محبة النبى صلى الله عليه وسلم
العمل جزء من المحبة وليس المحبة جزء من العمل وقد يكون قليل العمل مع وجود المحبة فيرتقى بصاحبه الى درجات المحبوب من منطلق المتابعة و قد يكون كثير العمل مع عدم المحبة فلا يفيد صاحبه شيئا بل قد يخرجه بعقيدته وبعدم محبته عن دائرة اهل الاسلام .وقد أوضح صلى الله عليه وسلم وبين ولم يترك الأمر للتخمين والتحويل بل قد جاءت نصوصه واحاديثه صلى الله عليه وسلم صريحة واضحة وقال الرجل والحديث فى صحيح مسلم وغيره يارسول الله متى الساعة؟قال وماذا أعددت للساعة ؟قال لم أعد لها كثير صلاة ولا كثير صيام الا انى أحب الله ورسوله قال له صلى الله عليه وسلم :يحشر المرء مع من أحب .وفى نفس الباب جاءت رواية أخرى ماذا أعددت للساعة ؟قال لاشئ الا انى أحب الله ورسوله فقال يحشر المرء مع من أحب. وقد قال العلماء اهل الفن ان هذا الحديث قد بلغ مبلغ التواتر وقد رواه اكثر من تسعة أنفس من اصحاب رسول الله بألفاظ متقاربة دالة على ان حتى ان كانت قلة العمل لم أعد لها كثير صلاة ولا كثير صيام ورواية لا كبير صلاة ولا كبير صيام ورواية لا شئ نتيجة ذلك لما قال انى احب الله ورسوله لم يقل له النبى لم تكن فى جوار المحبوب الااذا عملت كما يعمل المحبوب ولو قال ذلك صلى الله عليه وسلم قد اوصدت الابواب وأغلقت النوافذ ولا سبيل لأحد ان يساوى النبى صلى الله عليه وسلم فى عمله ولا فى جهد ولا فى اعتقاد ولا فى اخلاص نية لكن لم يجعل النبى صلى الله عليه وسلم قلة العمل أنها حاجب ومانع لأن يكون المحب فى جوار المحبوب انت مع من أحببت. يحشر المرء مع من أحب حتى قالها سيدنا انس وهو من رواة هذا الحديث ما فرح المسلمون من بعد فرحهم بشهادة الحق بأكثر من قول النبى يحشر المرء مع من أحب وانى لاحب النبى وابا بكر وعمر وأرجو من الله ان أحشر معهم.واذا نظرت الى هذا الصحابى الجليل خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى خدم النبى منذان دخل النبى صلى الله عليه وسلم المدينة عشرة سنوات كان سيدنا انس خادم رسول الله وهو الصحابى الجليل قد روى أكثر من ألف حديث من احاديث رسول الله ومع هذا قال ما فرح المسلمون والمراد بذلك اصحاب رسول الله من بعد فرحهم بشهادة الحق شهادة أن لا اله الا الله وان محمد رسول الله بأكثر من قول النبى يحشر المرء مع من أحب واذا أردت ان تبين هذا المعنى تقل المسلمون الذين هم اصحاب رسول الله وهم علية الناس وأكثر الناس ايمانا أكثر الناس متابعة وأعلى الناس فهما شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ثم من بعد ذلك محبة النبى لم ينظروا الى الاعمال كاعمال كثرة ولا قلة وانما نظروا طلما كانت المحبة نتيحتها المعية فهى اسمى ما تطلب وأعلى ما يرغب فيه الانسان فكانت محبة النبى صلى الله عليه وسلم عند اؤلئك القوم هى الغاية وهى البغية وهى الأمان الذى تطمئن به قلوبهم لانهم يحبون الله ويحبون رسول الله. بهذا صرح ذلك الصحابى الجليل انى احب النبى وابا بكر وعمر واذا نظرنا ان سيدنا انس صحابى ومن اقرب اصحاب النبى اليه ومع ذلك يتقرب الى الله بمحبة سيدنا ابابكر وعمر من أجل انهم محبين لرسول الله أن النبى يحبهم انى أحب النبى وابابكر وعمر انت صحابى كمثل ابوبكر وعمر لماذ جئت بسيدنا ابوبكر وعمر ؟ وانت مثلهم فى جوازة الصحبة والصحبة وحدة لا تتفرق وان كانت هنالك خصوصيات فخصوصيات الامامان انهما كانا حبيبان الى رسول الله وكانت لهم مكانة مخصوصة فى نفس رسول الله لذلك كانت حياتهما معه ومماتهما معه لذلك قال بعض اهل الفن من المحدثين لو أقسمت بأن النبى وابوبكر وعمر خلقوا من طينة واحدة صدقت اذ انهما دفنا معه فى حجرته وعلى مقربة منه وهذا دليل من ادلة قربهما فى حياتهما ومماتهما معه لذلك جعلهم سيدنا انس مما يتقرب بحبهم الى رسول الله والى الله وبهذا المعنى تبين لنا أن محبة النبى صلى الله عليه وسلم لا ترتبط بالعمل من منطلق انه عمل قد يكون قليل العمل مع وجود المحبة كافيا فى رفع درجة المحب ولو لم يكن ذلك ماقالها النبى صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابى .وواحد من الاصحاب ينظر الى النبى صلى الله عليه وسلم ويبكى فسأله النبى عن سر بكائه ؟قال يارسول الله أتذكرك بالليل فلا تطمئن نفسى حتى آتيك اليك وأنظر اليك وانت الآن تحدثنا ونحدثك ونسألك وتجيبنا وان كانت الأخرة رفعت فى درجات النبيين حتى لو دخلنا الجنة لم نكن فى درجتك ؟هذا الصحابى لا ينظر الى الدنيا وانما ينظرالى الحياة الدائمة الباقية الحياة الأخرة النبى فى درجات النبيين بل هى هو اعلى واسمى وارقى فى درجة الوسيلة التى لا يشاركه فيها غيره صلى الله عليه وسلم فأتذكر ذلك فأحزن فسكت النبى صلى الله عليه وسلم .حتى جاء جبريل مبشرا أهل المحبة فى شخص ذلك الصحابى الى آخر الدهر(من يطع الله والرسول فأؤلئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) فغرت اعينهم وينبغى لاهل المحبة بان تغر أعينهم بهذه البشارة التى بشرهم الله بها ما ذكر فيها عمل وانما ذكر الطاعة لله ولرسوله ومن كان ذلك حاله وديدنه فاولئك مع الذين..ليس مهما عمل الناس وأخلصوا فى أعمالهم ان يكونوا فى درجة النبيين هذا شئ ليس فى استطاعة البشر وانما اؤلئك القوم بحماية الله . وقد قال العلماء وذهبوا الى اكثر من ذلك كما ذكر الشيخ على القاضى فى شرحه للشفاء عند ذكره لمحبة النبى صلى الله عليه وسلم قال: كان القاضى ابويوسف تلميذ الامام ابو حنيفة يأكل مع بعض خلفاء بنى العباس وكان فى القوان الدباء وهو القرع فقال القاضى قال سيدنا انس :رأيت النبى يتبع الدباء فى القصعة ومن ذلك الحين أحببتها فقال الخليفة اما اني لا أحبها فقال له القاضى: جدد ايمانك أخبرك عن رسول الله وتخبرنى عن نفسك ؟.انظر ياأخى الى هذه الدرجة من المحبة والتعظيم لرسول الله هذا امر عادى قد يوافق الانسان وقد لا يوافقه طبعا وطعما لكن اذا محبوب لرسول الله لان سيدنا انس ما احبه من منطلق موافقته لطبعه ولا لحلاوة طعمه وانما كان محبته له من أجل محبة النبى له وقال له: جدد ايمانك اخبرك عن رسول الله وتخبرنى عن نفسك ؟و بهذا المعنى تعلم ياأخى كيف كان السلف الصالح وكيف كان اهل المودة والمحبة لرسول الله يحبون النبى ويحبون من له صلة برسول الله .فاذا كان جدد ايمانك فى امر عادى طبيعى فكيف تكون مع اصحاب رسول الله؟ كيف تكون مع اهل بيت رسول الله ؟كيف تكون مع العلماء سير على طريق رسول الله ؟أترى ان الدباء اعلى درجة وارقى منزلة من اؤلئك ؟حاشا وكلا لكن طلما كان الامر متصل برسول الله فكان كل امر حبيب الى رسول الله فهو محبوب. واذا قلنا ان قلة العمل وفى الجانب الآخر كثرة العمل فلا بد لنا من المقايسة حتى تعلم ان قلة العمل هذه مع وجود المحبة غير ضار وان هنالك كثرة العمل مع عدم المحبة لا ينفع صاحبها عمل .قد روى الامام مسلم فى صحيحه عن سيدنا انس بن مالك ورواية الامام مسلم فى كتاب الزكاة فى اخبار الخوارج نحدد هذه النقاط حتى من عنده استعداد للبحث وعنده قوة المراجعة فليذهب.قال سيدنا انس :كان النبى صلى الله عليه وسلم يقسم فجاء رجل فقال أعدل يارسول الله انك لم تعدل قال ويحك من يعدل ان لم اعدل ؟فقد خبت وخسرت ان لم اعدل وعلمائنا يقولوا بفتح التاء لا تقول خبت وخسرت حتى ترجع الضمير الى رسول الله وانما تقول خبت وخسرت وترجع الضميرالى السائل ان لم اعدل فأستاذن سيدنا خالد فى قتله فقال لا تفعل لعلك تدركه يصلى سيدنا انس يصف هذا الرجل الذى قال هذا القول لسيدنا النبى صلى الله علي وسلم ووصفه بعدم العدل قال الرجل ناتي الجبهة بارز الوجنتين محلوق الرأس كث اللحية مشمر الازار انظر الى وصف سيدنا انس لهذا الرجل ناتي الجبهة بارز الوجنتين محلوق الرأس كث اللحية مشمر الازار فلما قام سيدنا خالد ولم يجده رجع قال النبى صلى الله عليه وسلم ان فى ضضئ هذا اقوام يقرؤن القران ولا يتجاوز تراقيهم يخرجون من الدين ولا يعودون اليه .انظر الى هذا الوصف لو اتينا بانسان يرسم كاركاتير واعطيناه هذا الوصف الذى قاله الصحابى ناتي الجبهة بازر الوجنتين محلوق الرأس كث اللحية مشمر الازار فلا يكون الا هؤلاء المخالفين لنا ومخالفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالفين لسنة النبى وحاكمين على الناس بالشرك والكفر هذا تحديد من الرسول صلى الله عليه وسلم ولما يقول للصحابى ان فى ضضئ هذا اقوام يعنى سيكونوا على شاكلته سيكونون على هيئته اذا يااخونا فى قران يقرؤن القران ولا يتجاوز تراقيهم يبخس المرء صلاته بجنب صلاتهم وصيامه بجنب صيامهم يخرجون من الدين ثم لا يعودون اليه اذن فى قران وفى صلاة وفى صيام ايه الناقص؟اللى ما موجود شنو؟قران موجود صلاة موجودة وصيام موجود فى شئ مفقود؟ الشئ المفقود هو محبتهم لرسول الله هذه المحبة لرسول الله هى المفقودة اذن قران صلاة صيام بغير محبة النبى صلى الله عليه وسلم لا ينتفع بها صاحبها وقد وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم ان فى ضضئ ذلك اقوام اذا كان هذا اللبس لما نحن ننكر على هؤلاء القوم لباسهم وهيئتهم يقولوا هذه سنة طيب اذا كانت هذه سنة تشمير الازار كث اللحية حلق الرأس هذه سنة لماذاسيدنا انس وصفهم بهذا الوصف ؟وكان ذلك هو وصف رسول الله وكان هذا وصف اصحاب رسول الله اذاكان وصف النبى عليه الصلاةوالسلام وهوبهذه الهيئة وبهذه الحال ماكان لوصف سيدنا انس معنى لان هذا وصف النبى عليه الصلاة والسلام ووصف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن ما كان ما يميزه على غيره وكان هذا وصف المجتمع الذى يعيش فيه ذلك الرجل؟ ونحن نقول الوصف الذى وصفه سيدنا انس لذلك الخارجى وهو وصف مخالف لصفات رسول الله ووصف مخالف لاصحاب رسول الله لذلك وصفه بما وصفه به وقال : ان فى ضضئ هذا اقوام آخرهم يقاتل مع المسيح الدجال مهما قرأوا القران وفى رواية يقرأون القران طريا لينا تحكيم اصوات واقامة حروف لكن طلما ان المحبة مفقودة ان العمل لا ينتفع به.
اللهم انا نسألك ايمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى أعلى درجة الخلد.
اميييييييييييييييييييييييييييييييين