الموضوع: قرأت لك
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2011, 12:55 PM   #31
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (10)



............... تابع لما قبله :
قرأت لك (10)

* تابع آداب المريد مع اخوانه : قال يحيى بن خالد لولده جعفر : " يا بنىّ اذا حدثك جليسك فاقبل عليه واصغ له , ولا تقل سمعناه حتى كأنّك لم تسمعه من قبل الاّ منه , فان ذلك مما يكسب المحبة والميل اليك " ......... ومن الأدب الاّ تستخدم جليسك فقد حكى عن الخليفة عمر بن عبد العزيز انه كان مع جلساءه فقام وأصلح السراج فقال أحدهم : ألا أمرتنى يا أمير المؤمنين فكنت أكفيك ؟ فقال : " ليس من المروءة أن يستخدم المرء جليسه , ... فقمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر . " ....... وفى الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وسلم : " من عاد مريضا أو زار أخا ناداه مناد : ان طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنّة منزلا . " .
* حبّ الشهرة : واعلم يا أخى ان من نوى عند ابتداء عمله أنه لوجه الله لا يضره ما خطر على قلبه بعد ذلك , ....... أما حبّ الجاه والرئاسة فانّه مذموم قاطع عن طريق الحق , ..... قال ابراهيم بن أدهم رضى الله عنه : " ما صدق من أحبّ الشهرة " ..... واعلم ان المزموم هو : " حبّ الشهرة " ...... اما الشهرة وانتشار الصيت فقد يكون محمودا وقد يكون مذموما , فان قصد به تعظيم نفسه واحتقار غيره فهو مذموم , وان قصد به ارشاد الخلق ونفعهم فهو محمود مثاب عليه , ......... وعلامة الجاه المحمود ان يكون صاحبه كالمكلف فى حملة , فاذا جاء من ينوب عنه ويكفيه مئؤنة تعبه فرح به واغتنمه ولم يقتظ منه , بل يرى منّته عليه , ..... وعلى كل حال متى ما لبس الأشياء التى تسقط : " منزلته " عند الناس حتى اذا دخل لم يعتنى به ولا يرد عليه السلام فهذا حال : " المريد الصادق "
ومما يتأكد فى حق الاخوان : " العفو " .... قال تعالو : (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين . ))......... وقال صلى الله عليه وسلم : " العفو لا يزيد العبد الاّ عزا , فاعفوا يعزّكم الله . "... وقال أيضا : " ينادى منادى يوم القيامة ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة , قيل وما هم ؟ ..... قال : العافون عن الناس . " ......... ويروى ان فرعون قال لأبليس : " هل على وجه الأرض أخبث منى ومنك ؟ ..... قال نعم : " من أعتذر اليه أخوه فلم يقبل عذره " ويروى عن سيدنا الحسين أنه قال : " لو شتمنى أحد فى أحدى أذنىّ , ثم اعتذر فى الأخرى لقبلت عذره . "
* واعلم يا أخى ان المودة والأخوة والزيارة سبب التآلف , ...و
التآلف سبب القوة , .. والقوة سبب التقوى , ..... والتقوى حصن منيع وركن شديد , بها يمنع الضيم وتنجع المقاصد , وقد منّ الله تعالى على قوم وذكّرهم نعمته عليهم بأن جمع قلوبهم على الصفاء , وردّها بعد الفرقة الى الألفة والأخاء فقال تعالى : (( واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا . )) أى متحابين مجتمعين على الأخوة فى الله , متراحمين متناصحين متفقين على كلمة الحق .
* فائدتان :
الأولي : علامة المتقى أربعة : ( حفظه الحدود , بذل المجهود , والوفاء بالعهود والقناعة بالموجود ) ....... الثانية : قال سهل : " ليس للعبد الاّ مولاه , وأحسن أحواله ان يرجع الى مولاه , ... اذا عصى قال يا ربّ أستر علىّ , فاذا ستر عليه , قال يا ربّ تب علىّ, فاذا تاب عليه قال يارب وفقنى حتى أعمل , فاذا عمل قال يا ربى وفقنى حتى أخلص , فاذا أخلص قال يارب تقبل منى فعلى . "
* حسن الخلق : اعلم أخى ان سوء الخلق من الطباع المذمومة عند الله وعند الناس , فينبغى للمريد أن يتجمل بحسن الخلق , وهو محمود عند الله تعالى والناس , ....... قال صلى الله عليه وسلم : " والذى نفسى بيده لا يدخل الجنة الاّ حسن الخلق . " ....... وكان صلى الله عليه وسلم يقول فى دعائه : " اللهم حسّن خلقى وخلقى ." ..... وعنه أيضا قال : " ان الله حفّ الاسلام بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال . " ....... ومن ذلك حسن المعاشرة مع من أنت ملتزم بمعاشرته , وكرم ولين الجانب , وبذل المعروف , واطعام الطعام , وافشاء السلام , وعيادة المريض المسلم برا كان أو فاجرا , وتوقير ذى الشيبة المسلم , ... وحسن الجوار لمن جاورت مسلما كان أو كافرا , والعفو عن المسىء , وكظم الغيظ , والاصلاح , والجود والكرم والسماح , ونبذ كافة الموبقات : ( المكر والخديعة وقطيعة الأرحام وسوء الخلق والتكبر والاحتيال والحسد والحقد والفحش والظلم والبغى والعدوان )........ قال تعالى : (( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى . )) ..... وعن أنس رضى الله عنه قال : " لم يدع صلى الله الله عليه وسلم نصيحة الاّ دعانا اليها وأمرنا بها , ولم يدع غشا أو عيبا الاّ حذرنا منه ونهانا عنه . "
ملاحظة : ( اعلم يا أخى اذا وجدت انسانا أو جماعات أو نظام حكم يمارس كل هذه الموبقات والصفات المذمومة , ومع ذلك ينسبون أنفسهم للاسلام , .....بل يعتقدون اعتقادا جازما أنّهم هم : " حملة الرسالة " ..... فاعلم أنهم لا يعدو كونهم أنهم واقعين فى حالة : " ضلال وتضليل " ....... انحرفوا وزحزحوا بموجبها تماما عن الطريق المستقيم , طريق : " الحق " الى طريق الشيطان , وبعدوا تماما عن تعاليم وموجهات أى وحى سماوى )
* اعلم يا أخى انك كلما تركت وصفا مذموما ترقيت عنه الى وصف محمود فى الطريق حتى تكملها ,...... وهذه لها منازل معلومة عند أهلها يقطعها السالك واحدة بعد واحدة الى آخرها , ....... وهذه المنازل صفات تقع فى العبد وكلما تجددت له صفة تجدد له اسم عندهم .
* المقامات وما يقابلها من الذكر :
(1) أول هذه المقامات : " الأمارة "... ويسمى مقام ظلمات الأغيار انما سميت النفس فيه بالأمّارة لأنّها لا تأمر صاحبها الاّ بالسوء , ... قال تعالى : (( ان النفس لأمارة بالسوء . ))....... ولا أحسن لصاحبها من الذكر : " بلااله الآ الله " .
(2) ثانيها مقام الأنوار وتسمى النفس فيه ب . : " اللوامة " ....... وانما سميت لوامة لأن صاحبها كلما فعل قبيحا لامته عليه , قال تعالى : (( لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة . )) ....... وأحسن ما يرقى صاحبها عنها الذكر بالأسم المفرد فى قولنا : " الله الله "
(3) ثالثها مقام الأسرار وتسمى النفس فيه ب. : " الملهمة " ....... وانما سميت ملهمة لأن صاحبها صار تلهم له الأشياء الحسنة , ....... وهذا يترقى صاحبه بذكر : " ياهو ياهو "
(4) ورابعها مقام الكمال وتسمى النفس فيه ب . : " المطمئنّة " ....... وانما سميت فيه مطمئنة لكونها اطمأنت وثبتت على طاعة الله ,.....و يترقى صاحبه بذكر : " يا حق يا حق "
(5) خامسها مقام الوصول وتسمى النفس فيه ب . : " الراضية " ..... وانما سميت راضية لأن صاحبها جبله الله عل ما يرضيه ويرضى خلقه ,....... ويترقى صاحبه بذكر : " ياحى ياحى "
(6) سادسها مقام تجليات الأفعال وتسمى النفس فيه ب . : " المرضية "....... وانما سميت بالمرضية لأن صاحبها لا يريد شيئا الاّ أرضاه الله فيه , ...... ولا يترقى صاحبه بشء أحسن له الذكر ب. : " ياقيوم "
(7) سابها مقام تجليات الصفات والأسماء وتسمى النفس فيه ب . : " الكاملة " ....... وانما سميت كاملة لكمال صاحبها فى حركاته وسكناته لله ولأنه لا يخلو من طاعة أبدا , وترقية أبدا فى المعارف لأن معارف الله لا تنتهى , .... ولا يترقى صاحبه بشىء أحسن له من الذكر ب. " يا قهار يا قهار "


............... ونتابع باذن الله :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس