من المرجح أن سكان جنوب السودان سيصوتون للاستقلال والانفصال عن الشمال. لكن نشوة الاستقلال تحجب خلفها صراعات اجتماعية كثيرة تتفاعل وتتأجج، ولا يمكن حلها إلا من قبل قوى مستقلة تسعى للوساطة وتعمل من أجل السلام.
يبلغ عدد سكان جنوب السودان 8,3 مليون نسمة، ومن المقرر أن يجري يوم الأحد (09 كانون الثاني/ يناير) استفتاء على تقرير مصير جنوب السودان. ويتفق المراقبون على أن انفصال الجنوب عن الشمال قادم لا محالة، لكن ما لا يعرفه أحد هو كيف ستسير الأمور بعد هذا الاستفتاء، لذلك يكافح راديو باخيتا الكاثوليكي عبر الأثير في جنوب السودان من أجل استفتاء هادئ ومستقبل سلمي لجنوب السودان.
يردد خطباء ومتحدثون في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان أن "كل شيء سيصبح على ما يرام لأنهم سيحصلون على استقلالهم"، لكن في ظل هذه النشوة يزداد عدم الرضا، فالحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان تدير الجنوب منذ ستة أعوام، ولم تتحسن -بشكل يذكر- ظروف الحياة اليومية للشعب، الذي يعاني من شدة الفقر. وكثيرا ما تتكرر الإضرابات التي يقوم بها الناس في المدارس والمستشفيات الحكومية معربين عن سخطهم على النخبة السياسية الجديدة، والتي تتحرك في جوبا مستخدمة سيارات الهامر الأميركية الفاخرة وتبني الفيلات الفخمة على أطراف المدينة. وتزداد حدة الصراعات الاجتماعية في جنوب السودان، الذي لم يصبح بعد دولة مستقلة. صراعات بين الأغنياء والفقراء وبين الجماعات العرقية المختلفة، وكذلك بين الرعاة والفلاحين، وتؤدي هذه الصراعات إلى وقوع ضحايا بين السكان كل يوم.
راديو باخيتا لنشر السلام في جنوب السودان