالمدائن الكسرويَّة ، الذي رَفَعَ أَنُوشَروَانَ سَمْكَهُ و سَوَّاه * وسقط أربعَ عشرة من شُرُفاتهِ العُلويَّة ، و كُسِرَ سرير الملكُ كِسْرى لِهَولِ ما أَصَابَه و عَراه * و خمدَت النيران المَعْبُودَة ُبالمَمَالِك الفارسيَّة ، لِطُلُوعِ بَدْرِهِ المُنيرِ وَ إشراقِ مُحياه * و غَاضَت بُحيرة سَاوة َ و كانت بين هَمَذان وقُمٍّ من البلاد العجميَّة ، و جفَّت إذ كفَّ واكِفُ مَوجِهَا الثَّجَّاج ينابيع هَاتِيكَ المياه * و فاضَ وادي سَمَاوة َو هي مَفَازة ٌفي فَلاةٍ و برِّيَّة ، لم يكن بها مِنْ قَبلُ ما يَنْقَعُ للظمآن اللَّهَاة * و كان مَوْلِدُهُ صلّى الله عليه وسلّم بالموضع المعروف بالعِرَاصِ المكيَّة ، و البَلَدُ الحرام الذي لا يُعْضَدُ شَجرُه و لا يُخْتَلى خَلاه * و اختُلِفَ في عام وِلادته صلّى الله عليه وسلّم و في شَهرِها و في يَومِها على أقوالٍ للعلماء مرويَّة ، و الراجح أنَّها قُبيلَ فجر يوم الاثنين ثاني عشر شهر ربيع الأول من عام الفيل الذي صَدَّهُ الله تَعالى عن الحَرَمِ و حَماه *
عطِّر اللهمّ قَبْرَهُ الكَريم
بعَرْفٍ شذِيٍّ مِن صَلاَةٍ و تَسلِيم
اللهمّ صلِّ و سلِّم و بارك عليه
و أرضعته أُمُّهُ أياماً ثمَّ أَرْضَعَتْه ثُويبة الأسلميَّة ، التي أَعتَقَها أبو لهب حين وَافته عند ميلاده صلّى الله عليه وسلّم بِبُشْراه * فأرضعته صلّى الله عليه وسلّم مع ابنها مَسْرُوحٍ وأبي سَلَمَة و هي به حَفِيَّة ، و أَرضَعَت قَبلَه حمزة الذي حُمِدَ في نُصرِةِ الدِّين سُراه * و كان صلّى الله عليه وسلّم يَبْعَثُ إليها من المدينة بِصِلَةٍ و كِسوةٍ هي بها حَرِيَّة ، إلى أن أَوردَ هيكلها رائدُ المَنونِ الضَّريحَ وَ وَاراه * قيل على دِينِ قَومِها الفِئَةِ الجاهليَّة ، و قيل : أسلمت أَثْبَتَ الخِلافَ ابن مَنده و حَكاه * ثمَّ أرضعته صلّى الله عليه وسلّم الفتاة ُحَليمة ُالسَّعديَّة ، و كان قد ردَّ كُلٌّ من القومِ ثديَها لِفَقرِهَا و أَباه * فَأَخصبَ عَيشُها بعد المَحْلِ قبلَ العَشية ، و دَرَّ ثَديُها بِدُرِّ دَرٍّ أَلْبنها اليمين منها و أَلَبَن الآخر أخاه * و أَصبَحت بعد الهُزَالِ و الفقر و الهُزال غنيَّة ، و سَمِنت الشَّارِف لديها و الشِّياه * و انْجَابَ عن جانبها كلُّ مُلِمَّةٍ و رَزِيَّة ، و طرَّز السَّعد بُرْدَ عيشها الهنيِّ و وَشَّاه *
عطِّر اللهمّ قَبْرَهُ الكَريم
بعَرْفٍ شذِيٍّ مِن صَلاَةٍ و تَسلِيم
اللهمّ صلِّ و سلِّم و بارك عليه
و كان صلّى الله عليه وسلّم يَشِبُّ في اليوم شَبَابَ الصَّبيِّ في الشهر بعنَايةٍ رَبّانية ، فقام على قَدَميهِ في ثلاثٍ و مَشى في خمسِ و قَوِيَتْ في تِسْعٍ من الشهور بفصيح النُّطقِ قُواه * وشقَّ المَلكَانِ صدره الشريف لديها و أخرجا منه علقة ً دمويَّة ، وأَزَالا منه حظَّ الشيطان و بالثلج غسلاه * وَ ملآهُ حِكمةَ و مَعَانِيَ إيمانيَّة ، ثمَّ خَاطَاهُ و بخاتم النُّبوَّة خَتَماه * وَ وَزَنَاه فرجح بألفٍ من أمَّته أمّةِ الخيريَّة ، و نشأ صلّى الله عليه وسلّم على أكمل الأوصاف من حال صِبَاه * ثمَّ ردَّته إلى أمِّهِ و هي به غَيْرُ سَخِيَّة ، حَذراَ من أن يُصَاب بِمُصَاب حادثٍ تخشاه * وَ وَفدتْ عليه حَليمة ُفي أيَّام خديجة السَّيدة الرَّضيَّة ، فَحَباها من حَبائِه الوافر بِحِباه * و قَدِمَت عليه يوم حُنَين فقام إليها و أخَذتهُ الأريحيَّة ، وَ بَسَطَ لها صلّى الله عليه وسلّم من رِدَائِه الشريف بِساط بِرِّه و نَداه * و الصحيح أنَّها أسلمت مع زوجها و البَنِينَ و الذرِّية ، و قد عدَّهُما في الصحابة جَمْعٌ من ثِقَات الرُّواة *
عطِّر اللهمّ قَبْرَهُ الكَريم
بعَرْفٍ شذِيٍّ مِن صَلاَةٍ و تَسلِيم
اللهمّ صلِّ و سلِّم و بارك عليه
و لمَّا بلغ صلّى الله عليه وسلّم أربعَ سِنينَ تُوُفِّيَت أمّه الأمينة الرّضية ، محبُوَّة بعناية مَنِ اختاره واجْتَبَاه * أخرج أبو نعيم في دلائل النبوّة مِنْ طريق الزُهْرِيّ عن أُمِّ سماحةَ بنت أبي دَهْمٍ عن أمِّها قالت شَهِدتُ آمنة في علّتها التي ماتتْ فيها ومحمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم غلام عند رأسها فنظرتْ إلى وجهه ثمّ قالتْ : « بارك الله فيك من غلام .. يا ابن الذي من حَوْمَةِ الحِمَام .. نجَا بِعوْنِ الملِك المِنْعَام .. فُدِيَ غداة الضرب بالسهام .. بمائة مِن إبلٍ سُوَّام .. إنْ صَحَّ ما أبصرْتُ في المنام .. فأنت مبعوث إلى الأنام .. من عند ذي الجلال والإكرام ، ثمّ قالت : كلّ حيٍّ ميِّتٌ وكلّ جديدٍ بَالٍ وكلّ كثير يفنى وأنا ميّتة وذِكْرِي باقٍ وقد تركتُ خيرا وولدتُ طُهراً » ثمّ ماتتْ فكُنّا نسمع نَوْحَ الجنّ عليها فحفظنا من ذلك :
نبكي الفتاة البرّة الأمينة
زوجةَ عبد الله والقرينة
وصاحب المنبر بالمدينة
ذات الجمال العَفَّةِ الرزينه
أمّ نبيّ الله ذي السكينه
صارت لدى حفرتها رهينه
* ثمّ حَمَلتهُ صلّى الله عليه وسلّم حاضنته أمُّ أيمن الحبشيَّة ، التي زوَّجها صلّى الله عليه وسلّم بَعْدُ من زيد بن حارثة مولاه * وَأَدخلتهُ على عبد المطلب فضمَّه إليه وَ رَقَّ له و أَعلى رُقيّه ، و قال إنَّ لإبني هذا لشأناً عظيماً فَبخٍ بَخٍ لمن وقَّره وَ وَالاه * و لم تَشْكُ في صِباه جُوعاً و لا عطشاً قطُّ نَفسُه الأبيَّة ، و كثيراً ما غَدا فَاغْتَذى بماء زمزم فأشبعه وأرواه * و لمَّا أُنيخَت بفناء جدِّه عبد المطلب مَطَايا المَنِيَّة ، كفَلهُ عمُّه أبو طالب شقيق أبيه عبد الله * فقام بِكفالَتهِ بِعَزمٍ قَويٍّ وَ هِمَّةٍ و حَميَّة ، و قدَّمهُ عَلى النَّفس و البَنِينَ و ربَّاه *
عطِّر اللهمّ قَبْرَهُ الكَريم
بعَرْفٍ شذِيٍّ مِن صَلاَةٍ و تَسلِيم
اللهمّ صلِّ و سلِّم و بارك عليه
و لمَّا بَلغَ صلّى الله عليه وسلّم اثنتي عشرة سَنة رَحَل َ به عمّه أبو طالب إلى البلاد الشَّاميَّة ، و عَرفَهُ الرَّاهب بَحِيرَا بما حَازَهُ صلّى الله عليه وسلّم من وَصْفِ النبوَّة و حَواه * و قال إنِّي أَرَاهُ سيّدَ العالمين و رسولَ الله و نبيَّه ، قد سَجَدَ له الشَّجر و الحَجَرُ و لا يَسْجُدان إلاَّ لِنَبيًّ أوَّاه * و إنَّا لَنَجِدُ نَعتَهُ في الكُتُب القديمة السَّماويَّة ، و بين كتفيه خَاتَمُ النُّبوَّة قد عَمَّه النُّور و علاه * و أَمَرَ عمَّه بردِّه إلى مكَّة تخوُّفاً عليه من أَهل دِينِ اليهوديَّة ، فرجع به و لم يُجاوز من الشَّام المقدَّس بُصْرَاه *
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
مصطفى علي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى مصطفى علي
زيارة موقع مصطفى علي المفضل
البحث عن كل مشاركات مصطفى علي