( 8 )
الشيخ الخليفة
حمد عبد الرحمن كمبال

اسمه ونسبه :
هو الشيخ الفقيه العلامة الزاهد البركة الخليفة حمد بن عبد الرحمن بن حمد بن كنبال البديرى العباسي .
ووالدته هي : مدينة بنت أحمد كمبال
مولده ونشأته وتعلمه :
ولد طيب الله ثراه بكورتى مركز مروي سنة 1919م وحفظ القران الكريم بخلوة الغريبة العتيقة على يد شيخنا ود صديق ، ثم درس الكتاب والوسطى بمدينتي مروى وعطبرة ، ثم قدم إلى مدينة أم درمان حيث التحق بمعهدها العلمي ونال فيه الشهادة العالمية .
تصوفه وطريقته :
سلك طيب الله ثراه الطريقة الختمية على يد سلطان العلماء والعارفين مولانا السيد على الميرغني رضي الله عنه الذي أحبه وعلمه وأرشده وقدمه على كثير من خلفائه وهو في ريعان الشباب .
كان طيب الله ثراه زاهدا في هذه الحياة الدنيا وهى بين يديه متبسطا في طعامه وشرابه وثيابه ومسكنه ومركبه ، متمسكنا في مظهره ومخبره ، يميل إلى الخلوة في أغلب أحيانه ويلازم فيها تلاوة القران الكريم وكتب العلم والأوراد ، يقل الحديث ويجانب اللغو ويبغض الحسد والكراهية ، يحب الناس على مختلف مذاهبهم ومشاربهم ، يعظم أهل الطريق ويزورهم في أماكنهم ، يشهد له كل من عرفه بالعلم والصدق والإقبال على تعالى ، له العديد من الكرامات الباهرة ومن أكبر كراماته الاستقامة على الطريقة الطاهرة المحمدية .
عمله ومهنته :
اشتغل طيب الله ثراه ومنذ نعومة أظفاره بالتجارة فبرع فيها إلي أن أصبح من رجال الأعمال المرموقين الذين يشار إليهم بالبنان ، ومن المناصب التي تقلدها في هذا الجانب :
1. كان حتى سنة 1989م رئيسا لاتحاد تجار الإجمالي بالعاصمة القومية .
2. كان وحتى وفاته عضوا بالغرفة التجارية السودانية .
3. أسس مع غيره العديد من الشركات الناجحة وعمل عضوا في مجالس إداراتها .
4. من المؤسسين للبنك الاسلامى السوداني وشركاته وقد ترقى فيه من عضو لمجلس الإدارة إلي نائب لرئيس المجلس ثم رئيسا له حتى عودة السيد أحمد الميرغني رحمه الله في 2003م .
دوره الديني :
كما ذكرنا يعتبر الشيخ حمد من الرعيل الأول الذين تخرجوا في المعهد العلمي بأم درمان أيام نهضته الأولى وعليه فقد كان رحمه الله من العلماء الأفذاذ والمرجعيات الدينية المعروفة ومن وظائفه وأعماله الخالدة في هذا الجانب :
1. انه كان إماما وخطيبا لمسجد الخليفة يحي الكوارتى رحمه الله بحي العرب ، ثم مسجد الخليفة عمر عبد السلام رحمه الله بالمظاهر .
2. انه أسس معهدا للقران الكريم وعلومه بحي المظاهر .
3. انه كان أمينا عاما لهيئة الختمية للدعوة والإرشاد الاسلامى منذ قيامها وحتى وفاته .
4. انه كان عضوا مؤسسا في منظمة الدعوة الإسلامية .
5. انه كان عضوا مؤسسا في رابطة العالم الاسلامى.
دوره الوطني :
بالإضافة إلي ما ذكرنا فقد أولى الخليفة حمد رحمه الله العمل الوطني قدرا كبيرا من الاهتمام ، وقد كان يفعل ذلك بكل تجرد ونكران ذات ، حيث انه لم يتطلع لمنصب أو جاه ، بل كان يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله تعالى وخدمة لوطنه وأهله ، ويمكن إجمال دوره الوطني في النقاط التالية :
1. انه كان عضوا بالهيئة الستينية لمؤتمر الخريجين .
2. انه كان عضوا مؤسسا في حزب الأشقاء .
3. انه كان عضوا بالمكتب السياسي للحزب الوطني الاتحادي الذي تحقق على يديه استقلال هذه البلاد ، وهو أول من جهر بالقران الكريم في القصر الجمهوري وذلك في مقدمة برنامج الاحتفال برفع علم السودان الجديد على سراي الحاكم العام في 1/1/1956م .
4. انه كان عضوا بالمكتب السياسي لحزب الشعب الديمقراطي عند انشقاق الحزب الوطني الاتحادي .
5. انه كان عضوا بالمكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي بعد توحد الحزب تحت هذا الاسم ، ويشهد له التاريخ بأنه كان من دعاة هذه الوحدة .
6. كان عضوا بلجنة التنسيق التي يوكل إليها أمر اختيار الوزراء الذين يمثلون الحزب في الحكومات المختلفة .
7. له العديد من الإسهامات في تأسيس المساجد والزوايا والمدارس الأهلية والمراكز الصحية والمستشفيات التي لا يمكن حصرها .
8. عمل رئيسا للصندوق الخيري لتجار سوق أم درمان والذي كان له الفضل في تأسيس أول عنبر بمستشفى السلاح الطبي لعلاج المدنيين .
9. من مؤسسي هيئة الإغاثة الوطنية التي كان لها القدح المعلى في نجدة أهل السودان في حقبة الثمانينات أيام الجفاف والتصحر وفيضانات 1988م .
وفاته :
هذا ولما أراد الله لهذه الروح الطاهرة النقية أن ترتقي إلي مصاف الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء قبضها إليه في يوم الأحد 8 ذو الحجة 1423 هجرية الموافق 8 فبراير 2003 ميلادية ، وقد شيع في جنازة لم تشهد لها مدينة أم درمان مثيلا في تاريخها القريب ، وصلى عليه سيادة السيد أحمد الميرغني طيب الله ثراه ، ودفن بمقابر البكري بأم درمان . وترك من بعده ابنه وخليفته الأستاذ / محمد هاشم وأختيه الكريمتين وأحفاده الكرام البررة ، ومنهم فضيلة الشيخ / بكري هاشم الياس الذي خلفه علي المسجد وإمامة المصلين .