في آخر ايام السيد علي الميرغني كان السيد محمد عثمان الميرغني ينوب عن والده في اشياء كثيرة حدثنا حول لقائه بجمال عبد الناصر والزيارات الخارجية للسيد محمد عثمان؟
عندما تأخذ الجوانب المختلفة عن منهج السيد محمد عثمان الميرغني كمنهج وطني عربي ومنهج اسلامي تجد ان هنالك اعباء كثيرة وضعت على عنق السيد محمد عثمان من منطلق الصلات التي كانت تربط مولانا السيد علي بالعالم العربي والعالم الافريقي والعالم.
وغير ممكن مولانا السيد محمد عثمان طالما ما هو اصبح الخليفة واصبح المسؤول عن الطريق واصبح منهج مولانا السيد علي الميرغني بين يديه ان يقصر في المنهج والمؤتمر العربي الذي عقد في الخرطوم وكان من انجح المؤتمرات للقمة العربية التي جمعت بين عبد الناصر والملك فيصل كان السبب في مجيء الملك فيصل للسودان مولانا السيد علي لانه ارسل للملك فيصل عندما عرف انه اعتذر عن المجيء للسودان من منطلق وجود عبد الناصر وكان بينهما حساسيات معلومة عند الناس وكانت حروب في منطقة اليمن.
مولانا ارسل السيد احمد برسالة للملك فيصل حتى يحضر للسودان ولحضور مؤتمر القمة. مشكورا الملك فيصل لبى الدعوة وجاء وكان هذا سبب من اسباب المصالحة والمقابلة بين الاشقاء العرب لان البعض كان يقف مع عبد الناصر والبعض يقف مع فيصل فزالت الحساسيات وزالت العصبيات التي كانت موجودة وكان مؤتمر اللاءات المعلوم وهو انجح مؤتمر السبب فيه مولانا السيد علي الميرغني والسبب فيه اولاد السيد علي. ومولانا السيد محمد عثمان تحمل الاعباء التي كانت موكولة له من السيد علي ولابد ان يقوم بكل ما كان يقوم به السيد علي الميرغني من صلات ومن معارف.
جمال عبد الناصر معروف صلته الوثيقة بالسيد علي ومعروف السيد علي بصلته الوثيقة بجمال عبد الناصر الذي يعتبر واحداً من تلاميذ السيد علي في اللعبة السياسية وفي الفهم العام.
ماهي صحة المقولة التي تنسب للسيد علي في وصيته لابنائه بان لا يدخلوا ايديهم في الاناء وهو ساخن؟
هذا كلام لا اصل له ومن قال هذا الكلام له غرض من هذا الكلام بانهم لا يتصدون للاشياء، بل ينتظروا حتى الامور تستقر.
اذا الامور اصلها تستقر واستقرت غير محتاجين لتدخل احد. لابد ان يتدخل الناس في الوقت الذي فيه الامور غير مستقرة حتى تستقر الامور. وهذا كلام غير صحيح بدليل ان السيد محمد عثمان عندما توفى الزعيم اسماعيل الازهري كل الناس صمتوا وطأطأوا رؤوسهم.
الطائرات كانت فوق رؤوسنا والدبابات كانت من تحت والعساكر يحيطون بنا، الرجل الوحيد الذي تكلم واوضح مقام الزعيم الازهري. وكانت البلد محكومة بالشيوعيين واعلن ان الحزب ضد اليسار المتطرف وضد اليمين المتطرف وسنحاربهم.
لا يوجد انسان في ذلك الوقت له القدرة على ان يقول اي حديث او كلام. يتحدث عن الازهري وغيره من الموضوعات وترك الامور حتى تهدأ. هذا كلام غير سليم وغير صحيح ومن قاله صاحب غرض ومرض.
السيد علي الميرغني لم يجمع ابداً ما بين القداسة والسياسة والسيد محمد عثمان الميرغني جمع ما بين رئاسة الحزب والطائفة. وهنالك مقولة انه لا يمكن الجمع ما بين السلطتين الروحية والسياسية منذ عهد سيدنا على الكرار؟
هذا ايضاً كلام غير سليم معناه ان السيد علي كان بعيداً عن السياسة هذا معناه غير صحيح. السيد علي هو الذي جمع الاحزاب الاتحادية ووحد بينها في حزب واحد ولولا جهد السيد علي وبذل السيد علي ما كانت تلك الاحزاب الاتحادية توحدت تحت اطار الحزب الوطني الاتحادي.
وبالتالي حتى لو كان رئيس الحزب الوطني الاتحادي هو السيد اسماعيل الازهري كان الاب الروحي والمرشد والموجه هو السيد علي الميرغني بدليل ان اسماعيل الازهري عليه الرحمة قال مقولته المشهورة لو لا الاسد الرابض في حلة خوجلي ما نال السودان استقلاله.
لو كان السيد علي بعيدا عن السياسة وبعيدا عن العمل العام ما كان حديث الرجل الذي يشغل منصب رئيس الحزب ومن داخل اللعبة السياسية يقول لو لا الاسد الرابض في حلة خوجلي. السيد علي رابض في حلة خوجلي ساكن في داره لكنه يحرك السودان في ساعة واحدة لان حوله رجال وحوله اناس وما عليه الا ان يتكلم الكلمة وهذه الكلمة تطير للشمس وتفعل العجائب والغرائب.
مولانا السيد علي الميرغني كان حوله ناس وهؤلاء الناس يعرفون مقام الرجل هؤلاء الناس يعرفون مقدار ما يقوله السيد علي وتوجيهاته تنفذ بدقة وبالحرف من اناس لهم تأثيرهم ولهم وجودهم حتى (حسن نجيلة) في كتابه يقول فيه (من ظن ان نجاح الحزب الوطني الاتحادي في الفترة ما بين عامي 1955 – 1956 لا يظن ان السيد علي هو تدخل في المسألة وقاد الحملة الانتخابية انسان لا يفهم الحياة السياسة ولا العمل السياسي).
مولانا لم يكن بعيداً عن السياسة ولم يكن بعيدا عن العمل ولكن موكل هذا العمل الى اناس لهم المقدرة للقيام بهذا العمل، يوكل السيد علي الميرغني لاناس لهم مقدرة ووعي وفهم وادراك يقومون بهذا العمل على الوجه الاتم.
هذه النوعية من الناس الذين كانوا على عهد السيد علي وكانوا يقومون بهذا العمل الان مفقودين في عهد السيد محمد عثمان لذلك دعاه ذلك الحال ان يخرج ليعقد المؤتمرات ويتكلم في الليالي السياسية ويجري المناظرات من منطلق ان الناس الذين كانوا موجودين في حياة مولانا السيد علي متحملين ذلك العمل على الوجه الاتم وما كانوا يجعلون مولانا في حاجة للخروج معدومين في الوقت الحالي. لذلك تكلف بهذا العمل السيد محمد عثمان. واستطرد محدثي قائلاً: كلمة سياسة ودين يختلفوا هذا كلام غير سليم. لو نعرف على ان الدولة الاسلامية من الحياة المحمدية وحياة سيدنا ابو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي الذي ذكرتهم كانوا يجمعون بين العمل الديني وهم كخلفاء راشدين وهم الحكام وهم الموجهين للجيوش، وهم ######## الامة. وكل شيء كان يخرج من مقرهم ومساجدهم. لم يكن سيدنا علي بعيداً عن العمل الديني والعمل السياسي ومن هو الذي قال ذلك، سيدنا علي في عهده كان هو الذي يمسك السياسة وكان يمسك الدين.
هذا كلام غير سليم سيدنا علي كان امير المؤمنين وكان الخليفة وكان القائد وكان الموجه وكان كل شيء. وكذلك سيدنا ابو بكر. والاصل في ذلك هو سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام. من اراد ان يفصل بين السياسة وبين الدين هذا انسان لديه غرض بان يبعد اهل الدين الذين هم اهل الفكر وهم اهل الفعل وهم اهل الفهم فاذا بعدوا هؤلاء نترك (شنو) ..نترك السياسية للاوباش واقزام الناس حتى يحكموننا لابد ان يكون اهل الفهم واهل الفكر هم موجودين ويديرون حركة العمل الجمع بين الامرين في حياة النبي وفي حياة الخلفاء الراشدين وفي حياة الخلافة الاموية والعباسية والفاطمية كان الخليفة هو مدير العمل السياسي فلماذا نحن نفصل بين الدين والسياسة .
الاسلاميون في مقالاتهم في الصحف يقولون ان السيد على الميرغني جاء مع الجيش الغازي بقيادة كتشنر باشا ما هو تعليقك ؟
انت تعرف يا اخي هذه كلمة اختلقها كما قلت اعداء السيد على كذب وصدقوها هم
هي اصلها كذبة لكن الكذبة هذه صدقها الناس الذين قالوا بها اولا يا اخي السيد على عندما كان الفتح للخرطوم في عام 1898 كان الفتح الامدرماني هذا هو التاريخ
السيد على لم يأت للسودان ولم يصل للخرطوم ليراها اول مرة في حياته ما بين 1900 الى 1901 م البعض يراها في 1900 والاخرون قالوا ان دخوله كان عام 1901 م
جاء من اي طريق ..والتاريخ يقول ان السيد على الميرغني جاء عن طريق كسلا وصل كسلا الى البطانة وكل المناطق التى مر عبرها معلومة وحتى المشرع الذي قطع به نهر عطبرة حتى اليوم يسمى مشرع السيد فجاء الخرطوم ليراها اول مرة في حياته لانه مولود في منطقة مساوي ومن مساوي الى ارتولي الى سواكن الى ان خرج الى مصر في فترة المهدية الاولى السيد على كان في مصر وكان في سواكن وعندما سقطت كسلا قبل سقوط الخرطوم بثلاث سنوات هذه الفترة كان السيد على في كسلا وعندما فتحت امدرمان وفتحت الخرطوم السيد على جاء للخرطوم نهاية عام 1900 او 1901 .
والكلام الذي اقوله لك هذا هو كلام التاريخ احمد سليمان المحامي كان له باب ثابت في صيغة الصحافة بعنوان على مسؤوليتي كتب هذا المقال وقال ان السيد على جاء للخرطوم عام 1900 بعد فتح امدرمان ب 3سنوات
والبروفيسور ابو سليم مدير دائرة الوثائق ايضا كتب ان هذه فرية وضعها اعداء السيد على وقال البروفيسور ابو سليم ان السيد على لم يكن في يوم من الايام عسكريا ولم يكن في يوم من الايام في جيش او ضابط او جاء عن طريق مصر او جاء مع كتشنر
ولم تكن له صلة تربط بين هذه الحملة ووجوده لانه كان موجودا في كسلا وجاء الى الخرطوم عام 1901 م .
وكل الذين تحدثوا لم نجد ابداً شخصا قال ان السيد على جاء ووصل للخرطوم قبل عام 1900م .
هنالك مقولة بان وعاء الختمية اصبح ضيقاً عن استيعاب تطلعات ابناء الختمية بدليل ان اغلب الذين يقودون الحركة الاسلامية هم ابناء الختمية بدءًا من الدكتور حسن الترابي والاستاذ على عثمان النائب الاول لرئيس الجمهورية ؟
هذا كلام غير سليم اولاً :
اخونا علي عثمان وان كان ينتسب للتصوف ينتسب للطريقة الختمية غير سليمة اما حسن الترابي فوالده كان قاضيا الاسرة اسرة ختمية يعني اجداده من جهة امه امثال الخليفة الحسن والخليفة ابراهيم والخليفة البشير هؤلاء هم خلفاء الختمية لكن اجداده من جهة امه .
اما الشيخ حمد الكبير صاحب القبة الشيخ حمد الترابي هذا لم يحضر الطريقة الختمية ولا عاصر الطريقة الختمية بل بينه وبين الختم ما يقارب ال 200 سنة يسبق الامام الختم في هذا الجانب . فالناس الذين اخذوا الطريقة من آل الترابي الخليفة البشير والخليفة ابراهيم والخليفة الحسن وهم اجداد لحسن الترابي اجداده من جهة امه .
نحن اذا جعلنا حسن واحد من آل الترابي وهو نبراس الجانب الاسلامي الحديث في السودان نحن لا نقول كان حسن ختميا وخرج عن الطريقة .
حسن الترابي لم يكن في يوم من الايام ختمياً حتى في حالة صغره او في بدايته لم يكن ختمياً حتى نقول خرج من الطريقة وعمل وجها اخر .
بل كان ابوه رجل عالم ورجل قاضي وعندما يسأل عن مسألة والمسألة تكون اجابتها لم ترض السائل يقول له ولدنا حسن دا عنده دين جديد اذهب اسأله هو .
هذا دليل على ان الترابي منذ حالة صغره كان الخلاف يحصل فيه نحن خروج حسن مننا ..هو لم يكن معنا حتى يخرج مننا .
لكن حسن في طبيعته ومن اصله لم يكن مع الناس حتى يخرج او يدخل الطريقة الختمية استيعابها للناس الان خير شاهد على ان الطريقة الختمية في وسعها والطريقة في جمعها والطريقة الختمية في قيادتها لاهل الطريق والتصوف هذه الحولية نحن الان مجتمعين حتى نتكلم معك فيها ..انظر قبل عشر سنوات لترى كم كانت هذه الحولية محصورة
كانت الحولية محصورة على عدد محصور على مقدار اهل الخرطوم في دائرة السيد على بعدد مخصوص للختمية الموجودين بالعاصمة .
لكن اليوم حولية السيد على على مقدار اهل السودان شرقه وغربه وشماله كل الناس يأتون في الدار لم يجتمعوا فيها من اجل الحولية .
اذن الحولية الان زادت اضعافا مضاعفة بل كانت تقرأ المناقب والناس ينصرفون، اليوم يقام اسبوع ثقافي موجود بدأ امس ويمتد الى يوم الاربعاء الجانب الاخر في الصحف في الماضي الحولية قبل 15 عاما انت لم تأت لتسألنا فما الذي اتى بك اليوم .
ذلك معناه ان الحولية اصبح لها صدى واصبح لها جهد لفت انظار الناس اليوم الصحف اليومية كلها تكتب عن الحولية وتكتب عن السيد على .
في الماضي لم يكن يوجد مثل هذا الكلام الاذاعة التلفزيون اللافتات المضيئة ..هذا كله لم يكن موجوداً ولم يكن الناس (شغالين به) الان الناس اهتموا بهذا الجانب لان الختمية الان اتسعت وصوت الختمية اصبح صوتاً مسموعاً .
وصوت الختمية بلغ اقاصي البلاد وادناها من منطلق التأثير الصوفي الموجود في الختمية التى جمعت كل اهل الطرق باختلاف مشاربهم باختلاف توجهاتهم لايرون الختمية الا قائدة الطرق الصوفية .
والكل يضعوا اياديهم وآمالهم مع السيد محمد عثمان في قيادة العمل الديني والاسلامي واضاف قائلاً :
نحن اذا مازدنا مانقصنا ..بل نحن نرى انفسنا في الوقت الحاضر زدنا اضعافا مضاعفه اذا كان العمل في الماضي محصورا فهو الان اصبح تحت الشمس وتحت الوضوح ولك ان تشهد اسأل ربنا يحيينا ويحييك وتأتي يوم الخميس لتشاهد اعداد الناس الذين يحضرون الحولية التى تقدم الدعوة فيها للسفراء والوزراء والاعيان .
في السابق كانت مقصورة علينا نحن الختمية نقرأ المناقب ونتناول العشاء وننصرف كلمة واحدة لم تكن تقال ..اليوم لدينا شباب في الجامعات موجود لدينا شباب على مستوى العاصمة ولدينا شباب على مستوى الاقاليم وكل هؤلاء يأتون يوم الاربعاء ولدينا طابور يوم الخميس من بعد صلاة العصر يجوب الخرطوم بحري كلها وليس فيه الا الشباب نحن لا نقول اصابنا الضيق او ان الطريق لم تستوعب الناس .
ونحن نقول نحن في وسع ونحن في ازدياد وبعد ذلك اجيال اليوم ليست ناس تبعية يمكن ان تقول ان الناس السابقين الواحد فيهم كان ابوه ختمي هو يصبح بالتالي ختمي .
لكن الناس الان من معتقد ومن معرفة ومن ادراك بان هذه الطريقة طريقة المثقفين طريقة اهل الوعي طريقة اهل الادراك جمعت فأوعت .