عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2010, 07:33 PM   #19
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: كتاب شجرة اليقطين في تراجم بعض خلفاء الطريقة الختمية المعاصرين للأستاذ أحمد كرمو




(4)
الشيخ الخليفة
على الحسن

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اسمه ونسبه :
هو العلامة الشيخ الفقيه الخليفة علي بن الشيخ الفقيه الخليفة الحسن بن الشيخ الفقيه الخليفة محمد عثمان المشهور بالشيخ والذي تخرج في الأزهر الشريف بن الشيخ الفقيه الخليفة التهامي البديري العباسي خليفة الإمام السيد محمد عثمان الميرغني ( الختم ) رضي الله عنه ، واصله من الغريبة مركز مروي .
أما والدته فهي دار السلام بنت الفكي عبد الباري بن الفكي يوسف الجعلي الشقلاوي وأصلها من المتمة حاضرة الجعليين .
مولده ونشأته وتعلمه :
ولد رضي الله عنه في أواخر القرن قبل الماضي ، ونشأ في بيت دين وعلم وخلافة ، قرأ القران الكريم ومبادئ العلوم الشرعية علي يد والده الخليفة الحسن وعمه الفكي احمد عبد الباري برفاعة ، ثم علي يد عالم تمبول المشهور الفقيه محمد حمد السيد ، ثم علي يد بحر العلوم والمعارف الشيخ الصديق عمر الأزهري التجاني ، ثم علي يد العلامة الفقيه محمد عماره ، ثم علي يد خاتمة العلماء والفقهاء الشيخ محمد الأمين الضرير بأم درمان .
عمله ومهنته :
عمل بجانب طلبه للعلم وتعليمه ساعياً للبريد بمصلحة البريد والبرق ، ثم تاجرا في تجارة التوابل بسوق رفاعة ، وكان ينفق من ذلك علي أسرته ونشاطه الدعوي الكبير الذي سيرد ذكره .
تصوفه وطريقته :
اخذ الطريقة الختمية علي يد مولانا السيد احمد الميرغني رضي الله عنه بكسلا فرباه وأحبه وأمده وأجازه بالخلافة الكبرى في سنة 1331 هجرية ، ثم توفي عنه فلازم أخاه مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه بالخرطوم بحري فاخذ عنه قسطا وافرا من علوم الظاهر والباطن ففتح الله عليه ، وقد أجازه مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه أيضا بالخلافة الكبرى في سنة 1348 هجرية .
كان رضي الله عنه كما رايته في سنة 1992 م ربعة لا هو بالطويل البائن ولا هو بالقصير القزم ، ابيض اللون مشرب بحمرة ، كث اللحية ، أصلع الرأس ، ضليع الفم ، جهوري الصوت ، مهيب المشية ، متقشفا زاهدا متواضعا فارسا كريما صوفيا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ، محبا للنبي صلى الله عليه وسلم وال بيته محبة شديدة ، تتراقص أعطافه طربا عند سماع ذكر الله تعالى أو مدح النبي صلي الله عليه وسلم .


دوره الديني :
نشأ الخليفة على رضي الله عنه محبا للعلم والعلماء ، مجاهدا في سبيل ذلك ، ناصرا لمذهب الإمام مالك ومذهب أهل السنة والجماعة من الأشاعرة رضي الله عنهم ، وقد جاب السودان من شماله إلى شرقه إلي غربه داعيا إلى الله تعالى معلما وهاديا ومرشدا ، ساهم في إنشاء العشرات من المساجد والزوايا وعلى رأسها مسجده ومعهده الديني بمدينة رفاعه الذي كان يقيم به الدروس العلمية ويحتفل فيه بالمناسبات والمواسم الإسلامية المختلفة ، وقد كان رضي الله عنه شديدا على أهل البدع من الجماعات الدينية المتطرفة يناقشهم ويناظرهم بالدليل الناهض والمنطق المقنع فيفحمهم ويحرجهم لذلك كانوا يهابونه ويتحاشونه ويضعون له ألف حساب ، لم ينتقل عن هذه الحياة الدنيا إلا وقد اعترف بعلمه وفضله العدو والصديق .
دوره الوطني :
كان جل وقته مشتغلا بالعلم بعيدا عن المحافل السياسية ، ولكن كان له دوره المقدر في أيام الانتخابات ، حيث كان يسعي في اختيار نواب حزبه ، والوقوف معهم حتى يتم لهم الفوز ، وكان كل ذلك بتوجيه من مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه ، كما كانت تسند له مهام وطنية وسياسية في غاية الدقة خصوصا في منطقته رفاعة وما جاورها فكان يؤدي ذلك بكل جد واجتهاد .
تلاميذه وأولاده :
تزوج الخليفة علي رحمة الله من أربع نساء أنجب منهن ثلاثين ولدا وبنتا على رأسهم خليفته من بعده به العالم العلامة المرحوم الأستاذ حامد الخليفة الذي عمل مفتشا بوزارة التربية والتعليم ومن أبناء حامد هذا العالم الكبير صاحب المؤلفات الكثيرة والمناظرات الخطيرة الأستاذ الخليفة علي حامد ، ومن أبنائه الخليفة عبد الله الخليفة الملازم لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني بالمملكة العربية السعودية ، ومن أبنائه العالم المحقق المدقق الخليفة عباس الذي يشرف الآن على المسجد وحلقة العلم برفاعة ، ومن أبنائه احمد ومحمد وعثمان وصديق وعمر ومحمود ويس وبكري والطيب والسر وجعفر ، وأخواتهم الكريمات الفاضلات .
مؤلفاته :
لم يكن رضي الله عنه يميل إلى التصنيف والتأليف بل كان جل وقته كما أسلفنا في حلقات العلم إما متعلما أو عالما ، إلا انه ألف بعض المؤلفات التي تدل علي رسوخ قدمه في علوم الشريعة والأدب منها :
1. رسالة الفتنة اكبر من القتل .
2. ورسالة في التوسل بالنبي صلى الله وال بيته .
3. ورسالة في استحباب القيام لأهل البيت .
4. وديوان شعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته الكرام ، ومن شعره تلك القصيدة العصماء المرتجلة التي رثى بها شيخه مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه والتي قال فيها :

باعي قصير والمحبة أوجبت ********** فوقفت بين جموعكم متطفلا
ابدي شعوري في المحافل معلنا ******* حبي لمن ملك المفاخر واعتلا
أعنى زعيم الدين نبراس الهدى ****** الميرغني علي أولى بالعلا
فيضيق صدري واللسان يخونني ****** ما كان مثلى أن يخوض المحفلا
لكنني لما وقفت وجاءني رشدي ******* فألفيت اللسان المقولا
فإذا بأوصاف الزعيم تمدني ********** منها أخذت المفصل والمجملا
فكأنه ما غاب عنا لحظة ************* أو طرفة وكأنه لم يرحلا
فمثاله بين الجوانح حاضر ********** فذراع ترب لا يوارى المجتلا
ومثاله بين الجفون كأنه رأي ****** ***العيان فما أتم وأجملا
أنفاسه حكم تداوينا بها ****** ******* فهي الدواء أو الشفاء لمبتلا
لم انس يوم رايته متبسما *********** وضع الأنامل على فم متهللا
مجد المراغنة الكرام ماثلا *********** وزعيمنا في المجد أعلا أطولا
مجد قديم من أصول قادة ************ منهم إلى الجد الحسين تسلسلا
هم نعمة هم جنة هم جنة ************ من زارهم وجد الفلاح مكملا
إن غبت عنا يا زعيم فنجلكم ********** عثمان خير خليفة لن يهملا
والنجل احمد صنوه منهم ************ شمائلك الكريمة تجتلا
الله يبقيهم لنا ذخرا ***************** ليهدونا السبيل الأمثلا
هذا واختصرت المقال تأدبا *********** فالحمد للمولى وردت المنهلا
وأخذت منه شربة أحيا بها *********** وأعيش من بين الكرام مبجلا
اسمي علي نجل عبدكم الحسن ********* نرجو بكم يا سادتي أن نقبلا
وصلاة ربى على جدكم *************** وسلامه أبدا عليه تواصلا

وفاته :
هذا وبعد عمر مديد في طاعة الله توفي الخليفة علي رحمة الله في يوم الثلاثاء 15 أغسطس 1995 عن عمر تجاوز المائة بسنين ودفن بمعهده واجتمع لتشييعه والصلاة عليه خلق كثير لا يعلمهم إلا الله تعالي .




ومن أقواله :
1. كان يقول حينما يتعجب الناس عن سلامة أعضائه مع كبر سنه : ( هذه الأعضاء حفظناها في الصغر فحفظتنا في الكبر ) .
2. قال عن مولانا السيد علي الميرغني رضي الله عنه : ( جلست بين يدي عشرين عالما أتعلم العلم وعندما جلست بين يدي مولانا السيد علي الميرغني في أول مجلس علم أفاض علي من العلوم والمعارف فرأيت جميع من أخذت عنهم العلم مع علمهم وفضلهم كأنهم أطفال يتصايحون ) .
3. وكان يقول عن ضرورة ربط العلم بالعمل : ( العلم بلا عمل كالقنديل على قبر المجوس ) .

محمد جمرة غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة محمد جمرة ; 01-09-2011 الساعة 11:41 AM.
رد مع اقتباس