[علي الشريف احمد]

	بسم الله الرحمن الرحيم وبه الاعانة بدءاً وختماً وصلى الله على سيدنا محمد واله ذات ووصف وإسما بحث في الذكر بالاسم المفرد .. الذكر بالاسم المفرد (الله) جائز بدليل قول الله تعالى " واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا " وقوله تعالى " واذكر اسم ربك بكرة واصيلا " وقد ورد في الحديث " لا تقوم الساعة حتى لايقال في الارض الله الله " اخرجه مسلم في صحيحة في كتاب الايمان والترميذي في كتاب الفتن والامام احمد في المسند . لقد ورد الاسم المفرد مكرراً في هذا الحديث وفيه اشارة الى ذهاب التوحيد بنسيان ذكر الله فلو كان المقصود به ذهاب التوحيد عن القلوب لقال " لا تقوم الساعة حتى يقال في الارض الله" وفيه رواية اخرى " لاتقوم الساعة على احد يقول الله الله " وقال العلامة على القارى في شرحه لهذا الحديث في كتابه مرقاة المفاتيح بشرح مشكاة المصابيح للامام البغوي . اي لايذكر الله فلا يبقى حكمة في بقاء الناس وفي هذا يعرف ان بقاء العلم ببركة العلماء العاملين والعباد الصالحين وعموم المؤمنين وهو المراد بما قاله الطيب رحمه الله معنى حتى لايقال الله الله ؛ حتى لا يذكر اسم الله ولا يعبد . ثم ان الايات والاحاديث التي رغبت في الذكر جاءت عامة ولم تخصص ذكراً معيناً ولم يرد نهى شرعي يحرم الذكر بالاسم المفرد وبهذه الايات يبدو خطأ المتسرعين في الحكم على الذكر المفرد بحجة انه لم يرد به نص في الكتاب او السنة مع ان عدم ورود النص فقط لايعنى التحريم فقد راى الشيخ عليش ان الذكر بالاسم المفرد لايجوز بحجة انه لايؤلف جملة تامة كما في قولنا " الله جليل " فالاجابة على ذلك ان الذاكر بالاسم المفرد لايكلم . مخلوقاً يحتاج للجملة الكاملة حتى يتسنى له الفهم فلذا لايشترط هذا الشرط في الذاكر لله تعالى لانه يكون عالماً بنفسه مطلقاً على قلبه مدركاً للمعنى الذي يريده من هذا الذكر وان لم يؤلف ذلك في الظاهر جملة مفيدة ، ولقد قال بالذكر المفرد اجلة العلماء : سئل الحافظ ابن حجر عن جماعة من المسلمين يجتمعون ويصلون الفريضة ثم يذكرون الله بهيئة اجتماعية ومنهم من يذكر بلفظ الجلالة " الله الله " ومنهم من يسمع منه اه اه . فقال نعم يجوز الذكر جهداً وان كان الاسرار افضل والشاهد في اجابته ارتضاه الذكر بالاسم المفرد .