[علي الشريف احمد]

مواصلة لما سبق أواصل النقل من كتاب النفحات المكية واللمحات الحقية في شرح أساس الطريقة الختمية.

	وذلك مع تحصيل بعض علوم الرسوم حتى لا يكون في الفؤاد حسرة على ما هو لأهله مقسوم، وكان أول دال على هذه الطريقة الشريفة (الشيخ احمد بناه المكي) رحمه اللطيف، وكان مستوراً، فأخذت عنه الطريقة النقشبندية، وظهرت لي بعض أسرارها العلية، فحصلت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في بعض عشر ليال مناماً، ثم اجتمعت بالعارف بالله العابد سيدي الشيخ سعيد العامودي العاكف على الصلاة على النبي المختار، لاسيما بدلائل الخيرات، وكان يقرؤها كل يوم مراراً ، وكانت عليه الأنوار تلوح والأسرار منه تفوح، فأخذت عنه الطريقة النقشبندية ايضاً، واستكملت على يديه أنوار وظائفها البهية وتنوّرت بصيرتي، وكانت تعتريني بعض الأحوال غير أنها ليست بذات اتصال، ورأيت مرة وأنا أراقب كأنه خرج مني نور ملأ الأفق، فذكرت ذلك له، فقال لي : إن شاء الله مددك يعمّ ويرقى، وكثر اجتماعي بالمصطفى في أكثر الأوقات، وذلك مناماً ليلاً ونهاراً مع مبشرات، ثم أخذت عنه الطريقة الشاذلية والقادرية، والدلائل والدور الأعلى لابن العربي ذي المعارف العلية، وحزب الشاذلي الكبير: حزب البرّ، وغير ذلك مما منّ به البرّ، ثم أني رأيت ليلة كأني خارج من بيت كان لنا بباب إبراهيم، وكأني طالب الكعبة المعظمة، ورأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم راجعاً منها مقابلاً لباب إبراهيم ذي الأسرار المفخمة، فتلقيته في نصف ممشى الباب المذكور، وفي صبح تلك الليلة واجهت في نصف الممشى المذكور رجلاً على الصورة التي رأيت فيها المصطفى، فقلت إن ذلك الرجل من أهل الإصطفا، فسلمت عليه وتعرفت به فإذا هو من خاصة أولياء ربه.