عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2011, 01:53 PM   #71
أحمد كرموش


الصورة الرمزية أحمد كرموش



أحمد كرموش is on a distinguished road

افتراضي رد: مشاهد مصورة من حولية مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الختم ...


خطاب رابطة الختمية بالخرطوم في هذه الذكري العطرة


بسم الله الرحمن الرحيم


وبه الإعانة بدءاً وختماً وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفا واسماً



آلُ النبيَ وجدنا حبكم سبباً # يرضي الإله به عنا ويُرضينا


فلا نخاطبكم إلا بسادتِنا # ولا نناديكم إلا مَوالينا


صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني
السادة الأشراف
أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ
الآباء والأمهات الكرام
الإخوة والأخوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أولا : يطيبُ لي في بداية هذا الخطاب أن أحيي هذا الجمع الكريم وهو يحتفل بهذه الذكرى العطرة ، ذكرى شيخ الطريقة ومعدن الحقيقة الإمام القدوة ، الشريف الحسيني المكي ، السيد محمد عثمان الميرغني ( الختم ) رضي الله عنه .
ولد صاحب هذه الذكرى أيها الإخوة والأحباب ، بالا راضى المقدسة في ربيع الأول سنة 1208 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فحفظ القران الكريم ، ودرس العلوم الشرعية على أكابر علماء مكةِ المكرمةِ إلى أن برع فيها ، فتصدر للإفتاء والتدريس بالحرمِ المكي الشريف ، ونهل من علومه الكثيرُ من طلبة العلم ، الذين انتفع بهم الجم الغفير من الناس ، وقد وجه رضي الله عنه ، عنايته الخاصة للتأليف النافعة والضرورية للمسلم في حياته اليومية فقهاً وسلوكا وعملاً ، واتسمت مؤلفاته بالوضوح ، وسهولةِ اللفظِ ، والإيجاز البليغ ، وحسن التعبير ، نظماً ونثراً ، مما يتناسب مع إدراك العامة ، وفهم الخاصة ، وذوق خاصةِ الخاصةِ من العلماءِ والفقهاءِ ، منها على سبيل المثال لا الحصر : تفسيره للقران الكريم الذي سماه ( بتاج التفاسير ) ، والذي يدرس الآن في لأزهر الشريف ضمن مناهجه التعليمية ، ومنها كتابه ( منجية العبيد ) في علم التوحيد ، ومنها كتابه ( رحمة الأحد في اقتفاء اثر الرسول الصمد ) في الفقه ، ومنها كتابه ( مصباح الأسرار ) في السيرة والشمائل النبوية ، ومنها كتابه ( الخزانة القدسية ) في علم التصوف والسلوك ، ومنها كتابه ( شرح منظومة البيقوني ) في علم الحديث ، ومنها كتابه ( شرح ألفية ابن مالك ) في النحو ، ومنها ( المولد العثماني ) ، ومنها ( النور البراق ) ، إلى غير ذلك من المؤلفات التي بلغت العشرات ، طبع منها حتى الآن أكثرَ من خمسينَ كتاباً .
وعندما أكمل رضي الله عنه تحصيل العلوم الشرعية اتجه إلى طريق التصوفِ بعزم ٍ صادق ٍ وهمةٍ قويةٍ ، فأخذ الطريقة الشاذلية والقادرية والنقشبندية والجنيدية والميرغنية ، طريقة جده السيد عبد الله الميرغني المحجوب ، على أيدي العديد من المشايخ العارفين ، ثم اجتمع بعلامةِ عصره الدر النفيس السيد احمد ابن إدريس رضي الله عنه ، فأحبه وأخذ عنه ولازمه فأجازه بإنشاء الطريقة الختمية بإذن من النبي صلى الله عليه وسلم .
بعد ذلك انصرف رضي الله عنه إلى نشر الدعوة الإسلامية وعمره آنذاك خمسوعشرون سنة ، بل دون ذلك ، حيث قام رضي الله عنه برحلاتٍ طويلةٍ وشاقةٍ في مختلفِ البلاد ، إلى مصر واليمن والسودان وإثيوبيا واريتريا وغيره من البلدان ، قاسى فيها ما قاسي من التعب والمشاق ، فشد العزم وواصل جهاده فوفقه الله تعالى ، وكتب له النجاح والظفر حيثما توجه وأينما حل ، حتى تمكن بفضل الله ورحمته من هداية كثير من النصارى والوثنيين ممن لم تبلغهم الدعوة إلى الإسلام ، والتمسك بتعاليمه ، ونشر العلم والمعرفة بينهم،بفتح الخلاوى لتحفيظ القران الكريم ، وبناء المساجد لإقامة الصلوات ، وتدريب الوعاظ والمرشدين من الفقهاء والحفاظ ، وتنظيم مجتمعاتهم على تعاليم السنة الغراء ، قال النبي صلى الله عليه كما في صحيح مسلم : ( تركت فيكم الثقلين كتاب الله حبلٌ ممدودٌ بين السماء والأرض وعترتى آل بيتي ، وإنهما أي الكتاب وآل البيت لن يفترقا حتى يردا على الحوض ) .
ومما يحمد للإمام الختم رضي الله عنه بالإضافة إلى ما ذكرنا ، أنه وضع فى بلادنا هذه مبادئ تحقيق الوحدة الوطنية الحقة ، وذلك بنبذ العصبية البغيضة المبنية على العرق واللون والجهة ، والتي كانت متفشية في هذه البلاد وما زالت ، حيث أشار إلى هذا المعنى في آخر توسله بأسماءِ الله الحسنى ، جامعاً لكبار خلفائهبقوله :


تعم نقيباً صادقاً عربي # ويعقوب حماداً وأهل الطريقة


فالنقيب من شمال السودان ، وحمد الصادق والقاضي عربي من كردفان ، ويعقوب الحلنقي من شرق السودان ، وحماد البيتى من مساليت دارفور .
ومن الحقائق التاريخية التي يجب على الناس الإلمام بها ، أن الإمام الختم رضي الله عنه ، هو أول من أسس معهداً لتعليم النساء في هذه البلاد في مدينة سواكن ، كما أشار إلى ذلك الشيخ بابكر بدري في مذكراته ، في وقت كانت المرأة محرومة من أبسطِ حقوقها الدينية والمدنية .
وعلى درب هذا السيد العظيم سار خلفاؤُه من بعده ، ابنه السيد الحسن أب جلابية ، صاحب الكرامات الباهرة والبركات الظاهرة ، وحفيده السيد محمد عثمان الأقرب دفين مصر ، وابنه سلطان العارفين مولانا السيد على الميرغني ، وآرث مقامهم في الحس والمعنى ، ذلك الرجل الذي مدحه أكابر أهل اللهِ ، من أمثال الشريف يوسف الهندي ، والشيخ قريب الله ، والشيخ عبد الباقي المكاشفي ، والشيخ عبد الرحيم البرعي ، وغيرهم ، وقال عنه الرئيس الراحل السيد إسماعيل الأزهري : ( لولا الأسد الرابض في حلة خوجلى ، لما نال السودان استقلاله ) ، ولم يأتي كلام الزعيم الأزهري عبثاً أو مجاملة ، وإنما جاء نتيجة لما وجده من مولانا السيد على ، جزاه الله عنا خير الجزاء ، من دورٍ مقدرٍ ومعروفٍ في رعاية مؤتمر الخريجين ، ونتيجة لإسهامه الفعال في توحيد الأحزاب الاتحادية ، ونتيجة لرعايته ودعمه للحزب الوطني الاتحادي، حزب الحركة الوطنية ، الذي تحقق على يديه استقلال هذه البلاد .
وكما قام مولانا السيد على بدوره كاملاً تجاه الحركة الوطنية ، كان له أيضا دوره المقدر والمعتبر في قيادة الطرق الصوفية ، وتوحيد كلمتها ، وحل المشاكل التي تواجهها ، ووقوفه بصلابة ضد مخططات الاستعمار ، التي أرادت أن تعزل الإسلام ورجالات الطرق الصوفية من حركة المجتمع السوداني .
كما يشهد التاريخ بأن مولانا السيد على الميرغني رضي الله عنه ، هو من كان ينظم القوافل ، ويرسل العلماء والدعاة ، إلى جبال النوبة ، والى جبال الأنقسنا ، والى جنوب السودان ، ومساجده وزواياه وخلاويه التي بناها في تلك الأصقاع ، لا تزال تقفُ شاهدة ، إلى يومنا هذا ، تدل على عظمة هذا الرجل ، ودوره المقدر في نشر الإسلام ، وتثبيت أركانه في هذه البلاد القارة ولا عجب من بعد ذلك إن قلنا أنه أول من دعا إلى قيام الجمهورية الإسلامية في السودان ، وذلك عبر بيانه المشهور في نوفمبر سنة 1965م .
تجيء هذه الذكرى أيها الإخوة والأحباب ، وبلادنا تمر بمنعطفٍ خطيرٍ في مسيرتها ، وذلك من خلال تقول قوى الظلم والعدوان الداخلية والخارجية على تاريخها ومقدساتها ووحدتها ، وهذا يدعو إلى حزم الأمر ، ووحدة الصف ، وتوحيد الكلمة ، والوقوف بصلابة أمام هذه التحديات الكبرى ، ونحن بحمد الله مؤهلين للقيام بمثل هذا الدور ، وذلك لأن تاريخنا البعيد والقريب مشرف وناصع ويشهد بذلك ، وهذا ما يهم مولانا السيد محمد عثمان الميرغني حفظه الله في هذه الأيام ، حيث أطلق مبادراته للحوار والوفاق الوطني ، والتي يدعو فيها الكافة ، حكومة ومعارضة ، إلى الارتفاع إلى مستوى المسئولية الوطنية ، والعمل على المحافظة على وحدة البلاد ، ووقف التدخلات الأجنبية ، وإعمال الحوار الوطني ، الجاد المخلص ، لإيجاد مخرج لمشكلات هذه البلاد المتفاقمة يوماً بعد يوم .
أيها الإخوة والأحباب ، إن هذه الرابطة ، رابطة الختمية بالخرطوم التي تقوم بإحياء هذه الذكرى العطرة ، نشأت في سنة 1949م من القرن المنصرم بموجب لائحة اتحاد الحضرات التي أصدرها مولانا السيد على الميرغني طيب الله ثراه ، وهى تهدف إلى توحيد كلمة الختمية ، وتقوية أواصر الإخاء فيما بينهم ، وتهذيبهم وترقيتهم من الناحية الدينية والاجتماعية ، ولقد ظلت هذه الرابطة منذ نشأتها ، برئاسة الخليفة ميرغني محجوب ، رحمه الله رحمة واسعة وشمل أصحابه بذلك ، تؤدى رسالتها حتى اليوم على الوجه الأكمل في خدمة الدين والوطن ، ومن هنا فإننا ندعو إخواننا في الطريقة الختمية قاطبة ، إلى الالتفاف حول روابطهم وتنظيماتهم ، والسعي بجد في تنظيم صفوفهم ، وترتيب رواتبهم وأورادهم ، وتنشيط حضراتهم ، التي يكون بها المدد وتتنزلُ الرحماتُ والبركات .
هذا ولا يفوتنا في ختام هذه الكلمة ، ونحن نحتفل بذكرى إمام من أئمة التصوف ، أن ندعو كافة إخواننا في الطرق الصوفية ، الذين يجمعنا معهم الكثيرُ الطيب ، إلى الانتباه والتيقظ التام ، وذلك من الجماعات الدينية المنحرفة ، التي تشوه صورة الإسلام السمحة ، وتقود الحملة الموجهة ضد منهج التصوف الإسلامي ، وضد آل البيت ، وضد المذاهب الإسلاميةِ المعتبرة ، وهي كما تعلمون مدعومة من جهات خارجية مشبوهة ، ويكون ذلك بالتواصل فيما بيننا وبينهم ، والتنسيق لإقامة البرامج والدروس والمحاضرات والندوات والوسائل الأخرى ، التي تبين للناس الحق من الباطل ، ويكون ذلك بالمحافظة على المساجد والزوايا من هؤلاء القوم الضالين المضلين .
ولا يفوتنا في هذه السانحة أيضاً ، أن نتوجه بالدعوة الخالصة إلى إخواننا في قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ، إلى تحمل المسئوليةِ التاريخيةِ وذلك بتوحيد كلمتهم ، وتنظيم قواعدهم ، وتنقية صفوفهم ، وذلك خلفَ قيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الصادقة الأمينة .
ثقتنا في شخصكم سيادة مولانا لا تحدها حدود ، تحملتم الأمانة التاريخية ، التي ألقاها علي عاتقكم السلف الصالح ، مولانا السيد علي الميرغني ، طيب الله ثراه ، والرعيل الأول من رجال الحركة الوطنية ، بصدق وجدٍ وتجردٍ ونكران ذات ، فكان ما كان من خدمتكم للدين والوطن ، حفظ ذلك من حفظه وجحده من جحده ، حسداً وظلماً وعدواناً .
أخيراً سيادة مولانا وليس أخيراً ، نحن اليوم هنا في هذا المحفل المبارك ، شيباً وشباباً ، رجالاً ونساءً ، لتجديد البيعة والعهد ، في الطريقة وفي الحزب ، نحن رهن الإشارة الي كل ما فيه صلاح ديننا ودنيانا .
مرة أخري أيها الإخوة والأحباب ، يسعدني جدا أصالة عن نفسي ونيابة عن إخوتي وآبائي في رابطة الختمية بالخرطوم ، وعلي رأسهم الخليفة إبراهيم محمدعبدالرحمن بلاص رئيس المكتب التنفيذي والخليفة محمد احمد علي حامد الفقيِّر رئيس الهيئة العامة ، أن أرحب بكم جميعاً وأنتم في داركم ومنزلكم تحتفلون بهده الذكرى العطرة ، راجياً من الله العلى القدير ، أن يعيد علينا هذه المناسبة عاماً بعد عام بالخير واليمن والبركات .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أحمد عبد الله عثمان كرموش
عضو المكتب التنفيذي للرابطة وأمين أمانة الدعوة والاشاد

أحمد كرموش غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد كرموش ; 09-27-2011 الساعة 02:30 PM.
رد مع اقتباس