عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2011, 04:53 PM   #24
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: كتاب شجرة اليقطين في تراجم بعض خلفاء الطريقة الختمية المعاصرين للأستاذ أحمد كرمو


( 7 )



قاضي القضاة


الخليفة شيخ الجزولي


السيد محمد عثمان ويمينه الخليفة شيخ الجزولي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اسمه ونسبه :
هو قاضي القضاة الفقيه العلامة الخليفة شيخ محمد الجزولي الذي ينتهي نسبه إلي سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وهو مسمي علي جده الفكي شيخ الرجل الصالح الذي ذكره ود حاج الماحي في قصيدة التمساح حيث قال متوسلاً به إلي الله تعالي :

يا الفكي شيخ العبد الصالح


يالحاق في بحر المالح


مولده ونشأته وتعلمه :
ولد رضي الله عنه بنوري مركز مروي سنة 1920م ، ونشأ في بيت علم ودين حيث قرأ بها القران الكريم ودرس الأولية والثانوية وكان والده يعمل مدرساً ، ثم انتقل إلي الخرطوم فتخرج في قسم القضاء الشرعي بكلية القانون جامعة الخرطوم .
عمله ومهنته :
عمل أولاً قاضياً بمروي ثم الدبة ثم الفاشر في فترة الخمسينات ، ثم نقل إلي حلفا في الفترة مابين 60 1963م ، ثم نقل إلي بور تسودان فعمل بها في الفترة ما بين 63 1965م ، ثم عمل قاضي محكمة عليا في الأبيض في الفترة ما بين 65 1969م ، ثم نقل إلي الخرطوم وعمل مفتشاً عاماً للمحاكم الشرعية سنة 1969م ، ثم تدرج إلي أن وصل نائب قاضي القضاة ثم قاضي قضاة السودان في سنة 1976 ، كما عمل أستاذاً في كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان الإسلامية في فترة السبعينات ، وعمل أيضا أستاذاً للدراسات العليا بكلية القانون جامعة الخرطوم ، وكان بجانب ذلك عضواً بمجلس الإفتاء الشرعي ، وعضواً بهيئة الرقابة الشرعية لبنك السودان ، ورئيساً لهيئة الرقابة الشرعية للبنك الإسلامي السوداني وشركاته .
تصوفه وطريقته :
سلك الطريقة الختمية في بدايات عمره علي يد سلطان العلماء والعارفين مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه وخدم الطريقة بجد واجتهاد ، ثم صحب خليفته من بعده مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه فكان له نعم الصاحب والمعين .
هذا وقد كان رضي الله عنه في تصوفه شجاعاً مقداماً صادقاً في قوله وفعله كما كان زاهدا في هذه الحياة الدنيا يحب العزلة والصمت متقللاً في مأكله وملبسه ومركبه ذاكراً لله تعالي محافظاً علي صلواته وأوراده .
دوره الديني :
تعتبر شخصية شيخ الجزولي شخصية دينية من الطبقة الأولى وبالتالي يصعب حصر أعماله وانجازاته في هذا الجانب ومن أهم ذلك :
1. انه اجتهد اجتهادا كبيرا في فصل القضاء المدني عن القضاء الشرعي وقد تحقق له ذلك عندما أصبح قاضياً لقضاة السودان .
2. كان له دور مقدر في أسلمة النظام المصرفي حيث عمل عضوا بهيئة الرقابة الشرعية لبنك السودان ورئيساً لهيئة الرقابة الشرعية للبنك الإسلامي السوداني وشركاته وقد كتب في هذا الجانب الكثير من البحوث والدراسات كما حضر العديد من اللقاءات والمؤتمرات وقد جمعت هذه الفتاوى في كتاب طبعه البنك الإسلامي السوداني .
3. عمل عضوا مؤسساً بمجمع اللغة العربية بالخرطوم الذي كان يترأسه الدكتور عبد الله الطيب رحمه الله .
4. عمل عضوا بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية بمصر الذي كان يترأسه فضيلة الدكتور أبو الوفا الغنيمى التفتازاني .
5. عمل رئيسا للرابطة الإسلامية الوعاء الجامع للطرق الصوفية بالسودان في حقبة الثمانينات بجانب الشيخ عبد الجبار المبارك رحمه الله الذي كان أميناً عاماً لهذه الرابطة .
6. عمل عضواً فاعلاً بهيئة الختمية للدعوة والإرشاد الإسلامي ، وهو من قدم لكتاب تاج التفاسير للإمام الختم رضي الله عنه في طبعته الأخيرة مقدمة كبيرة ورائعة تدل علي سعة علمه .
7. عين أول إمام وخطيب لمسجد مولانا السيد علي الميرغني بالخرطوم بحري وصلي خلفه الأشراف والعلماء والخلفاء والعامة وقد كان ينوب عنه مولانا شيخ أبو القاسم عبد الرحيم نائب رئيس القضاء السابق إلي أن استلم الراية منهما فضيلة الشيخ عبد العزيز محمد حسن أمد الله في عمره .
دوره الوطني :
علي الرغم من انه كان ختمياً سالكاً واتحادياً مخلصاً إلا انه وبحكم وظيفته ابتعد عن الأضواء السياسية ، ولكنه ومع ذلك كان يخدم وطنه من خلال وظيفته حيث ساهم مع غيره من جهابذة القانون في وضع الكثير من القوانين والنظم واللوائح ، كما شكل حضوراً كبيراً في الكثير من الوفود الرسمية حيث سافر إلي أمريكا وانجلترا وفرنسا وألمانيا ويوغسلافيا والإمارات العربية والكويت والعراق وتونس والمغرب وليبيا ومصر وغيرها ، وبناء علي ذلك فقد تم تكريمه من قبل الرؤساء جعفر نميري وسوار الذهب واحمد الميرغني وعمر البشير والرئيس المصري محمد حسنى مبارك ، وهو أول من عين قاضية سودانية هي الأستاذة / نجوى كمال فريد .


وعلي المستوى الحزبي البحت :
1. قام بتوجيه من مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه هو وآخرون بمراجعة قوانين سبتمبر التي أصدرها الرئيس جعفر نميرى عندما حاول تطبيق الشريعة الإسلامية وقد كتب في ذلك بحوث ومذكرات جديرة بالاطلاع .
2. كان له دور كبير ومقدر بجانب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه في انجاز مبادرة السلام السودانية ( الميرغني قرنق 1988م ) وقد كانت تسند إليه مهام دقيقة في هذا الجانب .
3. صحب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه في الكثير من اللقاءات والمناسبات الوطنية والحزبية داخل وخارج السودان .
تلاميذه وأولاده :
يعتبر كل القانونيين الذين جاءوا من بعده وعملوا تحت إمرته من تلاميذه وهم من الكثرة بحيث يصعب حصرهم ، أما أولاده من صلبه فهم مولانا عبد الله القاضي بسلطنة عمان وصلاح وعبد الرحمن وعلي ومريم .
وفاته :
هذا ولما أراد الله سبحانه لهذه النفس التواقة أن ترتقي إلي ما هو اعلي رفعها إليه في يوم 4 ذو القعدة 1419 هجرية الموافق 20 ديسمبر 1999 ميلادية ، وقد شيعته جماهير الختمية والطرق الصوفية والشعب السوداني ببالغ الحزن والأسى إلي مثواه الأخير حيث صلي علية سيادة مولانا السيد أمين الميرغني رضي الله عنه ودفن بجوار ضريح السيد المحجوب بالخرطوم بحري
.

محمد جمرة غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة محمد جمرة ; 01-20-2011 الساعة 11:09 AM.
رد مع اقتباس