يس بشير مسكين ، من البهاليل أصحاب البركة والكرامة بالمنطقة ، وقل ما تجد إنسان بشندي لا يحفظ قصة فيها كرامة له ، وتحضرني هاهنا قصة حكاها لي عمي بابكر عبدالله البلال وهي أنه وفي أحد الأيام كان بالجزيرة ساردية في زراعة له وكان اليوم هو يوم جمعة ، فقال لي عمي فأتيت مسرعا لعبور النهر ولا أعلم هل أدرك صلاة الجمعة أم لا لأن وقت الأذان قد بقيت منه بضع دقائق ، قال فلما أصبحت بشرق النيل فإذا بي بيس بشير يحمل جواله لكي يحضر ( قش البهائم ، الكداد ) ، قال فحاولت أن أقنعه بالرجوع معي ل ( الحلة ) حتي ندرك صلاة الجمعة فأبى علي بإصرار شديد منه ، قال لي العم بابكر فلم يعبر النهر بالمركب التي أتيت أنا فيها بل إنتظر التي تليها ، قال : فتركته وأيقنت أنه لن يصلي معنا اليوم وذهبت مسرعا إلي البيت وتجهزت للجمعة في سرعة شديدة وذهبت بكل سرعة إلى المسجد ، قال لي عمي : الشيئ الذي حصل أني لما وصلت المسجد وجدت أن المصلين جالسين ووقت الخطبة قد فات بدقائق معدودة لأن الإمام قد تأخر لعذر غير معلوم ، فجلست أنتظر مع المنتظرين وبعد حين نظرت عبر نافذة المسجد فرأيت يس دخل إلي المسجد وذهب ليتوضأ وهنا وفي نفس الوقت رأيت الإمام صاعداً إلي المنبر وأذن الأذان .