الموضوع: قرأت لك
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2010, 07:19 PM   #25
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك



............... تابع ما قبله :
قرأت لك (7)
* من الدعاة الجهلاء من يجلسون وسط العامة ويذكرون اسم ولىّ من أولياء الله ويبثون عنه الأقاصيص التى توهم : " أنّه ينفع ويضر " ....... وان من اتّبعه يكثر ماله وولده , وأن من زار قبره تقضى حوائجه , ويموت أعدائه , ..... ويذكرون من الكرامات ما هو حق وباطل حتى يرغّب الناس فيه, ....... فيكون الضرر بذلك من جهتين : (ا) انّهم يتبعون طريقه لعاجل فان , ... فيكونون ممن يعبدون الله على حرف . (ب) انّهم يتبعونه لينتفعوا به من الجهة التى لا يمكنه ان ينفع نفسه , ... أو يحرمون النفع به من الجهة التى ينفع منها : " لأنّ النافع حقيقة هو الله " ... وهو الذى أقامهم سببا للنفع , وهى جهة تلقى العلوم وفهم فقه القرآن الشريف وتزكية النفس وفهم أسرار التوحيد وكشف حكم الأحكام والتجمل بعلوم اليقين .
* البعض يجعلون من طلبه العلم أو الطريق بابا من أبواب طلب الدنيا حتى تكون أعمالهم الواجبة ليست لله , ... ولكنّها تصير تزيينا للتوسع فى الدنيا , فانّك تجلس لواحد من هولاء المنتسبين للعلم حتى يأخذ فى تنقيص من هو نظيره أو من هو فوقه , ويقيم الأدلة والبراهين علىتحقيره , ....... هذا فى حالة غيابه , فاذا حضر الذى كان يذمه , أسرع اليه مطأ طا رأسه منحنيا معلنا بلسانه محولا كل عبارات الذمّ الى نقيضها من التعظيم والاشادة به وبعلمه الغزير , ............. فاعلم يا أخى : " ان العالم من علم الحق فاتّبعه , وعلم الباطل فاجتنبه وعلم قدر نفسه فسعى فى خلاصها مما يلزم مراعاته من الآداب الواجبة ."
* تنبّه أيّها المريد انك دخلت الطريق لتخرج من هواك , وتسير الى مولاك وتتحصن بحصون الأمن من مخالفة الله ورسوله, ولتتحصن من وسوسة الشيطان الرجيم ومن الأقتداء : " بخبيث لئيم . "
* اعلم ان كل مريد صادقا مؤهلا ان يصير مجمّلا بأخلاق الله روحانيا كاملا , تسلّم عليه الملائكة فى الطرقات وتنزل عليه البشائر والتحيات , ...... كل ذلك بصحبة المرشد العالم والاقتداء به والسعى فى تلقى علومه وأسراره وكشف فهومه واسراره .
* نصيحة :
ماذا تعمل لو جافاك أخ من اخوانك أو بلغك عنه شر أو علمت أنّه وقع فى المعاصى ؟؟؟ ............. ها هنا تظهر رحمتك ورأفتك ولين جانبك , ..... فاسرع يا أخى بحكمة ورحمة وشفقة وحرص , وخلّص أخاك , وأعمل على نجاته من غير ان تنفره أو توبخّه ولا تفشى سرّه , ..... وأبذل فى ذلك فطنتك ومالك وجميل أخلاقك , ...... ثم أعلمه أنما أنجيت نفسك بنجاته , فهذه يا أخى شيمة الربانيين ورثت علوم الصديقين .
* كل من منح خصوصية فلا ينبه بها فذلك من شيمته فتح باب من أبواب الشيطان , ....... فاليحذر ذلك , .......والواجب على الأفراد الممنوحين ان لا يفتوا عن خصوصيتهم ويحفظوها بسترها فان الله تعالى يقول : ((( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض . ))) ....... فكل من نبه الناس بخصوصيته ونقّص أخاه الممنوح فقد جعل ما أنعم الله به عليه زبدا ربما ذهب جفاء , ..... لأنه يريد أن يضرّ الناس فيوقع بينهم التفرقة , ...... وأما من أخفى ولم يفتح باب التفرقة على الأخوان فان عمله هذا مما ينفع الناس فيمكث فى ارض قلبه محفوظا من السلب .
* أعلم يا أخى أن من تعلم العلم ليجادل به أولياء الله أو يناظر به عباد الله كان من أعوان الشياطين أو شيطانا انسيا .
* ان الله يجعل فى قلب العالم العدل التقى نور الفقه يكون على لسان ملك الالهام , لأن كل قلب يلمّ به لمّتان : " لمّة الشيطان ولمّة الملك " ....... فقلب الراسخين والشهداء الروحانيين محفوظ من لمّة الشيطان , ..... قال تعالى : (( ان عبادى ليس لك عليهم سلطان . ))..... وقال تعالى : (( الاّ عبادك منهم المخلصين . )) ..... وقال تعالى : (( أولئك لهم الأمن وهم مهتدون . ))..... وقال تعالى : (( تتنزل عليهم الملائكة الاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة . ))............ وتنزلهم عليهم حال الموت لا يمنع تنزلهم عليهم قبل الموت , وقد تنزلت الملائكة على الصدّيقين بالطعام وبالتحف .
* اعلم ان أساس التلقين هو السماع من أو عن العالم الربانى والأقتداء به وبهذا التلقين يكون كأنّه يقول : " رضيت بك معلما دليلا لى تدلّنى على الصراط المستقيم الذى كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأصحابه, ..... وتعيننى على تزكية نفسى بما سنّه صلى الله عليه وسلم , .... وأمر الله تعالى به , وما زكى به الأئمة أنفسهم "....... وكان بتسليمه هذا قد تخلص من دسيسة الكبر والغرور , وتخلص من بلية الجهل , وحفظ نفسه من مخاوف المهالك ومن رعونات النفس ووسوسة الشيطان ووجب عليه الطاعة للمرشد فى كل معروف أمر به وفى كل منكر نهاه عنه وأن يحسن ما به أدّبه .
* تعريف المغرور :
المغرور هو من اغترّ " بعقله " فظنّ ان ما هو منتف عن علمه , فهو منتف فى نفسه , ..... قال الله تعالى : (( فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم . )) ....... وقال تعالى : (( ذلك مبلغهم من العلم . ))
* أسباب فساد النفس :
أمّهات الخطايا ثلاث هى : (1) الكبر : وهو الذى أوقع ابليس فى القطيعة واللعنة . (2) الطمع : هو الذى سبب المعصية لأبينا آدم حيث أهبط بسببه من الجنة لأنّه طمع فى الخلود فى الجنة ولم يفطن لمكيدة أبليس اللعين .(3) الحسد : هو الذى دعا هابيل لأن يقتل أخاه قابيل حسدا له على النعمة عليه باخت هابيل :
... " وما من رذية من الرزائل الاّ وهى ترجع الى أصل من تلك الأصول الثلاثة "....
وقد بين لنا المعصوم صلى الله عليه وسلم تلك المعانى بكلمة هى الحصن الحصين للسلامة
: " حبّ الدنيا رأس كل خطيئة . " .......... وهذا التحذير موجّه لأولئك الذين أشغلهم عملهم للدنيا وابتهاجهم فيها عن الآخرة , وجعلوها غاية الغايات دون النظر فى الوسيلة, ....... فالعمل للدنيا واكتساب الأمل والاجتهاد فيها مطلوب ومرغّب فيه ما دام يقصد به الخير , ولا يلهيك عن الآخرة , ...... قال تعالى : ((رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله . ))
* حديث شريف :
" ان زوال الدنيا أهون عند الله من قتل نفس بغير حق . "
............... نواصل باذن الله :
........

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس