01-15-2011, 09:08 PM
|
#3
|
|
رد: رواد الفكر والتجديد .... السودان وإفريقيا .......
السودانيون والميرغني الكبير:
يختلف السودان وإريتريا التي مرعليها الميرغني الكبير في عام 1813م – أي قبل أكثر من مئتى عام عن أحوال أوضاعسودان اليوم- صحيح أنّ الصلة بين ضفتي البحر الأحمر لم تنقطع أصلاً، وأن حكام سواكنوعيذاب موانئ السودان القديم، كانوا من أشراف مكة في تحالف أو تعاون مع قياداتالبجة في المنطقة. وصحيح أن الهجرات الغربية من جهينة وربيعة عمّرت بوادي السودانوربوعه، كما أن طريق الحج ظل يصل ما بين إفريقيا الأطلسي وإفريقيا البحر الأحمرويربط تجارة إفريقيا بالحجاز ويرفد ثقافة الأطلسي بثقافة البحر الأحمر، ومثل طريقالحج الذي يخترق إفريقيا ويجمع بين قبائل غرب إفريقيا وقبائل السودان رواقاً للصهروالدمج وتفاعل التجارة والثقافة واللغات والعادات والتقاليد.
ولكن كذلك، فإنأوضاع السودان كانت في منتهى التفكك والتحلل نسبة لتحلل النظام السياسي الذي مثلتهدولة الفونج من مركزها في سنار وأصبح السودان خاضعاً لمشيئة رؤساء القبائل وبعضالبيوت الدينية وقادة العسكر وما تبقى من الأمراء . وكان الفقر والتخلف والبؤسوالجهل والتعري القاسم المشترك بين جمهور السودانيين. وكان السودانيون ، إلا من رحمربك، تتطلع أوضاعهم إلى المخّلص، الذي يجمعهم ويوحد كلمتهم ويربطهم روحياً بمعانيالتدين وينتشلهم مادياً من البؤس والجوع والعري ويحيطهم بالأمن والسلام في هذاالظرف، وصل السيد/ محمد عثمان- المولود في عام 1793م بالطائف والمتوفى في 2 مايو 1852م والمدفون بمكة إلى الحبشة ونواحي إريتريا والسودان في ثلاث رحلات ، ابتداءًمن عام 1813م حتى عام 1821م أي أنه قضى تسع سنوات سائحاً في ربوع السودان متفرغاًللدعوة– ولم يتجاوز عمره العشرين عاماً، وهل كان يستطيع تحمل لأواء السودان غير شابصغير معد روحياً ومعنوياً ومادياً للمركب الصعب– تهامس الناس بوصول شريف من أشرافمكة ، جاب شرق السودان ووسطه وتدافع الناس حوله التماساً للبركة وانتماءً لناصرالدين وطلباً للانتماء– وذاع صيت الشريف القادم من مكة والتف حوله الناس وأصبحنجماً تداعى إليه الشباب مما سبب له المشاكل والخصومات في سنار مع رجال الدينوالطرق ، الذين انزعجوا لانفضاض الناس من حولهم والتفافهم حول الشريف والشاب صاحبالحسب الذي نزل ديار الفونج.
|
|
|