[علي الشريف احمد]

به الإعانة بدءاً وختماً، وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً واسماً.


ويسعدني أن أضع بين أياديكم أيها الأحبة درر مضيئة، وجواهر لامعة، ونجوم متلألأ في سماء الطريقة الختمية المكية، مبتدءاً بعون الله بسفر ( النفحات المكية واللمحات الحقية في شرح أساس الطريقة الختمية)

	(وبعد) فيقول أبو عبد الله وجعفر: محمد عثمان المكي الختم الميرغني كان له البرّ : قد كان في الغابر طلب مني بعض الأخوان الاصاغر والأكابر وضع عجالة على أساسنا المعلوم، فأجبتهم ونظرت الإذن المحتوم، حتى كان يوم الجمعة يوم ثلاثة وعشرين من رجب الذي فيه الأنوار تنصب، كنت في قراءة المولد فحضر صاحبه صلى الله عليه وسلم ومعه جمع من أهل منصبه فبشرني بأن عشرة من الذرية يكونون ورثة الكبار من الذروة النبوية، منهم الثمانية الظاهرون له في السموات في المعراج، ونوح والمرقى لكلّ في علوّ الإدراج، وألف من الصحب يكونون في الجوار في أعلا الجنان، مع الأنبياء من جواره وذلك اكبر امتنان، وأشار بأمور، وكان هذا العام رجبنا معمور، ووقع في الجمعة التي قبلها من المدد مع حضور البرنامج للكمالات ما أسكر أهل الكون من السلك والمناهج، وذلك أن ابنيّ عبد الله المحجوب وجعفراً الصادق صليا بنا التراويح في شهر رمضان بالختمة، وكان عُمر المحجوب إذ ذاك اثني عشرة سنة، وجعفر الصادق إحدى عشرة سنة، جعلهما الله قرّة عين لنا وأبقاهما، وهداهما طريقه الخاص ويهدي بهما، وهما رأس البشارة السابقة، كتب الله لنا ولهم ولجميع المحبين والمسلمين حسن السابقة واللاحقة. ولما وقع الإذن أخذت في رسم هذه الرسالة مسمياً لها (النفحات المكية واللمحات الحقية في شرح أساس الطريقة الختمية) نفع الله به وبأصله وجعلنا من أهل وصلته. أعلموا يا معشر الأخوان السالكين سبيل الرحمن انه لما هبت نفحات العناية، لهذا العبد كثير الجناية، من الصغر قبل البلوغ والتكليف، علق الله الهمة بطريق أهل الولاية والتصريف.