الموضوع
:
علموا النشء ولا تعنفوا
عرض مشاركة واحدة
09-03-2011, 06:06 PM
#
1
علي الشريف احمد
المُشرف العام
علموا النشء ولا تعنفوا
كيف يمكن الحفاظ على النشء في ظل انتشار مختلف المغريات الجذابة من حوله ، و التي تقتحم عليه وجوده فتدفعه لتقليد سلوكيات غربية و تبني الكثير من أفكارها؟ وما هي التدابير الوقائية اللازمة للحفاظ عليه؟
إن التربية النفسية الدينية الواعية للنشء هي السبيل لإنقاذه من مهاوي الاضطرابات، والمغريات ، والشهوات التي أحبطت عزائمه ، فحولته إلى مستهلك غير مبدع، مبهور بكل غربي ، مستقبل جيد ، عاجز عن إرسال شيء لديه يفخر به، لجهل الكثير منهم عن دينه، وتاريخه ، وتراث أجداده، وموروثاته الثقافية ، التي أقام عليها هؤلاء الغربيين حضاراتهم المستحدثة.
لذا فمن أول تلك التدابير الوقائية هي بناء أسرة صالحة على أساس ديني سليم ، و التي تبدأ بصلاح الأبوين ، اللذان ارتبطا على أساس ديني واضح ، متبعين سنة المصطفي – صلى الله عليه و سلم – عندما أشار لذلك قائلاً ( إذا آتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه ) ، و قال عند اختيار الزوجة ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، و نسبها ، و جمالها ، و دينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) مؤكداً على صاحبة الدين ، رغم الثلاث نعم التي تسبقها ، و ذلك للفوز بالذرية الصالحة ، و التي يجب تهيئة الوسط السوي لها في إطار تربوي سليم ، فتضفي الأخلاق الفاضلة على تصرفات أفرادها و تعاملاتهم ، مما يساعد على تطويع التكامل بين جميع الأطراف المعنية ، و القائمة على هذا النشء ، من آباء ، و معلمين ، و غيرهم من متخصصي هذا المجال الرفيع ، و الدور الخطير الذي تقوم به وسائل الإعلام المختلفة ، مع خطورة وجود كل هؤلاء في إطار الدائرة الخطيرة للعولمة و تبيعاتها من سماوات مفتوحة، وإنترنت، مما يزيد من صعوبة المهمة التي يقوم بها جميع هؤلاء الأطراف ، فتزداد العقبات أمامهم يوماً بعد يوم ، فهذا الجيل على درجة عالية من التفتح و الوعي الذي لم يوجه للصالح إلى الآن ، لذا علينا التعامل معه بمبدأ الحيطة و الحذر ، فنسارع باحتضانهم و تحصينهم بالدين ، فهو الدرع الواقي لإنقاذهم ، و محاولة اتمام ذلك بالحسنى ، و الوعي التربوي التقويمي المدروس ، و المقبول لديهم ، فيتعلمون الحلال و الحرام ، و إقناعهم بالسبب الذي من أجله يحل المولى عز و جل بعض الأشياء و التصرفات ، و يحرم أخرى ، و عواقب الإتيان بالحرام في الدنيا قبل الآخرة ، حتى لا يدفعهم حب الإستطلاع و التجربة إلى الخوض في المحرم ، و من ثم يبدأ الإنحراف ، و الإنذلاق في المهالك ، لذا علينا التركيز على وجود قدوة حسنة يحتذى بها ، و لن نجد أفضل من سيرة المصطفى – صلى الله عليه و سلم – و أصحابه و تابعيه لتكون المرجع و المثل الأعلى لهذا النشء في مختلف تعاملاته ، و الحرص على اتمام ذلك بالحسنى و الدراسة المنهجية الواعية من غير تعنيف و لا شدة في التكليف ، و صلى الله و سلم على سيدنا محمد الذي علمنا ذلك من أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان قائلاً ( علموا و لا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف ) .
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
علي الشريف احمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى علي الشريف احمد
زيارة موقع علي الشريف احمد المفضل
البحث عن كل مشاركات علي الشريف احمد