الإخوة الأعضاء كل التحايا القلبية الصادقة لكم ولكل أحباب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعترته الشريفة
أرجع فأقول من بعد الصلاة علي سيدنا الرسول صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم أن من أراد أن يتعرف علي حقيقة شخص ما فعليه متابعته في جميع ما ينطق به لسانه وقديما قيل " تكلموا تعرفوا " ولعلي أكاد أجزم أن أغلب الأسباب التي دعت الي تأزم الأمور بين أبنا بلادي والتي أججت تلك النيران القبلية والنعرات القبلية والتي نسأل الله أن يهيأ لها من يطفإها لم تكن تلك الرعونات والخلافات الا لتلك الحملات الإعلامية الغبية والتي أوكلت أمورها لشرزمة من الناس جبلوا علي الحقد الدفين الذي لا علاج له الا الموت فعملوا علي زرع الفتن والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد علي غرار سياسة فرق تسد فأشعلوا تلك الفتنة الشعواء في الشرق وفي الغرب وحتي في الشمال ونعيش في هذه الأيام نتاج ثمارها في الجنوب ذلك الجزء الحبيب علي نفوسنا والذي ما كان له أن ينفصل عنا إلا بعد تلك الحرب الكلامية والإعلامية الشرسة والتي يعلمها الجميع ، والتي أدت بدورها لتقسيم البلاد وتمزيقها تحت اسامي عدة مرة بإسم الإسلام والشريعة وتارة بإسم العروبة وغيرها من المسميات والتي لو نطقت لتبرأت منهم ومن أفعالهم ولعل بعض الصحف السيارة قد أسست خصيصا لإثارة البغضاء والضغينة فكان الجانب الآخر والذي يدعوا للإنفصال يشتري أعداداً هائلة من هذه الصحف يومياً ليوزعها بين أبناء الجنوب ليقول لهم أنظروا لأهل الشمال ماذا يقولون فيكم من أجل هذا وغيره كان خيار الإنفصال لدي إخوتنا في الجنوب جاذبا جدا ولو استمعت للخطابات التي ألقيت يوم الإحتفال بالانفصال بجوبا لأتضح لك الأمر ولعلمت أن هذا الأمر هو أمر مدبر بواسطة قوي خارجية أما قادتنا في الداخل فكانوا مجرد دمي تتحرك بواسطة ضغوطات خارجية يلوح بها لكل من أبي أن يركع ولا تختفي هذه التلويحات الا بعد الركون والإنبطاح التام ، وكما قلت في بداية كلامي أن انفصال الشمال عن الجنوب هو جزء من مخطط النظام العالمي الجديد الذي وضع بواسطة يد الماسونية الفاسدة والتي تعمل لحساب اسرائيل والمسيح الدجال والذين يعتبرا وجهان لعملة واحدة ، ودولة اسرائيل كما يقولون من الفرات الي النيل فكل من نظر الي الأمور نظرة المتفحص لعلم السبب وإذا علم السبب بطل العجب .
وكل هذه الأمور التي تحدثت عنها تحت عنوان المرء مخبوء تحت لسانه وغيرها من الأمور لا زال يذكرها مولانا السيد محمد عثمان منذ سنة 90 الي حين عودته الي السودان وبعده فتارة يصرح ويتارة يلوح وتارة يتكلم من قبيل النصيحة فلا أخالكم نسيتم تلك الكلمات أمثال " النظر في الجهات الستة " و " هذا الدين يسر فاوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهرا أبقى " و " فكروا في أمر قد قدر " إذا لم يكن عون من الله للفتي فأول ما يجنيه عليه إجتهاده " ولعل مولانا قد صرح بهذه الأمور لوفد الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي والولايات المتحد الأمريكية الذين قاموا بزيارته في مقر اقامته فقال لهم بالحرف الواحد " أنتم لديكم الولايات المتحدةالأمريكية والإتحاد الأوربي أتريدون أن تتحدوا أنتم وتفرقوننا نحن نحن نريد أن نكون الولايات المتحدة السودانية" فكان هذا الكلام بمثابة خنجر في حلوقهم ايقظهم من كبريائهم ونبههم أنه يوجد من يعلم تدبيراتهم ويتابعها متابعة جيدة فخرجوا من عنده مذهولين ولو رجعنا الي كلمات مولانا وخطاباته وتصريحاته التي يلقيها لرأينا العجب العجاب قال تعالي "" وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا """