والحيرة ضرورية وهي أمر لا بد منه ، ولولاها لصار العابد كالمعبود ، ولما سئل
كل من الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله تعالى عنهم ان كان قد رآى ربه ، قال
سيدنا أو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه : " العجز عن درك الادراك ادراك " وقال
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه " ما رأيت شيئا الا ورأيت الله قبله " وقال
سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه " مارأيت شيئا الا ورأيت الله عنده " . وقال سيدنا
علي كرم الله وجهه " ان غبت بدا وان بدا غيبنى " . وكذال قالوا كمل العارفين عليهم
رضوان الله تعالى ومن ذالك يتضح لنا أن رؤية المولى تبارك وتعالى جائزة ، كما وانه
سبحانه وتعالى تحار فيه الألباب وتندهش فيه العقول لعدم تقييده في الاطلاق وعدم
اطلاقه في التقييد ومن ذال فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن
رؤية ربه جل وعلا : " نور أنى أراه " وفى رواية اخرى " نورانيا أراه " .
هذه هي حالة الترقى والسير في الله وكما سبق فن السالك يعود بعد الاحصاء إلى
الكون بلسان الارشاد والانذار .