[علي الشريف احمد]

	لو كان لي ميلٌ إلى التأليف * لأبديت آلآفاً بلا تكليف وقال في ترجمة السيد المحجوب المنقولة في آخر كتاب {مصباح الأسرار} : أما الكرامة التي أشار لها العلامة الجبرتي فهي : أن الأستاذ t أقام الدليل في كتابه {سواد العينين} على أن الشريف أفضل من العالم فألف بعض العلماء كتاباً رد فيه على الأستاذ وسماه (بياض العينين) ونص فيه على أن العالم أفضل من الشريف فلما بلغ الأستاذ قال : بيضنا عينيه ، ففي الحال كف بصر ذلك الرجل وندم حيث لا ينفع الندم وكم لهذا القطب من كرامات منها ما ذكره الشيخ تاج الدين في مناقبه : أنه لما كان الأستاذ يعمر مسجده بالطائف اشتبهت عليهم القبلة في وضع المحراب ، وطال بينهم الخلاف حتى تفرق المهندوسون على غير فائدة فنادى الأستاذ كبيرهم وأمده وأوقفه تجاه القبلة وقال انظر فإذا هو يرى الكعبة المشرفة فقال له ضع المحراب مثل هذا والحذر من أن يشيع الخبر ، فلم يخبر بذلك إلا بعد وفاته t . ومنها أنه لما كان يعمر داره التي كان ساكناً بها اختلف على المهندسين ميزاب في سطح الدار فقال بعضهم نجعله منحرفاً وقال بعضهم غير ذلك ، وقالوا لا يظهر ذلك إلا إذا جاءت الأمطار فرفع الأستاذ يديه نحو السماء وقال : إلهي مسبب الأسباب افتح لنا الباب وأرسل السحاب لنرى الميزاب ، فوالله ما تم دعائه حتى جاء الغمام وسكب المطر الغزير الذي رحم به الخاص والعام . ومنها أنه كان ذات يوم جالساً بعد العصر في محفلٍ عظيم ، فقال لبعض الحاضرين اقرأ شيئاً من كلام الله تعالى ، وكان ذلك الرجل ذا صوتٍ حسن فتلا قوله تعالى : { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } فحصل للأستاذ تجلٍ عظيم ، حتى صار كل من الحاضرين يهيم ، وسمع كلٌ من القوم الأحجار والأشجار والجدران تقول سلاماً سلاما ، وسمع لذلك زجل عظيم بصوت رخيم .