عن أنس رضى الله عنه قال: لما ثقل النبى صلى الله عليه واله وسلم
جعل يتغشاه فقالت فاطمة رضى الله عنها : واكرب أباه فقال لها:
(ليس على ابيك كرب بعد اليوم ) فلما مات قالت :ياابتاه اجاب رباً دعاه
ياابتاه من جنة الفردوس مأواه ياابتاه الى جبريل ننعاه
فلما دفن صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة رضى الله عنها : ياانس اطابت
نفوسكم ان تحثوا على رسول الله التراب ؟
ثم بكت وقالت ترثيه صلى الله عليه وسلم:
اغبر افاق السماء وكورت شمس النهار واظلم العصران
فالارض من بعد النبى كئيبة اسفاً عليه كثيرة الرجفان
فليبكه شرق البلاد وغربها ولتبكه مضر وكل يمان
وليبكه الطود العظيم جوده والبيت ذو الاستار والاركان
ياخاتم الرسل المبارك ضوءه صلى عليك منزل القران
ووقفت السيدة فاطمة رضى الله عنها على قبر النبى صلى الله
عليه وسلم واخذت قبضة من تراب القبر فوضعتها على عينها وبكت
وانشأت تقول:
ماذا على من شم تربة احمد ان لايشم مدى الزمان غواليا
صبت على مصائب لوانها صبت على الايام صرن لياليا
وقالت على قبره صلى الله عليه وسلم :
انا فقدناك فقد الارض وابلها وغاب مذ غبت عنا الوحى والكتب
فليت قبلك كان الموت صادفنا لما نعيت وحالت دونك الكثب