01-15-2011, 09:10 PM
|
#5
|
|
رد: رواد الفكر والتجديد .... السودان وإفريقيا .......
ومما يبدو من الرسائل المتبادلة بينالميرغني وابن ادريس ، أن الثاني كان يريد ألا تطول مهمة الأول في السودان وكانيريده كساعد أيمن له في الحجاز ولكن الميرغني استغرقته هموم السودان ومشاكلهوأهواله وصعابه. وازدادت خبراته بالدعوة وقضاياها ومطالبها بعد أن أخذ في التنزيلعلى الواقع والتأطير على ما في ذهنه من تنظير.
وتكشف ثقافة الميرغني، عن ثقافةعميقة شعراً ونثراً مكنته من بسط السيرة النبوية شعراً في مولده، كما برز له كتاب " تاج التفاسير لكلام الملك الكبير" (21) على نمط تفسير الجلالين المشهور للحليوالسيوطي.
ويمكن القول، بأن تاريخ الطائفة مشوب بالسياسة، مرتبط بالحكم ووسائطه،والسلطة وعدتها (22)، فالميرغني الكبير كان معروفاً لدى حكام الحجاز ومصر واليمنوالسودان وكان مهاباً من قبلهم، بعضهم نظر إليه بحذر وبعضهم عاداه والبعض الآخر سعىلكسبه. والعائلة كانت معروفة على مستوى العالم الإسلامي في مكة والطائف وآسياالوسطي ومصر وتكلم عنها المؤرخ الإمام الجبرتي في تاريخه وكذلك فأن مؤلفات عبد اللهالميرغني الجد معروفة مثل "أزاهير الرياحين" التي كثيراً ما أشار إليه الميرغني فيتفسيره.
وكان الميرغني من رجال الدعوة العابرين للحواجز الجغرافية والسياسيةولذلك انتشرت ذريته ما بين الحجاز ومصر والسودان وإريتريا وأصبح لها وضع ونفوذ وسطالحكام والأسر والقيادات الدينية وأورثت الطريقة للذهنية السودانية، ديناً وعلماًوأحدثت إصلاحاً أخلاقياً واجتماعياً. درس الميرغني أصول معظم الطرق الصوفية، التياشتهرت في زمانه وهي النقشبندية في آسيا الوسطى وقادرية العراق والشاذلية القادمةمن المغرب والجنيدية الحجازية والمرغنية طريقة جده عبدالله المحجوب.
السودانيونوالميرغني الكبير:
سعى الميرغني ثم ابنه الحسن للتواصل والمصاهرة والتعارف معالعوائل الكبيرة كآل سوار الدهب، والإنقرياب وآل كباشي والبادراب والإسماعيلابوالمريوماب والخوجلاب وقيادات الطرق كالقادرية والمكاشفية والعركيين والشيخ حسن ودحسونة والجعلي في شمال السودان الخ..
|
|
|