بسم الله الرحمن الرحيم....
لعلي لست ذا باع في العلوم السياسية...ولكن من المتابعين لما يجري في الساحة....
وأهم موضوع يجعل العقل يتحير هو مشاركة الحزب الاتحادي في الحكومة....
دعونا نحلل الموضوع ونبدأ الخيط من بدايته.....
ونفتح صفحة التاريخ في ذلك اليوم المشؤم(الذي لا أتذكره بطبيعة السن آنذاك)عندما جاءت العصابة وأمسكت بالحكم بقوة السلاح...
ثم قيد سيادة مولانا السيد محمد عثمان إلى المعتقل...
وهل يا ترى ينسى المرء مرارة إدخاله إلى السجن؟؟؟بالتأكيد لا...
ثم يغادر مولانا السيد البلاد مجبرا...ليبدأ مرحلة جديدة...هي المعارضة...
خرج مولانا السيد لمصلحة الوطن...وقال كلمته المشهورة(سلم تسلم)...
وكان كل همه إصلاح حال البلاد التي أصبحت في يد المغتصبين...
عانى مولانا السيد من (قلة أدب)أولئك الطغاة...فلم يسلم منهم سواء أكان في شخصه أو أهله أو أتباعه....
ويدور الزمن....ويأتي مولانا السيد لمصالحة الحزب الجائر....
لماذا؟؟؟
الناظر لطبيعة وشخصية مولانا السيد محمد عثمان رئيس الحزب الاتحادي (بعيدا عن العاطفية والحب الكامن في القلب لقائدنا ومرشدنا)...
يجد أن مولانا السيد ذا نظرة ثاقبة وذكاء فذ وحكمة بالغة وسياسة محنكة...ورثها كابر عن كابر...
وهذا الامر يشهد به العدو قبل الصديق...
فهل يا ترى يبيع مولانا السيد تاريخه ومجده في سبيل لا شيء؟؟؟
بالتأكيد الجواب البديهي لا....
لا بد أن هناك سر...والسر هو ما قاله سيادته....وهو ما خرج من أجله ثلاثة وعشرون سنة....
إنه مصلحة الوطن والمواطن....
لماذا نذهب بعيدا....
أليس يقال هذا الشبل من ذاك الأسد؟؟؟
أليس السيد محمد عثمان هو سليل النبوة؟؟؟
أليس هو ابن سيدنا الحسن وسيدنا الحسين سيدا شباب أهل الجنة؟؟؟
فلماذا ينكر عليه أن يتمثل بهم...ولماذا يتهم عندما يفعل مثل فعلهم؟؟؟
أليس التاريخ يقول بأن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما قد بايع سيدنا معاوية...رغم الخلاف بينهم...
بالتأكيد المثال يختلف والتشبيه يختلف خاصة عندما نقول سيدنا معاوية...(واللبيب يفهم)...
لكن العلة واحدة...والسبب هو نفسه....
سيدنا الحسن رأى مصلحة الجماعة فوق مصحلة الفرد...ومصلحة الجل فوق مصلحة البعض...ومصلحة الأمة فوق مصلحة العصبة...
والتاريخ يعيد نفسه....
لا أنكر عليكم بأن شخصي الضعيف لا يحبذ المشاركة...وإلى الآن أتمنى لو يراجع الأمر...
لكن أوقن تماما..وكل من له عقل ويضع الامور في موازينها يوقن تمام اليقين بأن مولانا السيد لم يشارك ولم يضع يده الشريفة في يد الظلمة..
إلا وأن في الأمر حكمة...
وإن كان بعيدا عما نعتقده نحن الختمية في مولانا السيد وعما يعتقده المريد في شيخه...
فلا بد أن السيد ذلك الرجل الحصيف الذكي يفكر في أمور اخرى...وقد حسب حسابات كثيرة لهذه الخطوة...
وهذا فقط من واقع التجربة ومن واقع ما يمتاز به سيادته في الحياة السياسية...
لله درك سيدي...
نصرك الله وشد من ازرك وبلغك ما تتمناه....
اطلب العذر إن كان بعض ما كتبته خطأ...فهذا فقط ما جال بخاطري...
بارك الله فيك أخي منذر محمد وشكر الله سعي مشاركيك الجاد في الطرح غيرة علي هذا الجناب المعظم ، وقد كنت موفقا بإيراد قصة سيدنا الحسن مع سيدنا معاوية حينما تنازل عن الخلافة حقنا لدماء المسلمين فجاء فعله هذا تصديقا لقول جده المعصوم عليه الصلاة والسلام ( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين.) وقد كنا فعلا ضد المشاركة ولكن كان ذلك حينما ظننا أنها صادرة عن أشخاص من الحزب ولما علمنا أن مولانا بارك الخطوة وذكر ذلك في لقاء له مع صحيفة الشرق الأوسط فأنا اليوم مع المشاركة وبشدة خاصة بعد تعيين السيد جعفر مستشاراً وكما قال بعضهم أن السيد محمد عثمان ليس معصوما نعم السيد محمد عثمان ليس معصوما فلا عصمة الا للأنبياء عليهم السلام كما تعلمنا ولكن السيد محمد عثمان يا أخي
( محفوظ ) ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيرا) سورة الأحزاب : والله عز وجل اذا أراد شيئا فعله وعليك بتقارير الصحف التي تتحدث عن المشاركة تجدها طافحة بالمبررات وليست هي مبررات واهية أو بحث عن تبريرات للتبييض وجوه المشاركين ولكننا نقولها بقوة وبعزة هذا رأي حكيم من مولانا السيد محمد عثمان الميرغني يدعم الوحدة الوطنية في وقت الناس هم أحوج ما يكونون لهذه الحكمة وهذه الرحمة التي لا توجد الا عند من طهرهم الله عز وجل من كل الأرجاس وسوف تبين لكم الأيام حكمة المشاركة وهاهي الأشياء بدأت تتكشف يوما بعد يوم ولو أنهم صبروا لكان خيرا لهم وأنا أنصح جميع اخواننا الختمية بقراءة كتاب الشيخ علي زين العابدين المسمي بتاج الأولياء والأولياء عله أن يكون بمثابة البلثم الشافي للصدور ونختم القول بمن قالوا أن أهل المؤتمر الوطني يخادعون السيد فالسيد ليس طفلا حتي يخدعه أمثال هؤلاء وأين انتم من الإسناد الخفي وأهلنا في مصر المحروسة يقولون خليك ورا الكداب لحدي الباب ولسيدنا عبد الله بن عمر قولته المشهورة ( من خدعنا بالله انخدعنا له ) .