الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولاه
والصلاة والسلام علي من علمه منه العلوم كعيون من بحور تمتلا
وتحيات الله ورحماته ورضوانه الاتم علي سادتي الكرام جبال العلم والبركة من آل بيت رسول الله آل بيت الشرف والغني الدنيوي والاخروي
اولاً اشكرك (اخي وصديقي ودفعتي ... وشيخي - تحت تحت كدا ) وليد قاسم علي الهدية القيمة والتي هي هذه النسخة الانيقة المظهر والمخبر من هذا السفر الموفّق والذي ما أن تسلمته من يد اخونا الحبيب حسين بابكر وودعته وشرعت بعد ذلك في تصفحه حتي تأكدت تماماً من صدق وصف استاذنا الكبير الدكتورالشيخ : حسين النور حفظه الله .. في أن المتصفح له لا يستطيع أن يضعه عن يده ولا أن يرفع بصره ولاباصرته عنه .. وسامحك الله اخي ( اديتنا السهر اليوم داك ) ..
ثانياً أعتقد أن هذا الكتاب علي (مساره المحدد) بجزئية - اعتقد انها يسيرة - من النشاط الهائل لهذا الطود الشامخ سلطان الاكوان مولانا السيد علي الميرغني في ميدان الدعوة الا انه في غاية من الاهمية نظراً لشح التوثيق لمثل هذه الاعمال الجليلة وقطعاً يعود ذلك في المقام الاول لحرص هولاء السادة الاكارم علي اخفاء اعمال البر التي يقومون بها احتساباً للثواب عند من وفقهم اليها .. وتحضرني هنا قصة - لا اذكر تفاصيلها كاملة - اوردها عمي الراحل الاستاذ محمد الخليفة طه (الريفي) عن زيارة له مع مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الي الشمالية وعند وصولهم الي احدي المناطق – واظنهم قد افتتحوا فيها مسجداً - امره مولانا أن يلقي كلمة يحيي بها الحاضرين ويشكرهم فيقول – والحديث لعمي (الريفي) – طفقت اسأل أهل المنطقة عن تاريخ المنطقة وأثر الطريقة فيها وانجازاتها فيقول أنه كاد أن يبكي عندما علم أن المدرسة والمركز الصحي في المنطقة هي ايضاً من افاضات يمين مولانا السيد علي المباركة ويقول في معني حديثه انه كان يظن أنه ولقربه اللصيق من مولانا السيد علي قد كان محيطاً بجل نشاطاته الخيرية الا انه يكتشف كل مرة ان ما خفي عنه اعظم ... فهكذا كانت سيرتهم في دار الفناء ولكن من بعد انتقالهم الي دار الجزاء فلاشك ان من اوجب الواجبات ذكر ما فعلوه ونقله للاجيال القادمة تحفيزاً للهمم واحقاقاً للحق لاهله .. ولعل الحق جل وعلا يجعل من بروز هذا الكتاب من طيات الغيوب الي عالم الشهادة ايذاناً وبشارة بتوالي التوثيق لهولاء السادة الاكارم .
ثالثاً اول انطباع تلقيته كقارئ هو أن المؤلف حريص للغاية علي النقل الصادق لما وجده وبعيد كل البعد عن التكلف حتي في الصياغة الادبية المباحة التي يتدخل فيها تحليل الكاتب للاحداث واختياره للالفاظ لتزويق وتحسين ما يورده من معلومات ولعله ذكرني بكتاب (تاريخ حياتي) للراحل (بابكر بدري) في هذا الاطار ... وهذا وإن كان ميزة جميلة تروق الباحث المتخصص او القارئ المحب صاحب الخلفية إلا أنه وبالنسبة للقارئ العادي يحتاج لعناصر جذب اضافية وإن كان هذا – في ظني – لم يكن ضمن اركان استراتيجية الكتابة التي اختارها المؤلف اذ أنه اختار نهج التوثيق والنقل الامين للمعلومة وترك للقارئ محاولة التحليل والخروج بما شاء من نتائج .
رابعاً وضع المؤلف يده علي جرح تاريخنا – كسودانيين – المندثر المدفون في صدور الرجال ووضح تماماً أهمية بذل الجهد في توثيق هذا التاريخ الشفاهي قبل ضياعه وأرجوا أن يدعو ذلك كل المطلعين عليه – أي الكتاب - من المهتمين باعلاء شأن الطريقة لأن يوثّقوا توثيقاً أميناً لكل ما تقع ايديهم عليه الي حين أن يقيض الله لهم الباحثين من الكُتاّب فيجدوا لديهم اللبنة الاولي مؤسسة ليبنوا عليها بشكل أسهل وأسرع .
خامساً كان من الممتع لي مشاهدة خارطة رحلة الختم الدعوية واذكر أنها كانت حلماً يراود خيال اخي وليد مؤلف الكتاب منذ امد بعيد واعتقد انه بهذا قد وضع تصميماً ابتدائياً – واصبح الحديث من هنا هندسياً قليلاً ما – لهذا المشروع الايضاحي التوثيقي الجميل وأرجوا أن يواصل ما ابتدأه حتي يصل للصورة الاكمل .
سادساً وأخيراً هذا السفر الموفّق في توقيت اصداره قد أتي والبلاد التي عرفناها قد تقلصت وانقسمت ويبدو انها في طريقها الي مزيد من التقلص والانقسام وصارت بعض المناطق المذكورة فيه داخل دائرة الخطر ... فلعل في اصداره شئ من بعث الأمل والهمة في النفوس وتذكير بالصورة الكبيرة لأمر الدعوة الذي نحن فيه وساداتنا نسير علي قدم صاحب الميدان الاوسع المبعوث رحمة للعالمين جميعاً صلوات ربي وسلامه عليه ... فشكراً لك وليد علي هذه النسمة الطيبة العطرة في زمن الاختناق .
ختاماً لا يسعني الا أن أهنئك علي ما فعلت واسأل الله أن يثيبك عليه ثواباً عظيماً وان يجعله فاتحة لمزيد من الابداع وأن يجعل هذا – المولود الاول – بشارة وإشارة الي يُمنِ خطوتك (الشخصية) مؤخراً – (وكان عارفين كدي كان دفرناك دفرللعرس من زمان) .
تحياتي للجميع ودمتم رافعين لرايات الامام الختم اينما كنتم .