الإخوة الأجلاء والأكارم ما زال أهلنا بساردية ومنذ العام ستة وأربعين يحتفلون بميلاد الحبيب العالي القدر والعظيم الجاه صلوات ربي وسلامه عليه في نفس هذا المكان والذي هو مسجد ساردية العتيق ، فقد كان أهلنا يقطنون داخل الجزيرة ساردية والتي تشرفت وتنورت بوطئ تلك الأقدام الشريفة والطاهرة من لدن الإمام الختم ومرورا بالسيد الحسن أبو جلابية قدس الله سره ولا يزال أهلنا يذكرون تلك الزيارة التاريخية للسيد علي الميرغني رضي الله عنه وفي ذلك اليوم المشهود لم يستطع جدي الخليفة البلال أن ينتظر السيد علي الميرغني داخل الجزيرة فقام بإنتظاره بشرق النيل وعند وصول مولانا السيد علي وصعوده إلي الوابور لم يركب جدي الخليفة البلال الوابور تأدبا مع مولانا السيد علي وما كان منه إلا أن ألقي بنفسه في النيل وسبح حتي وصل الجزيرة مع وصول الوابور فصاح أهلنا حين رأوا ذلك المشهد ( سيدي جا والبلال معا ) ، وحينما ضايق أهلنا فيضان النيل لم يرحلوا عن جزيرتهم إلا بعد مشورة مولانا السيد علي الميرغني الذي كان يقول ( ساردية والعقيدة ديل أهل العقيدة ) فأمرهم السيد علي بالخروج من الجزيرة ليسكنوا شرق النيل في العام 1946م وأشار عليهم بأخذ تراب من رمال خلوة الخليفة الخير بالجزيرة تبركا إلي مكانها الحالي بشرق النيل ولا تزال موجودة إلي يومنا هذا لم تمت فيها قراءة الحضرة وتقام علي أرضها كل عام حولية الإمام الختم والتي يحضر إليها جمع غفير من المنطقة وخارجها ، ولا تزال تلك المحبة الصادقة لأهل البيت عليهم السلام يتوارثها الآباء عن الأجداد جيلا بعد جيل ولسان حالهم يقول نحن الذي همنا به في الصبا وهكذا حتي ليوم النبا أيضا وفي جنات عدن نهيم به ولا ندع لطه الكريم ، كذلك لا يزال أهلنا في ساردية شيبا وشبابا رجالا ونساءا يحتفلون بهذا المولد الشريف في نفس المكان ولسان حلهم يردد أهيم بطه مذ حييت وإن أمت سأوكل طه من يهيم به بعدي ومن مضى منهم أوكل من بقي حتي يرفعوا هذه الرايات رايات المحبة والصدق التي هي سلام في سلام في سلام .
وإليكم ما التقطته كاميرا الدكتور عبد العظيم العبيد في إحتفالات المولد النبوي الشريف بمسجد ساردية العتيق .