السير فى الله
وبين كل موطن وموطن أو مرحلة ومرحلة حيرة وهي التي يشير اليه
سادتنا الصوفية رضوان الله تعالى عليهم في قصائدهم ومن ذالك ما
قاله الشيخ بن الفارض عليه رضوان الله تعالى :-
زدنى بفرط الحب فيك تحير &&& وارحم حشى بلظى هواك تسعرا.
وقصة الشيخ أبى منصور الحلاج رضوان الله تعالى عليه توضح
موضع الحيرة في أظهر معانيها فلقد روي عنه انه كان يقول
دائما : " يا أيها المسلمون ، اقتلونى تؤجروا واسترح. ويلومه
الناس ويعنفونه ويقولون له انت امام جليل تحفظ الكتاب والحديث
وتعرف التفسير والنفيس من العلوم وعلوم الشريعة واللغة وغيرها من
العلوم الجمة فكيف يصح قتلك " ولكنه كان يردد قوله هذا ، ويشاء الله
أن يستجيب له فيؤمر به إلى السجن في قصته المشهورة وقولته
المعروفة " مافى الجبة الا الله " وقد حكم عليه بالشنق لا تهامه
زورا وبهتانا بالكفر - وسنورد فى نهاية هذا المقال تبرئته من
ذالك - وقد ارتاح هو لذالك الحكم إذا كان ذالك مقصده ومناه .